رنوتُ إليها في غَلائلٍ هَيفاءِ |
مُحسدةً "فتانّةً" ذاتَ إغراءِ |
يودُّ "النُّواسيُّ" أنها من حبيرِهِ |
وتَحسَبها "مِرآتُها" كُلَّ حسناءِ |
"حضاريةٌ" تحكي الدُّمى "بدويةٌ" |
تَخطرُ في لَدنِ القَّوامِ بمَيساءِ |
كأن "أبا الخطابِ" ناسجُ بُردِها |
أو أن "الرضى" افتنَّ فيها بعصماءِ |
مضمخةٌ بالطيبِ، في نَبراتِها |
"مزاميرُ داودَ" وغُنةُ عذراءِ |
رويدَك يابنَ (المنحنى) كيف بالهَوى |
يغاويكَ بين الظِّلِ يسبحُ، والماءِ |
وكيف ببسماتِ (الغَواني) تغَلْغلتْ |
بقلبِكَ، واستهوتْ نُهاكَ بإشذَاءِ |
وكيف بك (الآرامُ) يَعبثنَ بالضُّحى |
على شَاهق "بالأرز" محتجزٍ، ناءِ |
وأنت امرؤٌ بادٍ، شِغافَك بالحِمى |
وبين صَدى "صَخرٍ" تهمُّ، و (خَنساءِ) |
"بسَفْحِ ثبيرٍ" و (المَحصّبِ من مُنى) |
مَجالُك في دُنياكَ !! أبعدُ إمداءِ |
تروحُ، وتغدو في خَيالِكَ مُخصِباً |
وتَرعى (كداءِ) في فَدافِد جَدباءِ |
حنَانَيْكَ – أيكَ (المروتينِ) تَجاوبتْ |
وراءَك نجوى (الرِّقمتينِ) بإصداءِ |
أراغكَ عنها (العُشبُ) و (الطَّلُ) و (النَّدى) |
وكلُّ رواح ذاتِ بثٍ، وإفضاءِ |
تقُصُّ عليها لاعجَ الوَجدِ (عارماً) |
ويغمُرُكَ التَّحنَانُ منها "بصَدَّاءِ" |
وتَستَبِقُ الأقدَاحَ رشفاً من اللُّمى |
بطعمٍ – كطعمِ الشَّهدِ – يشفى من الدَّاءِ |
علوتَ ذُرى "البنيانَ" إذ أنت (آدمُ) |
بجنةِ (عَدْنٍ) واحتفظيتَ (اللواءِ) |
من (القاصراتِ الطَّرفِ) تَعمى لِحاظُها |
بومضةِ كَحلاءٍ، وهمسةِ نَعساءِ |
غَذينَ غيرَ الكرم – (أبيضَ ناصعاً) |
فيمن خلاك الدِّمنُ بالسِّينِ والراءِ |
جآذرُ لم تَجزعْ مناكبَ (كبكبٍ) |
ولكن تَراشقنَ (الورودَ) بصيداءِ |
تفرَّجنَ من شَرخِ الصِّبا "شقائقَ" |
غنينَ بها عن كُلِّ (روحِ) و (حناءِ) |
وأرسلْنَها عَبر القُروطِ – ضفائراً |
مهدلَّةٌ، تَغشى الصَّباحَ بظلماءِ |
بحيثُ ترى (الدِّيباجَ) يُشرقُ بالثَّرى |
وما ثَمَّ مِن (واشٍ) يُنِمُّ، ومشَّاءِ |
ويَخضَلُّ في أكمامِه الزَّهرُ ضاحكاً |
ويُغريك بالتغريدِ – في غير إبطاءِ |
دعاكَ فلبيتَ النِّداءَ مُباكراً |
(صبُوحُك) تشتفُّ الثغورَ بِصهباءِ |
وأنساكَ ما تشكو من الصدِّ والجَّوى |
وألهاكَ حتى عن (رؤاكَ) بأشياءِ |
إذا قلتَ هذا الظبيُ لا ظبيَ غيرهُ |
تحدَّاك من يُثنيكَ عنه بإلهاءِ |
مواكبُ من سحرِ العُيونِ تألَّقتْ |
بهنَّ (المُروجُ الخُضرُ) في كُلِّ حَوراءِ |
يُعاصينكَ (اللعوَّ البريءَ) ورُبَّما |
أطعَنكَ في الوصلِ المُلحِّ – بإرواءِ |
(لياليكَ) لا تنفكُّ منه على دَدٍ |
وناديك لا يَخلو كلياً من (اللائي) |
تَبالهن لما أنْ رأينَك صَالياً |
بجنبيكَ (نارَ الحُبِّ) ترمي باشظاءِ |
وما لرقيبٍ (نمامةُ) تَستعيذُها |
ولا لَعذولٍ (نبأةُ) غيرَ إغفاءِ |
فإنْ طفتَ بالأفلاك في غمرةِ الهوى |
وشقتْ بك الأحلامُ أفسحَ أجواءِ |
فما كنتَ إلا شَاعِراً ذاقَ قلبُه |
(رحيقَ المُنى) بعدَ انطواءٍ وإزراءِ |
فاحرَ بك (التحليقُ) أشرفَ مُرتَقى |
على (رفرفِ الخُلدِ) المدُلِّ (باسراءِ) |
على كُلِّ (مَرجٍ) بالرَّياحينِ أفيحٍ |
وكُلِّ مَراحٍ – ذي سَراحٍ – وإسباءِ |
بمعتَنقِ الأرواحِ، مُنطلقَ الرُّؤى |
وفي كَنَفِ (الضَّادِ) المرنَّحِ (بالطَّائي) |
دحضتَ – رَسيسَ الزَّعمِ – في (بُحتِريةِ) |
تَشِعُّ كَنبراسِ، وتَهمِي كَوطفاءِ |
يتيمةُ (بطحاءِ الحجازِ) رشيقةٌ |
يذوبُ بها (ثلجُ الشِّآمِ) يإيراءِ |
تَهُبُّ الأنسامُ وهي عَليلةٌ |
وتَطربُ من (قِيثارِها) كُلُّ ورقاءِ |
فقُلْ للذينَ استيأسوا من شُعورِنا |
وقد أقسَموا أنَّا شماطِيطُ أشلاءِ |
أقِلّوا علينا اللَّومَ – واقنُوا حياءَكُم |
فلسنَا بأعجامٍ، ولسنَا بأعياءِ |
إليكم تُراثَ (العَبقريةِ) إنَّه |
لما التمستْ في (عِقدَها) كُلَّ جيداءِ |