رُوى عن إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الأشعت المتوفى سنة 536 هجرية أنه كان دلالاً في الكتب.. وكان مبخوتاً في بيع الكتب، وقد باع مرة صحيحيْ البخاري ومسلم في مجلدة لطيفة بخط (الصوري) الحافظ بعشرين ديناراً، وقال: وقعت على هذه المجلدة بقيراط! لأني اشتريتها وكتاباً آخر معها بدينار وقيراط.. فبعت ذلك الكتاب بدينار وبقيت هذه المجلدة بقيراط.
* * *
كان هذا قبل نيف وثمانية قرون طويلة.. وكان الكتاب أو المجلدة كما يقول من خط أحد المشاهير وتحتوي على أعظم مدونات الحديث، والقيمة في حد ذاتها تكاد لا تتجاوز سعرها في زماننا هذا - وهي مطبوعة.. وكذلك كان الكدح والسهر في طلب العلم وتدوينه.. ومع ذلك فإنهم في نظر المعاصرين أو أكثرهم من المتفاصحين.. أهل فراغ.. واستفراغ.. والله يعلم أي الفريقين أصلح وأنفع؟ تغمدهم الله برضوانه.