شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الحجاز (1)
بَدرٌ تمَّ يتجلّى أم فَلَقْ
أم شعورٌ فاضَ فاستهوى الحَدقْ
أم هو (الفيصلُ) ألقى ضوءَه
يغمرُ الشعبَ ويستبقي الرّّمقْ
ولقد كنتُ من البينِ على
مِثلِ حَرَّ الجمرِ من فَرْطِ القَلقْ
مُثِّلَتْ لي (لُجَجٌ صخاَّبةٌ)
تمطيتها و (جِواءٌ) و (نَتَقْ)
فعراني السهدُ مِنْ وجدٍ ومِنْ
سُجُفِ اللّيلِ وياقوتِ الشَّفَقْ
وأمَدَّ النفسَ في وسواسِها
أنَّك لا تَرْهَبُ (إلا مَن خَلَقْ)
وتوكلتَ على اللهِ الذي
يكلأُ (الناصحَ) أيّان اتفقْ
فتجوّلت على (سبّاحةٍ)
تسبِقُ السَّهمَ إذا السهمُ مَرَقْ
جَرَّرتْ أذيالَها عابثةً
بزئيرِ اليمَّ في جُنحِ الغَسَقْ
لم أشاهدْ زهوَها لكنَّه
بك لا شكَّ جميلٌ متَّسقْ
نهجتْ خِطَتَها حتى إذا
حاذتِ الشَّاطئ حيَّتكَ (الفِرَقْ)
* * *
ودوى (البرق) وعجّتْ (صحفٌ)
(بسجايا) لم يُدنِّسهَا مَلَقْ
كصفاءِ (الطلَّ) في رأدِ الضُّحى
أو فِرندِ (السيف) أو صَدقِ الألق
أبصروا فيك (مناراً عالياً)
من هُداةِ (الشَّرقِ) موفورَ الحَذَقْ
باسماً طلْقاً رَهيباً داهِياً
واسعَ الجولةِ فيما يَطَّرِق
يتجلّى النُّورُ من طلعتِهِ
وإذا أعربَ بالفضلِ نَطق
يلقطُ (الحكمةَ) من حَادِثهِ
في هدوءِ ليس يعروه خَرَقْ
وإذا أصغى فَكَيْساً وحِجًى
جَلَّ من وقَّاكَ أعراضَ الحَمقْ
وتراهُ رغمَ أهواءِ (الصَّبا)
طاهرَ المئزرِ عفَّ المُستبقْ
نزَّهَتْهُ (شِيَمٌ مَوروثةٌ)
عن (أبيهِ) وخَلاَقٌ قد عَبَقْ
وهواهُ دولةٌ مائسةٌ
(وحُسَامٌ) لا قَوامٌ مُمتشِقْ
لا كمنْ يهوى به عَن شَطَط
من غُواةِ الشَّرقِ في الغَربِ الوزِق
* * *
(أيها القادمُ) من أقصى الورى
قد ملأتَ اليوم بالبِشْرِ العَلَق
قد شهدتُ (الشيخَ) في حَبوتِهِ
و (الفتَى النّاشئَ) بالحبَّ فهق
وسواءٌ في هَوى (فيصلِنا)
من أكنَّ الشوقَ أو أبدى الحَمَقْ
بِئسما أوحى لَهُمْ شيطانُهم
من (حديثً) و (ضلالٍ) مُختلقْ
خسِروا (الدُّنيا) وخانوا (دينَهم)
وغدوْا صرعى تِراتٍ وحَنقْ
قَدرُ اللهِ على (الباغي) إذا
سجَّلته صُحفُ (الحَقَّ) سَبَقْ
وسيوفُ اللهِ في أيدي (الأُلى)
جَاهدوا في اللهِ تُردي من أَبقْ
لن يَهابوا المَوتَ إنَّ سوقَ الوغى
أرخصَ الأنفسَ فيها (ذو ذَلقْ)
أيقنوا (بالوعيدِ) فارتاضوا به
عكْسَ من تُضنيهِ أشباحُ الفِرَقْ
ويلَ مَنْ يُخزيه (جَبارُ السَّما)
ويلَ من يغشاهُ جُبنٌ ورَهَقْ
يا أميري هذه (أُمُّ القُرى)
لك تشكو قَسْوَةَ البُعْدِ الأشَقْ
رَقرقتْ عَبرتُها فانحدرتْ
يومَ أنْ غادرتَها خِدنَ الأرقْ
وثناها (الرُّشدُ) فانصاعتْ له
تطلبُ (المَجدَ) بمسعاكَ الأحَقُ
وهبتْكَ (الروحَ) من أعشارِها
وهي أقصى ما يُهادي المعتَلِقْ
وانبرتْ تحسبُ لحظاتِ النوى
كلَّما ودَّعَها القلبُ خَفَقْ
وهي بالنجوى وإِنْ لم تنتقلْ
عَبرتْ (بالمانشِ) أجوازَ الأُفقْ
ومضتْ ترعاكَ حتى وطِئتْ
قدمَاك (السِيفَ) حولَ (المنتفقْ)
فإذا (الشمسُ) كما نعهدُها
قبلَ يوم (النَّأي) والنورُ انبثقْ
وإذا (الروضُ) نديٌّ يانعٌ
و (هزارُ الصبحِ) فوق الغصنِ رَقْ
وإذا أنتَ علينا طالعٌ
كالسَحابِ الجُونِ و (الغيثُ) انطلقْ
وإذا نحن وما مَن غَايةٍ
نرتجيها غيرَ (نصرٍ) مُستحقْ
* * *
فاحفظِ اللَّهُمَّ ما دامتُ به
نعمةُ الإِسلامِ والدينُ ائتلقْ
(صاحِبَ التاجينِ) (2) مرفوعَ اللوا
في ثغورِ البحرِ أو فوقَ البُرقْ
وبنيه وبني أحفادِهِ
ما أضاءَ النجمُ والموجُ اصطفقْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :415  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 137 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.