شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نظرة فاحِصة
جآذر، لم تجزع مناكب "كيكب"
رنوتُ إليها في غَلائلٍ هَيفاءِ
مُحسدةً "فتانّةً" ذاتَ إغراءِ
يودُّ "النُّواسيُّ" أنها من حبيرِهِ
وتَحسَبها "مِرآتُها" كُلَّ حسناءِ
"حضاريةٌ" تحكي الدُّمى "بدويةٌ"
تَخطرُ في لَدنِ القَّوامِ بمَيساءِ
كأن "أبا الخطابِ" ناسجُ بُردِها
أو أن "الرضى" افتنَّ فيها بعصماءِ
مضمخةٌ بالطيبِ، في نَبراتِها
"مزاميرُ داودَ" وغُنةُ عذراءِ
رويدَك يابنَ (المنحنى) كيف بالهَوى
يغاويكَ بين الظِّلِ يسبحُ، والماءِ
وكيف ببسماتِ (الغَواني) تغَلْغلتْ
بقلبِكَ، واستهوتْ نُهاكَ بإشذَاءِ
وكيف بك (الآرامُ) يَعبثنَ بالضُّحى
على شَاهق "بالأرز" محتجزٍ، ناءِ
وأنت امرؤٌ بادٍ، شِغافَك بالحِمى
وبين صَدى "صَخرٍ" تهمُّ، و (خَنساءِ)
"بسَفْحِ ثبيرٍ" و (المَحصّبِ من مُنى)
مَجالُك في دُنياكَ !! أبعدُ إمداءِ
تروحُ، وتغدو في خَيالِكَ مُخصِباً
وتَرعى (كداءِ) في فَدافِد جَدباءِ
حنَانَيْكَ – أيكَ (المروتينِ) تَجاوبتْ
وراءَك نجوى (الرِّقمتينِ) بإصداءِ
أراغكَ عنها (العُشبُ) و (الطَّلُ) و (النَّدى)
وكلُّ رواح ذاتِ بثٍ، وإفضاءِ
تقُصُّ عليها لاعجَ الوَجدِ (عارماً)
ويغمُرُكَ التَّحنَانُ منها "بصَدَّاءِ"
وتَستَبِقُ الأقدَاحَ رشفاً من اللُّمى
بطعمٍ – كطعمِ الشَّهدِ – يشفى من الدَّاءِ
علوتَ ذُرى "البنيانَ" إذ أنت (آدمُ)
بجنةِ (عَدْنٍ) واحتفظيتَ (اللواءِ)
من (القاصراتِ الطَّرفِ) تَعمى لِحاظُها
بومضةِ كَحلاءٍ، وهمسةِ نَعساءِ
غَذينَ غيرَ الكرم – (أبيضَ ناصعاً)
فيمن خلاك الدِّمنُ بالسِّينِ والراءِ
جآذرُ لم تَجزعْ مناكبَ (كبكبٍ)
ولكن تَراشقنَ (الورودَ) بصيداءِ
تفرَّجنَ من شَرخِ الصِّبا "شقائقَ"
غنينَ بها عن كُلِّ (روحِ) و (حناءِ)
وأرسلْنَها عَبر القُروطِ – ضفائراً
مهدلَّةٌ، تَغشى الصَّباحَ بظلماءِ
بحيثُ ترى (الدِّيباجَ) يُشرقُ بالثَّرى
وما ثَمَّ مِن (واشٍ) يُنِمُّ، ومشَّاءِ
ويَخضَلُّ في أكمامِه الزَّهرُ ضاحكاً
ويُغريك بالتغريدِ – في غير إبطاءِ
دعاكَ فلبيتَ النِّداءَ مُباكراً
(صبُوحُك) تشتفُّ الثغورَ بِصهباءِ
وأنساكَ ما تشكو من الصدِّ والجَّوى
وألهاكَ حتى عن (رؤاكَ) بأشياءِ
إذا قلتَ هذا الظبيُ لا ظبيَ غيرهُ
تحدَّاك من يُثنيكَ عنه بإلهاءِ
مواكبُ من سحرِ العُيونِ تألَّقتْ
بهنَّ (المُروجُ الخُضرُ) في كُلِّ حَوراءِ
يُعاصينكَ (اللعوَّ البريءَ) ورُبَّما
أطعَنكَ في الوصلِ المُلحِّ – بإرواءِ
(لياليكَ) لا تنفكُّ منه على دَدٍ
وناديك لا يَخلو كلياً من (اللائي)
تَبالهن لما أنْ رأينَك صَالياً
بجنبيكَ (نارَ الحُبِّ) ترمي باشظاءِ
وما لرقيبٍ (نمامةُ) تَستعيذُها
ولا لَعذولٍ (نبأةُ) غيرَ إغفاءِ
فإنْ طفتَ بالأفلاك في غمرةِ الهوى
وشقتْ بك الأحلامُ أفسحَ أجواءِ
فما كنتَ إلا شَاعِراً ذاقَ قلبُه
(رحيقَ المُنى) بعدَ انطواءٍ وإزراءِ
فاحرَ بك (التحليقُ) أشرفَ مُرتَقى
على (رفرفِ الخُلدِ) المدُلِّ (باسراءِ)
على كُلِّ (مَرجٍ) بالرَّياحينِ أفيحٍ
وكُلِّ مَراحٍ – ذي سَراحٍ – وإسباءِ
بمعتَنقِ الأرواحِ، مُنطلقَ الرُّؤى
وفي كَنَفِ (الضَّادِ) المرنَّحِ (بالطَّائي)
دحضتَ – رَسيسَ الزَّعمِ – في (بُحتِريةِ)
تَشِعُّ كَنبراسِ، وتَهمِي كَوطفاءِ
يتيمةُ (بطحاءِ الحجازِ) رشيقةٌ
يذوبُ بها (ثلجُ الشِّآمِ) يإيراءِ
تَهُبُّ الأنسامُ وهي عَليلةٌ
وتَطربُ من (قِيثارِها) كُلُّ ورقاءِ
فقُلْ للذينَ استيأسوا من شُعورِنا
وقد أقسَموا أنَّا شماطِيطُ أشلاءِ
أقِلّوا علينا اللَّومَ – واقنُوا حياءَكُم
فلسنَا بأعجامٍ، ولسنَا بأعياءِ
إليكم تُراثَ (العَبقريةِ) إنَّه
لما التمستْ في (عِقدَها) كُلَّ جيداءِ
مكة المكرمة – 25/6/1374هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 557 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج