شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ولسوفَ نَرضى بالنُّهوضِ المُقبِلِ (1)
زارَ المعَاهدَ فازدهتْ بالفيصلِ
دورُ العلومِ وضاءَ صدرُ المَحفَلِ
دَبَّتْ بها روحُ النَّشاط وإنها
لحريةٌ بحلولِهِ أن تَعتلي
أبدى الأميرُ بها مآثرَ عطفِهِ
وأبانَ فيها عن ضُحى المُستقبلِ
وأبَاحَ عما يستَكِنُّ فؤادُه
من كُلَّ خيرٍ للبلادِ مُؤمَلِ
وارتاحَ ناظرُه الغداةَ بما رأى
(ولسوفَ يرضى بالنُّهوضِ المُقبِلِ)
بَذرٌ تعهَّدَهُ المليكُ بِدِيمَةٍ
وطْفَاءَ تخرجُ شَطأَهُ للمُجتلي
ظهرتْ بشائرُهُ وقامتْ سُوقُهُ
ودنتْ مَجانِيهِ لكُلَّ مُحصَّل
هذي المدارسُ أشرقتْ أنوارُها
ما بين قَروةَ والعقيقِ وجَرولِ
غصَّتْ جوانِبُهَا بنشءٍ ناهِضٍ
عافَ الجهَّالةَ وارتقى للأَفضَلِ
يسمو إِلى حيثُ الحياةُ هنيئةٌ
والعيشُ حلوٌ لا يُشابُ بِحنظَل
هي نهضةٌ عَمَّتْ جميعَ حياِتنَا
وبها استبانَ سبيلُنَا في القَسطَلِ
* * *
وإذا الشعوبُ تفاخرتْ بنِظَامِها
فُقْنا فَخَاراً بالكتابِ المُنزَلِ
وبما تَنصُّ بهِ شريعةُ دينِنَا
من كُلَّ أمرٍ بالعُلى مُتكفِلُ
جالتْ بها الأفكارُ في خَطَراتِهَا
فاستسلمتْ لِجلالِهَا المُتهلَّلِ
وجلتْ لنا سُبُلَ الحياةِ نقيةً
والبسرُ فيها جُنةَ المُتأمِلِ
ليس التَّواكلُ والتجاهلُ أمرَها
فلقد أهابتْ بالغَبيَّ المُهمِلِ
ودعتْ إلى كُلِّ الفضائلِ أهلَها
فَتحصَّنُوا منها بأَمنَعِ مِعقلِ
ومشوا إلى أقصى الدِّيارِ وذلَّلوا
عَبْرَ البحارِ ونافسوا في الأَجملِ
بثُّوا الثقافة في المَغاربُ وارتقتْ
بِهِمْ الحضارةُ واهتَدوا للأَمثَلِ
أيامَ كان الغَربُ في وهَدَاتِهِ
والشرقُ يبعثُ بالسَّناءِ المُرسلِ
حتى إذا ما بدَّلوا وتبذَّلوا
هَبطوا سِراعاً للحضيضِ الأسفلِ
فرفعتمُو لِلعِلمِ في ساحاتِكُمْ
عَلَماً تَعززَ بالفِرندِ الصِّيقلِ
ونَشرتُمُ أخلاقَ أسلافٍ مَضَوْا
صانوا حِماها أن يُسامَ بِمِنجَلِ
فزهتْ ربوعٌ كادَ يدرِسهُا البِلى
وتَدفَّقتْ أنهارُهَا بالسَّلسَلِ
يابنَ الأئمةِ حَسبُكَ الشرفُ الذي
تَابعتْ فيه طريقةَ المُزملِ
فَلقَدْ نشأتَ كما تُحبُّ وأصبحتْ
لك في القُلُوبِ مكانةُ المُتفضلِ
ورأيتَ كيف توسلتْ بِجهادِها
أممٌ تسيرُ على خُطى المُتعَجِّلِ
فأردت شعَبكَ أن يُعيدَ لنفسِهِ
ماضٍ تَسامى عن مَدى المُتخيَّلِ
قـاضيتَه ثمنَ الوُجُودِ وقُدتَهُ
نحوَ الصُّعودِ وهِجْتَهُ للمَنهَلِ
واللهُ أعدلُ نفيءَ بخيبةِ
بعدَ الأنابةِ للطريقِ الأعدَلِ
ولقد تقوم على رضاهُ دلائلٌ
صدقتْ علينا بالسعودِ الأجزلِ
من مِنةٍ مشهورةٍ وصنيعةٍ
بكرٍ وإحسانٍ أغر مُحجَّلِ
فبعهدِكُم سادَ الأمانُ وجدِّكُمْ
طابَ الزمانُ وفاحَ طيبُ المَندلِ
فاهنأ بشعبِكَ سابقاً في حَلبةٍ
هي مَهيعٌ نحو المَقامِ الأولِ
إني لأشعرُ في الصَّميمِ بـأنَّه
سيكونُ يوماً في السِّماك الأعزلِ
وينالَ أسمى ما يَرومُ من المُنى
في عهدِكُمْ ويَحِلًّ أعلى مَنزلِ
واللهُ يحفظُ للعُروبةِ (تاجَهَا)
بدوام نصرِ (مليكِنَا) المُتطوَّلِ
لا زالَ يَرْفَلُ في مطارفِ عِزَّهِ
ويَرى (السموَّ) مُجسَّماً في (فيصلِ)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج