شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أسواق مكة
وفي رمضان - كانت الأسواق تزدان بأنواع المبيعات من الأغذية المشهية؟ أول النهار وآخره وكانت الأسعار رخيصة جداً لدرجة لا يكاد يصدقها الجيل الحاضر، فإن ما ينفق فيه اليوم عشر ريالات، كان يمكن أن يشتري بربع ريال مجيدي فقط، إذ كنا نشتري أقة اللحم وهو من الضأن الحري الممتاز (طبقة شحم وطبقة لحم). بقرشين أو قرش ونصف، وبقية مقاضي (الزنبيل) من الخضار والفلفل والسلطات والقوطة والخيار. وأيضاً (الكرشة أو العصبان) كل ذلك بأربعة وبخمسة قروش. ولو ذهب أحدهم ليجمع في (مكتله) اليوم ما كنا (نلفلفه) حينئذ. لما قومه بأقل من 15ريالاً أو عشرين وقد تأثر السعر بتكاليف الحياة المتجددة، حتى في البادية والجهات المنتجة بحكم التبادل للسلع.
هذا إلى أن مواسم الأمطار كانت أكثر عائدة وأوفر فائدة. ومالنا لا نرتل قوله تعالى: وَأَلَّوِ اسْتَقاَمُواْ عَلَى الطَّريقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً (1) نسأل الله تعالى أن يهبنا الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى وأن ينزل علينا من بركات السماء ما تنمو به الأرض ويسعد أهلها ويرغد عيشها وما ذلك على الله بعزيز.
وهناك ظاهرة لا بد من التحدث عنها، وإن كانت قد محيت كلياً - ولله الحمد والمنة. وهي أن باعة الخبز والفاكهة وما إليها من الأطعمة المعروضة كانوا يضعونها في (دواير) يرفعونها على كرسي من أعواد النخيل يسمى (البنكة). وأمامها عود طويل مرتفع. ينصب فيه (مشعل ضخم) يوقد بالغاز ويرتفع له دخان متلاحق يغشى الأبصار ويسد الحناجر.
ثم تطور الحال قليلاً قليلاً حتى شهدنا ولله الحمد هذه الحوانيت الفخمة الضخمة ذات الأبواب البلورية والمعرض العصرية وما هي إلا أشهر وأيام وأسابيع إن شاء الله حتى ترصف الشوارع وتوسع وتزدان وتشجر ويشعر الجميع بالراحة والاغتباط وكل آت قريب والعجلة من الشيطان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :329  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 827 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.