شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المياه بمكة في أدوارها التاريخية (5)
عمل الأمير محمد بك زادة:
ثم أسند عمل النظر في العمارة إلى السنجق محمد بك أكمكجي زادة، وقد جاء في إفادة الأنام نقلاً عن القطبي ما يلي: "إنه كان من أعيان الأمراء والسناجق الكبراء، له عقل تام، ورأي ثاقب، وصل إلى هذه الخدمة الشاقة، وبذل فيها نفسه وماله وأظهر تجمله وتحمله واحتماله، وما بلغ التمام إلى أن وافاه الحمام وانتقل إلى رحمه الله سنة 976هـ".
ولم يذكر صاحب مرآة الحرمين خبر هذه المباشرة، كما أنه لم يرد في النسخ المطبوعة لتاريخ القطبي خبرها، لا في طبع المطبعة العثمانية بمصر سنة 1303هـ ولا في النسخة المطبوعة بالمطبعة الخديوية بمصر سنة 1305هـ، والذي نميل إليه أن خبر هذه المباشرة محذوف من الطبعتين السالفتي الذكر، لأن الذي يظهر من سياق كلام طبعتي مصر عن مباشرة الأمير قاسم بك -وهي بعد الأمير محمد- يؤكد ما ذهبنا إليه إذ جاء في كليهما في خبر وفاة قاسم بك، فكان ثالث الأميرين السابقين، وجاء بمكان آخر خبر الوفاة المذكورة: "واستوفت العين ثلاثة من الأمراء السناجق سقاهم الله شراباً طهوراً".
فهاتان الجملتان تؤكدان في وضوح تام أن النقص الموجود في النسختين المطبوعتين بمصر هو نقص من النسخة الأصلية لتاريخ القطبي.
بعد كتابة ما تقدم تمكنا من الاطلاع على نسخة خطية لتاريخ القطبي في دار الكتب بمكة مخطوطة بقلم صالح بن يحيى الديري العيسى بتاريخ 14/5/1004هـ ولدى مطابقتها بالنسختين المطبوعتين بمصر وجد ذلك الخبر مسقطاً منهما، ولا نعلم عما إذا كانت هناك أشياء أخر غير هذه محذوفة أم لا، وعسى أن نجد سعة من الوقت فنطابق طبعتي مصر على النسخة الخطية ونكتب حول ذلك.
عمل الأمير قاسم بك:
ثم أسند العمل إلى الأمير قاسم بك سنجق جدة، وجعل القاضي حسين الحسني ناظراً عليه، لكنه لم يقم بعمل يذكر.
يقول إبراهيم رفعت في مرآة الحرمين: "وخلفه على العمل أمير جدة قاسم بك، ولم يقم بكبير عمل لقصور فهمه ومد يده، وتشبثه برأيه، ويقول القطبي: "وكان لا يخلو من قصور الفهم وحب الاستقلال، وبعض غباء، وما أراد مولانا شيخ الإسلام معارضته فتركه على رأيه (هكذا) وما أراد الله أن يتم العمل الشريف على يد قاسم بك، فكان ثالث الأميرين السابقين فطرقه الأجل وأدركه الحين". وكانت وفاته غرة رجب سنة 979هـ.
عمل القاضي حسين الحسني:
ثم أسند عمل مباشرة العمالة إلى القاضي حسين الحسني فنمت على يده.
يقول القطبي: "فأقدم بهمته العالية أتم إقدام إلى إكمال هذا العمل الشريف بالاهتمام فساعدته السعادة والإقبال على الإتمام والإكمال فتم العمل المبارك فيما دون خمسة أشهر".
وصول الماء إلى مكة:
وبتاريخ 20/11/979هـ وصل الماء إلى الأبطح وسكب في قناة عين حنين في خرزة بداخل بستان بنونة أمام دكة المنحني بجانب الشيبيَّة، ومن هناك انحدر مع ماء حنين في مجاري عين حنين بداخل مكة، وقد كان ذلك اليوم عيداً أكبر عند الناس ذبحت فيه الذبائح، وأولمت فيه الولائم، وقسمت فيه الكساوي، وعمل احتفال مهيب بالأبطح، جاء في إفادة الأنام، أن ما صرف على هذه العمارة بلغ 500700 ديناراً غير أجور إحضار أرباب الصناعات من الحدادين والحجارين والقطاعين وغيرهم (أي نفقات سفرية).
واستغرق هذا المشروع عشر سنوات تكاد تكون تامة، إذ قد وصل إبراهيم بك إلى جدة يوم 23/11/969هـ، ووصل الماء إلى مكة يوم 20/11/979هـ، وهذه هي الحسنة الوحيدة التي للدولة العثمانية في الحجاز، ولا أعرف لها حسنة غيرها إلاَّ بناء المآثر الشريفة، وتأسيس المستشفى، وإدارة البريد، وبناء الثكنات العسكرية، وهذه تمت بجهود عثمان باشا والي الحجاز، ولولا ما بذله من جهود لم يتم من ذلك شيء ففي ذمة التاريخ.
عمل مجاري مكة:
ثم اتجهت الأنظار إلى عمل مجرى مستقل لعين نعمان بداخل مكة فتم ذلك. يقول القطبي: "فشرع في إكمال الدبل المستقل لإجراء عين عرفات وبناه من جهة "المدعاة" ثم مر به من عرض (1) ، ثم من جهة سويقة ثم عطف به إلى السوق الصغير وأكمله إلى منتهاه، وبنى قبة في الأبطح جعل فيها مقسم ماء عرفات (2) .
"للبحث صلة"
(ابن عبد المقصود)
جريدة (أم القرى): العدد: 521
الجمعة 30 شعبان سنة 1353هـ
الموافق 7 ديسمبر سنة 1934م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1106  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج