مطالِعُكْم في المَشرقينِ "سُعودُ" |
وراياتُكُمْ في الخَافِقَينِ شُهودُ |
فيا حَبذا "نجدُ المكارِمِ" والعُلا |
فما كلُّ نجدٍ كيفَ كانَ يَسودُ |
ويا حبذا يومٌ بمرآك باسمٌ |
تَرِفُّ علينا من ضُحاهُ بُنُودُ |
رياضٌ عليها من سَنى المُلْكِ هالةٌ |
وفيها بدورٌ في الدُّجى وأسودُ |
وفيها محاريبُ العبادةِ رَحبةٌ |
ومنهم عليها رُكَّعٌ وسُجودُ |
يشعُّ بها التاريخُ حتى كأنَّه |
من النُّورِ تكسو دفتيِه بُرُودُ |
إذا ائتلفتْ منهُ على الدهرِ صَفحةٌ |
حسِبتَ عصورَ "الراشدينَ" تَعودُ |
بلادٌ أرى الدُّنيا بها ذاتَ بهجةٍ |
حَدائقُ تَذكي عَرفُهنَّ وُرودُ |
تزاحِمُ آفاقَ السَّماءِ تطوُّلاً |
وتزدانُ فيها للنظِمِ عُقُودُ |
ويزدِهرُ الدَّينُ الحَنيفُ خِلالها |
ويزهو له رَبعٌ وينصرُ عُودُ |
إذا شئتَ أن تَلقى بِها من تودُّهُ |
تهلَّل صُبحٌ أو تفجَّرَ جُودُ |
أُقيمتْ على تقوى الإلهِ صُروحُها |
وأشرقَ منها للسَّماحِ عَمُودُ |
أطلَّ عليها المجدُ في "آلِ فيصلِ"
(2)
|
فما ثَمَّ إلا طَارفٌ وتَليدُ |
* * * |
بها كلُّ مِغيارٍ على الدِّينِ أصيدٍ |
يُكافحُ عنه من بَغى ويَذودُ |
على وجهِهِ سِيما البُطولةِ والنَّدى |
وما هو إلا في الكِفاحِ عَنيدُ |
أباةٌ دُعاةٌ مستجيبونَ ذَادةٌ |
كُماةٌ لهم في الباقيات خلودُ |
مصاليتُ يومَ الرَّوعِ أما سُيوفُهُمْ |
فشُهبٌ وأما زَجرُهُمْ فَرُعُودُ |
هم رَضعوا ثديَ الأماني صَافياً |
وباهتْ بهم في النَّاشئينَ مُهُودُ |
تَقَرُّ بهم عينُ الوَدودِ إذا رأى |
ويَخسأ موتورٌ بِهم وحَسودُ |
* * * |
يلْحُني إن رحتُ أهتفُ باسمِهِم |
وأُبدي عليهم في الثَّناء وأُعيدُ |
ومن يَلْحُني إن كنتُ في الوَصفِ قاصراً |
وذلك شأوٌ مَا سمَوتُ بَعيدُ |
* * * |
وهَبْتُ لهم قلبي الخَفوقَ وإنَّهُ |
لقلبٌ بما يَرضي الحبيبُ عَميدُ |
تُنازِعُهُ الأشواقُ فيهم على النَّوَى |
ويومَ يُلاقِهِمْ فذلِك عِيدُ |
* * * |
ولستُ بحُبي فِيكمُ مُتفرداً |
ولكنَّ شِعري ما شَدوتُ مَزيدُ |
* * * |
أمولاي ما لي في بُعادكِ من يدٍ |
فهل أنت تَدري كيف كانَ يُكيدُ |
أجلْ إنني والشعبُ طُراً بأسرِهِ |
أضرَّ بنا بعدَ الوِصالِ صُدودُ |
لقد بثني أهلُ الحِجازِ هيامَهُمْ |
إليك وعَنَّاني بِذاكَ "زَرودُ" |
وقفتُ "والصَّرحُ" فيه مُمَرَّدٌ |
عَشِيةَ وافتْ بي لِبَابِكِ بِيدُ |
فألفيتُه طَوداً على الأرضِ شَامِخاً |
تُحيطُ به من جَانبَيْهِ وُفُودُ |
كأنَّ عليها الطيرَ بالشوقِ عُكفاً |
ومن دونِ أن تَدنو إليك "نُفودُ" |
فما برِحوا حتى احتملتُ شجونَهم |
إليك وأغرتْني هُناك عُهودُ |
فإن شئتَ أنصِفني وإن شئتَ قَاضِني |
ورأيُك فيما لم نُطِقْهُ سَديدُ |
وأنت (وليُّ العهدِ) في خيرِ أُمةٍ |
لها فيكَ آمالٌ ومنك وُعُودُ |
إذا شكرتْ (عبدَ العزيزِ) وفضلَه |
عليها دعَاها للمزيدِ "سُعودُ" |
فيا ابنَ أبي الأشبالِ حَققْ رجاءَنا |
وعِدنا بِوعدٍ في ضِياهُ نعودُ |
وما هوَ إلا أنْ نراكَ (بِمكة) |
وذلك ظَرفٌ باللقاءِ سَعيدُ |
هُنالِك تأسو كُلَّما هَاجهُ النوى |
ونَهنَه مِنَّا البُعد وهو شَديدُ |
فعِشْ في "ظَلالَ التّاجِ" جَذلانَ ظَافِراً |
وعُمرُك في رَغدِ الحياةِ مَديدُ |
يُعَزُّ بِك الإسلامُ في مُستَقَرِّهِ |
وتمتدُ أطنابٌ له وحُدودُ |
* * * |