شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العرس والحريق
قال صاحب الأغاني عن ابن المعتز قال: "حدثنا ابن الدهقانة أن جارية للمعتصم قالت له لما ماتت (متيم) وإبراهيم بن المهدي و (بذل) يا سيدي أظن أن في الجنة عرساً فطلبوا هؤلاء إليه فنهاها المعتصم عن هذا القول وأنكره فلما كان بعد أيام وقع حريق في حجرة هذه القائلة فاحترق كل ما تملكه وسمع المعتصم الجلبة فقال: ما هذا فأخبر عنه. فدعا بها فقال: ما قصتك؟ فبكيت: وقالت يا سيدي احترق كل ما أملكه: فقال: لا تجزعي فإن هذا لم يحترق وإنما استعاره أصحاب ذلك العرس.. ".
قلت: ذكرتني هذه القصة بما يماثلها.. فقد كنت دعوت للغذاء في داري في أحد الأيام منذ نحو أكثر من ربع قرن الأديب الأشهر و الكاتب الكبير الدكتور محمد حسنين هيكل رحمه الله. و هو معني بتأليف كتابه (في منزل الوحي) وكان مهتماً بالوقوف على المصادر والمراجع، وكان معه من الأخوان رحمهم الله تعالى كل من السيد محمد طاهر الدباغ والسيد صالح شطا والشيخ عباس قطان وغيرهم.. وعندما كانوا يتناولون الطعام على المائدة.. وكان الحديث يدور سجالاً بين الطرف والنوادر والفكاهات.. تحدث أحد المدعوون وما يزال يعيش حتى الآن فكان مما قاله: إن الحشاشين في بعض البلدان.. يقرؤون الفاتحة على روح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.. كلما أخذوا في مجالسهم واستووا على آرائكهم لتعاطي هذه. (البلوى) وما أتم كلمته حتى كان الإنكار على الراوي إجماعياً من كل الحاضرين، وفي نفس اللحظة سمعت الصياح من جوانب الدار (حريقة.. حريقة) وقفزت أتبين ما يقولون.. فإذا بها في أعلى المنزل واللهب يرتفع أمتاراً.. ونزلنا إلى الماء.. والجرادل والمغارف والصفائح وشارك الجميع في عملية الإطفاء حتى الضيف.. وأراد الله بلطفه أن تطفأ النار بعد جهد جهيد.. وعدنا إلى المائدة فقال الدكتور هيكل هذه إحدى العظات البالغة أو الكرامات الناطقة.. وصلى الله وسلم على أكرم رسله حيث يقول: ما معناه (من يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 1048 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.