"عن ابن هشام في السيرة النبوية.. إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يوم فتح مكة بقتل شخص يسمى (ابن خطل) كان مسلماً ثم ارتد وفر إلى مكة وكانت له قينتان تغنيانه بهجاء النبي وتسمى إحداهما (فرتني) - وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهما ففرت إحداهما وقتلت الأخرى.." أ هـ.
قلت: وعجبت أن تكون لهذه (الفرتني) صلة في قريب أو بعيد بما لا يزال الناس يرددونه حتى اليوم من قولهم: هناك (فرتنة) قائمة.. إذا هبت ريح عاتية.. أو قامت خصومة بين فريق وآخر وهم يستعملون ذلك غالباً في البحر - إذا هاج وماج.. واعتلت فيه الأمواج.. فهل مرجع ذلك إلى تلك القينة أم أنها سميت هي بذلك لما كانت تؤديه من تحريض وتأريث وإيذاء وهجاء.. أم هي مجرد توافق و مصادفة - على كل حال لا يبعد الشبه بينهما بجامع السوء والشر وتوقعهما.. كفانا الله الفراتن والفرتنات.. وما تعرضه (الفترينات).