(نرى أفراد العصابة مجتمعين في أحد أوكارهم، وقد خيمت عليهم كآبة الخيبة. على أنهم لا يلبثون أن يستردوا رباطة جأشهم فيقول أولهم مخاطباً ((هارون))):

الأول:

خسرنا الجولة الأولى

وحالف سعينا الفشل الذريع

(ويتكلم ((هارون)) خجلاً وهو يمسح الدم المنبثق من وجهه):

هارون:

فماذا ترتأون؟

الثاني:

نرى لزاماً

علينا فعل إجراء سريع

فللبوليس يا صحبي عيونٌ

علينا أن نضللهم جميع

الثالث:

وكيف...

((ضحى)) سترشدهم إلينا

علينا خطفها قبل الجميع

(وتروق الفكرة لـ ((هارون)) وقد انغمس في الجريمة فيقول):

هارون:

لئن لم تفعلوا هذا فإنا

سنكشَفُ ((للمباحث)) لا محاله

((ضحى)) لا شك تخبرهم بأمري

وكيف هربتُ من وجه العداله

وكيف دخلت سراً أرض مصر

(ويصفعه أولهم على قفاه مغتاظاً من عمله ويقول):

الأول:

عظيم في الغباوة والجهاله

(ويستمر ثانيهم في شرح خطته قائلاً):

الثاني:

أجل خطفٌ ولكن ليس خطفا

كأن ضحى اختفت خوف العقاب

أرادت قتل صاحبها فلما

نجا ولت على عجل الغياب

(ويؤيد ثالثهم الفكرة قائلاً):

الثالث:

((ضحى)) ستتهم هارونا به وضحى

هي الدليل على تبيان ((هارون))

فإن خطفنا ضحى غاب الدليل على

قوم ((المباحث))

(ويقاطعه رابعهم قائلاً):

رأيٌ جِدُّ مأفون

الرابع:

((هارون)) ليس لنا نفع به أبداً

حراً غدا أم غدا بين المساجينِ

(ويقاطعه أولهم وكبيرهم قائلاً):

الأول:

كلا سلامة ((هارون)) سلامتنا

وحظنا حظه في العسر واللينِ