فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ) > الباب الثاني أعمال الأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود > الفصل التاسع: مناقشات وردود > النقد شيء والشخصيات شيء آخر حول مقال (من هو الغربال؟)
النقد شيء والشخصيات شيء آخر حول مقال (من هو الغربال؟) كتب الأديب (محمد أفندي راسم) مقالاً بالعدد الماضي تحت عنوان "من هو الغربال؟" ملأه بما أملت عليه نفسه من تحقير واستهزاء وشتم ثم ختم بالتهديد والوعد والوعيد "حط في الخُرْج". حضرة الأديب عفا الله عنه يريد أن ينقد مقال الغربال المنشور تحت عنوان "الكشف الطبي ضروري للمتزوجين من الرجال" ولكنه –هداه الله– ضل الطريق فبدلاً من أن ينقد المقال ويحلله ويظهر نقاط الضعف التي فيه، تركه ظهرياً ثم راح يستفسر عن شخصية الكاتب فصورها كما أراد ثم تطاول فشتم حتى أشفى غلته "ألف سبة ما تشق قميص". من المصائب التي بلي بها بعض الكتّاب –ولا أقول كلهم– أنهم يجعلون النقد سبباً لتنفيذ غاياتهم وشفاء لما في صدورهم من غل، ثم يقولون هذا نقد، فنجدهم بدلاً من أن يدحضوا أقوال من أرادوا نقد كتاباته وآرائه بالحجة الدامغة، يتركون ذلك وينهالون على الكاتب بالشتم والسخرية، وقد اتبع حضرة الأديب (محمد أفندي راسم) –والظاهر أنه عن سهو– في مقاله هذه الخطة فغضب وزمجر، وسخط وشتم، عفا الله عنه وسامحه وهداه. النقد مقدس ولكن إذا كان بريئاً. أما إذا اتخذ منه طريقاً لتنفيذ شهوة في النفس لا أكثر ولا أقل فإن ذلك يعد ذلة وخسة أجل عنها حضرة الأديب لأنهما من العيب والعار الذي يجب أن يترفع عنهما كل واحد. يجب على الناقد البريء أن يناقش خصمه بالحجة ويفند آراءه بالبينة ويظهر له خطأ مدعاه، أما كونه يقول له أنت مخطئ بدون حجة، وبغير بينة فهذا هو عين الخطأ. إن الناقد إذ نقد أقوال خصمه بحرية تامة، ودمغ أقواله بالحجج القوية فيكون قد أحسن إلى نفسه والمجموع، ثم يجب على مريدي المصلحة أن لا يترفعوا عن قبول الحق، بل يقبلونه برحابة صدر وسعة خاطر شاكرين له صنيعه، ومقدرين له اجتهاده. ولو سار حضرة الأديب (محمد أفندي راسم) على هذه الخطة لشكرت له عمله، ولأكبرت له مجهوداته ولقدرت له إخلاصه، أما أنه قد ترك النقد جانباً وتناول شخصية الغربال بطريقة لا تتفق مع آداب الكتابة ولا مع آداب المناظرة وهذا لا يسوغ للناقد ولا يقره النقد –فقد أساء ولعلَّه بغير قصد– لحضرة الأديب الحرية في آرائه وأفكاره، أما آراء غيره فلا يسوغ له أن يجعلها تبعاً لآرائه، أو بمعنى أفصح تبعاً لأهوائه بل له ولغيره إذا اعتقد فسادها أن يفندها بالحجة (1) . مكة المكرمة: (الغربال) صوت الحجاز: العدد 30 1 رجب سنة 1351هـ 31 أكتوبر 1932م   [1] ألفت نظر القارئ إلى مقال كنت عالجت فيه هذا البحث بعنوان "الأدباء في بلادنا أيضاً" بتوقيع (متألم) بالعدد 11 من "صوت الحجاز" الغراء.
طباعة تعليق  القراءات :483  التعليقات :0
صفحة 98 من 122

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج