قال أبو حاتم حدثني ابن قاضي شيراز قال: قال الهلالي لغلمانه ولمن يخدمه، احذروا أبا عبيدة، فإن كلامه (دبق).. - والدبق في الأصل الغراء يلزق به - فلما جاءه ودخل وسعوا عليه، قال: فآتي بالطعام فجاء غلام بالغضارة، ولا علم له بأبي عبيدة فانصبت الغضارة على طرف ثوب أبي عبيدة، قال: ففطن الهلالي لذلك فقال لأبي عبيدة: إنه قد أصاب ثوبك المرق، ولكن سوف أكسوك عشرة أثواب فقال له: لا يأبى لا تضر مرقتكم: ليس لها ودك، قال: فهم ينسبون بذلك إلى اليوم".
(طبقات النحويين)
قلت: فهذا أحد أوصاف الكلام.. عند القدامى.. وهو أن يكون (دبقاً) أي لازقاً.. وما تزال الكلمة نفسها متداولة في معناها ومبناها.. ومغزاها أحياناً كثيرة.