شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بحث في المسائل الحاروية (2)
لا يوجد لدينا مصدر موثوق نستطيع أن نعرف به الأسباب الحقيقية للنزاع الحاروي كما أنه لا يوجد أي شيء في التاريخ الحجازي نستطيع أن نعرف به ابتداءه.
والذي نذهب إليه، أن النزاع الحاروي نشأ في أول مرة بسبب شجار داخلي بين أسرة واحدة، قامت على أثره أحزابٌ متعددة، فكان لكل حزب مشايعون في حارات مختلفة، تميل –في الأكثر– إلى أن هذه الأسرة كانت ذات سلطة إدارية في البلاد ونستدل على هذا بأن الحكم الحجازي –في أدواره– كان للقوي، والأمة الحجازية –كما عرفها التاريخ الحجازي– دائماً أبداً تنظر إلى الجهة القوية فتناصرها، وقد حدثنا التاريخ بأنها –أي الأمة الحجازية– كانت تشايع خصم من ناصرته بالأمس عندما يضعف أمره أو يعتريه الانحلال. وهذا من أعظم المصائب التي بُلي بها الحجاز، والتي أخرت من سيره ونخجل إذا قلنا أن من كان بيدهم الأمر كانوا هم أنفسهم يقدمون الحطب لإذكاء النار؛ من أجل ذلك كان الحجاز –وهو أبو المدنية– مسرحاً للقلاقل والفتن، أحسبني خرجت عن الموضوع الذي أنا بصدده فعفواً.
أما تاريخ النزاع الحاروي فهو قديم جداً، وأن بعض ما ذكره الفاسي من الحوادث في تاريخه شفاء الغرام يدلنا على أن النزاع الحاروي كان موجوداً في زمنه؛ والفاسي كان في أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجري، إلا أننا نؤكد أن النزاع الحاروي كان في زمنه ضعيفاً جداً؛ كما أننا نميل إلى أن الذين كانوا يديرون رحاه هم موالي الأشراف.
والحقيقة أن كل ما نقوله - عن الأسباب الحقيقية للنزاع الحاروي؛ وابتداء تاريخه ليس هو استنباطاً واستنتاجاً. وربما يكشف لنا المستقبل شيئاً جديداً نعدل بسببه عما ذهبنا إليه الآن، إذ القصد الوحيد من هذا هو بحث الحقيقة وإظهارها ونرجو من كل باحث ومحقق أن يتفضل بنشر ما لديه من وثائق صحيحة ونظريات معقولة خدمة للحقيقة والتاريخ.
النزاع الحاروي الداخلي:
لم يقتصر النزاع الحاروي على مشاجرة حارة مع أخرى، بل امتد أمره إلى أكثر من ذلك حتى وصل إلى أن الحارة نفسها كثيراً ما تنقسم فتصير أحزاباً متعددة كل حزب يعمل ضد الآخر وتتجه مقاصده وأغراضه إلى غايات مخصوصة ليس من بحثها كبير فائدة، والذي نأسف له أن هذا الانقسام قد زاد في أسباب التنافر والشقاق فجعل الأمر فوضى وأثر تأثيراً سيئاً على الأمن الداخلي، فكان له أسوأ أثر في حالة الحجاز الاجتماعية.
الاعتزاء الحاروي:
لكل حارة من حوائر المدن الحجازية اعتزاء خاص، فهو أشبه بإعلان عن الجهة التي ينتسب المعزي إليها، والاعتزاء في تاريخ العرب معلوم أمره في الجاهلية والإسلام والذي يجب أن نوضحه هنا هو: إن هذا الاعتزاء عربي قديم ونود أن نستعرض بعض الإعتزاءات الحاروية التي عرفناها والتي فهمنا المقصد الذي يرمون إليه من ورائها، وكنا نود أن نستقصي جميع الاعتزاءات الحاروية التي في المدن الحجازية، ولكنا نأسف كون ذلك لم نوفق إليه الآن؛ علاوة على كونه يحتاج إلى كتابة طويلة من الاعتزاءات في كتاب خاص، والذي عرفناه الآن من اعتزاءات هو:
أهل الغزة (1) يقولون: "عبد الغز" وأهل الشامية (2) يقولون: "عبد اسطنبول" (3) وأهل سوق الليل (4) يقولون: "عبد المولدين" (5) وأهل شعب عامر (6) يقولون: "ولد فوق" (7) وأهل المسفلة يقولون "ولد أسفل" (8) ، وأهل النقا يقولون: "عبد النقاوات" (9) نسبة إلى النقا. هذا ما أمكننا معرفته الآن من الاعتزاءات.
للبحث صلة. مكة، متألم.
صوت الحجاز
1 جمادى الثانية سنة 1352هـ
22 أغسطس 1933م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :634  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج