اللَّهُ أكبر، فيك الشملُ يجتمعُ |
والغيثُ يُغْدِق، والأرجاءُ ترتبع |
تمشي بنا نحوك الآلاءُ سابغةً |
(ذكرى الجلوس) بها والحبُ يندفع |
إن القلوبَ التي اسهويتَها استبقتْ |
إليك تستهم الحظوى - وتقترع |
تتلو أمامك شُكرَ اللَّهِ منطلقَا |
من الشغافِ، وتشدو وهي تضطلع |
وتحمد اللَّه حمداً - أبداً |
إليك، وهي بحمد اللَّه - تنتفع |
يا بانيّ المجد - والتاريخ ُ منهـدم |
وناصرَ الدين - ولهواء تبتدع |
إذ (الجزيرةُ) في شتى منازعها |
(تيه) تمور به الأحزابُ والشِّيَعُ |
ويا مقيماً (حدود اللَّه) واضحةً |
بها (المعالم) لا خوفٌ - ولا هلع |
ورافعاً (رايةَ التوحيدِ) خافقةً |
على الصياصي بها الآفاقُ تتسعُ |
ويا مشيداً صروحَ المنِ عاليةً |
وفي رضا اللَّه ما يأتي - وما يدع |
ويا مدوخَ أبطالِ الوغى - كظماً |
تحتَ القتامِ وبيضُ الهِنْد تلتمع |
ومنشئَ الجيشِ أفواجاً عصائبه |
تحفها الطير أسراباً - وتجتزع |
يحدو (السعودُ) به الآمال واسعة |
حيثُ الكواكبُ والأجرام تصطرع |
ويشرئب به (المنصورُ) مقتحماً |
ما أنت في اللَّه (بسم اللَّه) تنتزع |
وجامعاً (أمة) كانت مفرقةً |
يغتالها البؤسُ، والحرمانُ، والجزع |
وباعث (الضاد) من أجداثِ رقدِتها |
(خمسين حولاً) خلاها الذم والجَشع |
ما زلت بالشعب تحبوه وتوثره |
وتسهد الليل فيه وهو مضطجع |
أبحته خير ما أوتيته كرماً |
حتى تغرب فيه الحرص والطمع |
هيهاتَ يجحدُ ما طوقته أبداً |
إلا إذا كان هذا الضوء يبتلع؟!! |
ولو سكت للَجّتْ فيك ناطقةً |
بالشكر آناؤه والكون يستمع؟!! |
لا نعرفُ اليومَ إلا فيك (وحدتنا) |
وكلنا لك في إخلاصنا شرع |
ولا سبيلَ لنا إلا الهدى سننا |
ولا (منار) سوى الفرقان يتبع |
ما كنت بالبطش يوماً قط متصفَا |
إلا إذا اغتر بالعدوان منصدع |
هنالك (السيف)! ويح المصطلين به |
السحق، والمحق، والعدل الذي يزع |
فاشهد مروجك فيه الخضر باسمة |
قريرةَ العينِ، والأوفياء تضطبع |
وفي (مطالعك) العباد قد حفدوا |
وفي (مشارعك) الوفاد - تكترع |
وفي (مرابعك) الإيمانُ مؤتلق |
وفي (معاهدك) العرفان يُفْتَرَع |
وفي (طلائعك) الفتيان ناشئة |
بها (الأماني) بالأخلاق تُزْدَرَع |
وفي (معاقِلك) الآسادُ رابضةً |
وفي (صوارمك) الأنهار والترع |
وفي (ظلالك) وفد اللَّه مغتبط |
وفي (حظوظك) مجد العرب يرتجع |
وأنت حسبك نصر اللَّه - لا مطل |
فيه - ولا فرية تطرى - ولا شنع |
حلبت اشطر هذا الدهر تجرية |
فكل من شذ بالصمصام يرتدع |
ما أنت بالزخرف الفتان محتفلاً |
كلاَّ! ولا هو في ناديك يُصْطَنَع |
أخضعت دنياك حتى أنقاد جامحها |
واستعصم الدين في (برديك) والوزع |
وقد نهضت بأعياد ينوء بها |
عالي الذرى مشمخر الأنف مرتفع |
سيان عندك في الإسلام معتجر |
(عبر المحيط) ومن في البيد يلتفع |
يأبى لك اللَّه أن ترضى بجائحة |
تلم بالربض الأقصى - وتفتدع |
لا (العرش) ينسيك تقوى اللَّه تغنمها |
زلفى، ولا (التاج) والسلطان والمتع |
(نهارك) السعي في تعزيز نصرته |
و (ليلك) الوعي والأخبات، والضرع |
تستلهم اللَّه بالآيات ناهضة |
بحجة دونها الآراء - تنقمع |
إذا الظلام استجن الناس فانغمروا |
سجدت والدمع من عينيك ينهمع |
مستشعراً خشية القهار من رهب |
وأنت في الحق أتقى كل من خشعوا |
مولاي! ما لخير إلا فيك طالعه |
وإنما هو نصر اللَّه - يُسْتَرَحُ |
أجلُّ أعيادنا في الدهر منزلة |
(يوم) به (أمم التوحيد) تجتمع |
أما الوسائل، فالإخلاص كاهلها |
وما نعد - وما نبني - ونخترع |
لسنا قليلاً! ولا الأسباب غامضة |
فما هو السر - أن يستنسر اللكع؟!! |
لا سر في الأمر!؟ فا (لقرآن) يعلنه |
من يهده إِ يغدو وهو ممتنع؟!! |
بشراك، بشراك (وعد اللَّه ينجزه) |
في (الطائعين) ومن يعصيه ينخدع! |
وقد تعودته في كل (نازلة)، |
تكاد من هو لها الأكباد تنخلع! |
فلتحي للعرب - والإسلام قاطبة |
في (نعمة اللَّه) ما ازدانت بك (الجمع) |