روى ابن ماجة في سننه من حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم "أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً: فقال له ما تشتهي؟ فقال: أشتهي (كعكا).. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان عنده خبز بر فليبعث إلى أخيه ثم قال: إذا اشتهى مريض أحدكم شيئاً فليطعمه".
* * *
قلت: فهذا يدل على أن (الكعك) قديم الصنع والاستعمال من عصر الرسالة وما قبلها، وإن كان لا بد أنه طرأ عليه كثير من التحسين من حيث الدقيق أو الطحين. والخمير أو العجين.. إلا أن من الناس من يطلق على بعض ألوانه (الشريك) ولعلهم يفرقون بذلك بين ولعله دخيل ما (يتكعك) مستديراً.. وما (يتلبك) مستطيلاً؟. ولعله دخيل بلفظه، أو قصد به اشتراك الناعم والخشن فيه. وأكاد أظن أن كلا الصنفين بالإضافة إلى السميد أو التميس محتاج إلى الإنضاج والتحميس.. فإن الفرق واضح بين ما يتخذ منه (للتعتيمة) في ليالي (الوليمة) وبين هذا الذي يعرض يومياً في الأسواق.. فلماذا؟ ربما للزيادة الثمن.. فقط ولا يبرر هذا رخصه مع (اللكمده) و(لقمة طيبة ولا عشرة بطالة).