شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
متـــألـــم
أنا حجازي، ووطني الحجاز، وشعاري القومي الحجازية، ومرامي رقي الحجاز - هذا أنا. أما اسمي (المنتحل طبعاً) فهو (متألم) وإني أرجو من قراء "صوت الحجاز" أن يأخذوا هذا الاسم بدون أن يبحثوا أو ينقبوا، أو يتساءلوا عن صاحبه، لأن ذلك مما لا يفيدهم، ولا يتحصلون منه على ثمرة.
نعم أنا متألم ومتألم جداً، ولو فتشت قلبي أيها القارئ لما وجدت موضع إبرة إلا وهو متألم. أتألم من حالتنا، أتألم من تفككنا، أتألم من جميع الأشياء الموجودة فينا، والتي هي حقيقة تؤلم، وكثيراً ما كنت أحب أن أضع تألمي هذا على طاولة التشريح؛ فأشرحه بمشرطي، كثيراً ما كنت أتمنى ذلك حتى حانت لي الفرصة فتمثلت بقول الشاعر:
إذا درت لبانك فاحتلبها
فما تدري الفصيل لمن يكون
نعم. هذه جريدة "صوت الحجاز" هي الفرصة التي كنت أتمناها؛ وهي التي تدر لبانها الان، وهي التي أريد احتلابها فهل يسمح لي أصحابها بذلك؟
وإني أحب أن أذكر في هذه التوطئة –إذا صحت تسميتها توطئة– التي أقدمها لكتاباتي المقبلة - هذا إذا بقيت حياً، ولم يتغلب على تألمي فيوردني رمسي والتي لا أتوخى من ورائها ألا طلب مصلحة أمتي، مصلحة وطني، مصلحة من هم دمي ولحمي، راجياً عدم التأويل والتحوير عادتنا (بدون مؤاخذة) محبذاً انتقادي في كل ما أقوله، وليثق كل منتقد أني سأقبل انتقاده، وسأتبعه إن كان محقاً فيه، وإلا فسأضعه على طاولة تشريحي، وأشرحه بمشرطي متبعاً في ذلك خطته في النقد، مظهراً الحقائق وإن كانت مؤلمة، الحقائق وإن كانت مرة.
ويجب أن لا نتألم من ذكر الحقائق، بل نعمل لإصلاح ما فسد فينا، وإلا فنكون كالذي يكذب على نفسه بنفسه، ثم ما الفائدة في مدحنا أنفسنا على أشياء فينا لا نستحق عليها المدح، وهي تسري كالسم فينا، إن إخفاءها لمما يزيد بلاءً على بلائنا، وتأخراً على تأخرنا، واستسلاماً في الانقياد لها أكثر من استسلامنا الحاضر.
أقول هذا لأن كثيرين ممن حولنا يتألمون من إظهار الحقائق، ويحبون أن يسدلوا عليها ثوب الخفاء، دفاعاً عن الوطن (كما يظنون) ومع كوني أقدر لهم هذا الشعور، إلا أني لا أوافقهم على إخفاء الحقائق وإلباسها ثوباً مزيفاً، وكما أني أقول بوجوب إظهارها، أقول بوجوب اتخاذ الرفق واللين في النصح والإرشاد.
وهذه هي الخطة التي رسمتها لنفسي والتي سأسير عليها غير مبالٍ بأن أشقى بغضب أصحاب ذلك المبدأ أو أن أفوز برضاء غيرهم، اعتقاداً من أن ذلك واجب من الواجبات قمت به، من الله أستمد العون والتوفيق..
مكة المكرمة: متألِّم
صوت الحجاز بتاريخ 19/12/1350هـ
(نشر المقال تحت عنوان: "شؤون وشجون")
 
طباعة

تعليق

 القراءات :751  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.