شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قد شاء ربك أن تكون موفقاً (1)
صدحَ البشيرُ فأبت رغم الحسد
جذلان توفق في جلال السؤودِ
ورويت من حري القلب أوامها
فاستعذبتْ بلقاك بردُ الموردِ
ما إن حللتَ (بطيبةَ) حتى سقى
(أم القرى) صوبُ الغمامِ المرعدِ
برَّ الكريمُ بوعدِه فتحققتْ
آياتُه من يُمْنِك المتجددِ
آمنتُ أنّ الله خصكَ بالرضا
ورعاك اذ أولاك صدقَ الموعدِ
وإذا أراد اللهُ نُصرةَ عبدِه
فُتِحتْ له أغلاقُ كلِّ موصدِ
وجّهتَ همَّك في مصالحِ أمةٍ
لولاك أمستْ في المقيم المقعدِ
ما زلتَ تدأبُ منذ وُليت زمامُها
أن تمتطيَ هامَ السماكِ الأبعدِ
أدنيتَ قاصيها ورُضتَ جموحَها
وكشفت عنها جنحَ جهلٍ أسود
فترسمتْ طرقَ الفخار وأقدمتْ
نحو المعالي كالأتيَِّ المزبد
وَدَوَتْ بذكرك في الديارِ محافلٌ
لمّا ظفرتَ وكنتَ خيَّر مسودِ
كم وقفةٍ لك (في الجزيرةِ) فرجت
عنها الخطوب وخار فيها المعتدي
ولرُبّ يوم قد تجهّمَ وجهُه
أصميتَ مهجتَه بسهمٍ مقصدِ
قاسي عدوُّك فيه خيبةَ سعيهِ
وجلوتَ غامضَ سرهِ بمهندِ
ولقد نظرتُ إلى فعالِك حقبةً
فإذا بها نِعْمَ السبيلِ لمقتدي
تتقاصرُ الآجالُ دون مرامِها
ويكلُّ عنها كلُّ قرمٍ أصيدِ
ذلّتْ لديك الحدثاتُ وطأطأتْ
أعناقُها فأخذتَ منها باليد
ولوتْ عنانَ عنادِها وتعثرتْ
فقطعتَ دابرَها برأي محصد
(قد شاءَ ربُّك أن تكونَ موفقاً)
فغدوتَ تهزأُ بالصروفِ الرُّصد
وأهبتَ بالعربِ الأباةِ فغادرتْ
ترفَ الحياةِ إلى متون الجرد
أحييتَ فيهم ميتَ كلِّ فضيلةٍ
وحصدتَ منهم كلَّ رأسٍ مفسدِ
وأذعتَ بين ربوعِهم سُنَن الهدى
فمشوا على نهج النبيِّ الأرشدِ
وحبوتَهم بالأعطياتِ فرائحَ
بالمكرماتِ لربعهِ أو مقتدي
فعنتْ لهم شمُّ الأماني عنوةً
وتدثروا بنسيجٍ ذوبِ المسجدِ
مرحى فقد نزعتْ بكم شمسُ العلا
وطلعتْ في أم القرى كالفرقدِ
وغدتْ تفيضُ بها السماحةُ والندى
وتصوغُ شكراً (للمليكِ المنجدِ)
أيانَ يجري الطرفُ في جنباتِها
تبدو بحلةْ سندسٍ وزمردِ
حكّمتَ فيهم شرعةً محمودةً
ودفعتَ عنهم شرعةَ المتمردِ
ظللتهم أفياءَ عزك فانتشوا
وشُدْتَ بفضلِكَ ساجماتِ الأملدِ
واستشعروا روحَ الحياةِ وما سرتْ
لولا اعتزامُك يا كريمَ المحتدِ
ماذا أرتلُ من مآثرك التي
أُولى فضائلها صلاحُ (المسجدِ)
وحدتَ فيه صلاة كلِّ جماعةٍ
وأذعتَ فيه هَدْي دينِ (محمدِ)
وعمرتَه وأقمتَ في أرجائِه
ظِللاً تقي حرَ الهجيرِ الموقدِ
وأشدت فيه مسايلاً مورودةً
فهي (السقايةُ) في جوارِ الأسعدِ
زانت جوانبَه نجومُ الكهربا
فتلألأتْ كالكواكبِ المتوقدِ
ونسجت ثوبَ البيتِ حولَ رواقِه
فأضفتَ طارف مجده المتجددِ
وإذا أتيتَ إلى البلادِ وجدتَها
يجلو محاسنَها لطيفُ المشهدِ
نالتْ بـ(فيصل) ما أضاء جبينُها
وسمتْ تفاخرُ كلَّ صرحٍ موجدِ
وتناسقتْ فيها معابرُ سبلِها
فحكت برونقِها صقال الأجردِ
وأرى الصناعةَ والزراعةَ أخصبتْ
والعلم يبسطُ راحتيْه لمجتدي
عمّتْ ثقافتُه العقولَ وحسبُنا
تلكَ المدارسُ عُزَّزتْ (بالمعهدِ)
وهناك في أرض الكنانةِ (بعثةٌ)
تَرْعَى رياضُ رقيَّها المتجسدِ
أما الحجيجُ فقد بذلتَ لأجلهِ
غالي النضارِ فصار أسمى مقصدِ
أنى يحلُ تحفُه حسناتُكم
ويبيتُ يمرحُ في نعيمٍ أرغدِ
يجدُ المياهَ تدفقتْ فوراتُها
في كلَّ حيٍ بالطريقِ وفدْفَدِ
وينامُ ملء جفونه عن مالهِ
مما استتب من الأمانِ الأوكدِ
يقضي الفريضة بالسكينةِ هادئاً
ويعود يلهجُ بالثناءِِ المنشدِ
ثغري به عرض الفلا سيارة
تطوى السهولُ وكلَّ حَزْنٍ جامدِ
أمستْ يموجُ بها (الحجازُ: وصنوُه)
وتنافستْ فغدتْ بأجر أزهد
هذا لعمر الله بعضُ صنيعكم
هيهاتَ بحصره بيان مقصد
راقبتموا تقوى الإله فحاطكم
ودنتْ لكم شوس الأماني المرد
فخذوا بناصرِ يعرب وكفاتها
فلأنتَ جامع شملِها المتبددِ
وتتبعوا أثرَ الشعوب وواصلوا
جهدَ القلوبِ إلى السبيلِ الأمهدِ
(عبدَالعزيزِ) فدتْك نفسي إنها
قد أخلصتْ فترنمت ْبتوجدِ
فاليوم أنشر من حديثك بردةً
تخفى بحليتها عروسُ الأبردِ
واليكها عربية وشيّتُها
كالدرَّ بسطعُ في نحورِ الخردِ
جاشتْ فأبدتْ من خلالك نبذةً
كالند تعبقُ من قرارةِ (أحمد)
لا زلتَ تسمو في معارج عزة
تغشى ببهجتها عيون الرمد
وتظلُ دهراً في (سعود, خالد)
رغم العداةِ وكلّ قلبٍ محردِ
ثم الصلاة على النبي وآله
والتابعين لهديه المتمهدِ
ما رنّحتْ ريحُ الصبا غصن النقا
وأضاء نور من جباه السجد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :438  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 127 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .