في كُلَّ منبتِ غرسةٍ من "جَبرةٍ" |
أني أصختْ لها لِسانٌ ناطقٌ |
يتلو عليك إذا استمعتَ بَيانَهُ |
سُننَ البَقاءِ لِكُلِّ من هُوَ حَاذِق |
فالزَّهرُ فيها كالعُقُودِ مُوشَّحٌ |
والغَرسُ فيها كالدُّمى مُتناسِقُ |
مهما يُداعِبُها النَّسيمُ تَخالُها |
آرامَ وَجَرَةَ بالصِّبا تَتَعانَقُ |
فإذا نظرتَ نظرتَ ثمَّةَ قرَّةً |
وإذا عَلِقْتَ بها فقلبُكَ خَافِقُ |
وكأنَّ ألوانَ الزُّهور خِلالَها |
استبرقٌ تَزهو به ونَمارِقُ |
والماءُ في جَنَبَاتِها مُتَدَفِّقٌ |
يَجري كما اخترقَ (المِجرةَ) بَارِقَ |
يُوحي إليَّ بِأنَّهُ لم يَنبَجِسْ |
إلا ووعدُ اللهِ فينا سَابِقُ |
وعدٌ بِهِ الدنيا يزيدُ نَماؤها |
للطائعينَ وللعُصَاةِ بَوائِقُ |
ولقد سمعتُ وراءَ قَلبي هَمسةً |
خَرسَاءَ تُعزيني بما هُوَ شَائِقُ |
تُثني على "عبدِ العزيزِ" وما بَنى |
في الخالدينَ مَغاربٌ ومَشارِقُ |
أحيا مَواتَ المَجدِ بعدَ دُثُورِهِ |
ولَه إليه مَناهِجٌ وطَرائِقُ |
والأرضُ أحياها الإلهُ بِعدْلِهِ |
وامتدَّ فيها الأمنُ فهو سُرادِقُ |
فثِمارُنا من غَرسِهِ وضياؤنا |
من شَمسِهِ الإمامُ الوَاثِقُ |
دَامتْ النُّعمى ودَام لنا الهَنا |
في ظِلَّهِ وله الثَّناءُ الصَّادِقُ |