قال الأستاذ السباعي في تاريخ "وفي 16 ربيع الأول سنة 1184 تحركت الحملة من وادي فاطمة فعسكرت في الزاهر.. إلى أن قال: فخرج أحمد في جنده وبعض من تبعه من العريان إلى (المصانع) التي في الريع.. ونسميه اليوم ريع الرسان في نهاية حارة الباب".
وقد لاحظت على ذلك من ناحيتين:
الأولى: أن هذا الريع إنما يطلق عليه بعضهم ريع الرسان خطأ.. وليسمح أستاذنا الكبير أن أنوه بأن الصواب فيما علمته -والله أعلم- أنه ريع الرسام لا الرسان لأن الموظف الذي كان يتقاضى الرسوم على ما يدخل إلى مكة.. كان مقامه ثمة عند الباب الذي كان قائماً خلال سور كبير محيط بمكة في مداخلها الثلاث الرئيسية ويزيد هذا قوة أن (الكوشان) بقي في هذا المكان إلى عهد قريب جداً وهو محل الترسيم.. على أن بعض المتأخرين قد أخذوا في التسمية بأن كان أحد صانعي الأخطمة والأرسان -النوق والجمال- صاحب حانوت هناك.. فحسبوا أن تسميته كانت بسبب ذلك.
والناحية الثانية.. أن هذه المصانع التي ورد ذكرها في القرن الثاني عشر ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم رغم تعاقب العصور وهي (مصانع النورة) يوم كان العمران لا يعدو (بيوت البصرى) و (بئر المدعون)..