شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العيدُ أنت بكل شهرٍ مشرقُ (1)
لِمن الوفودُ تفيّأتْ بظِلالِهِ
وتدثَّرتْ حُلَلَ السّنا بنوالِه
ولمن تهافتتِ القلوبُ وقد رنتْ
كُلُّ العيونِ مهابةً لجلالِه
ولمن تنافستِ الأَكُفُّ وزاحمتْ
هذي المناكبُ بعضَها بمجالِه
ولمن تنشَّرتِ البنودُ وصُفِفتْ
تلك الجُنودُ ونافَرتْ بفِعَالِه
وبمن تَعالى اللهُ عزَّ ثَناؤه
ضنَّ الزَّمانُ فلم يَجُدْ بِمِثالِه
وبمن تعززتِ "العُروبةُ" وانتشتْ
وجنتْ ثِمارَ النَّصرِ من عَسَّاله
* * *
(يا ابنَ السعودِ) أبَ الأسودِ فديتهُ
مَلِكاً تربَّعَ عرشَه بصِقالِه
إني لأنظُمُ ما شَهِدتُ (حقيقةً)
لا شاعرٌ يُغريهِ وحيُ (خَيالِه)
(الشعبُ) يرفُلُ في (النعيم) بعهدِهِ
(والعدلُ) مُرتفعُ الصُّوى بصِياله
وكأنَّما اكتستِ (الجزيرةُ) بُردَةً
قد رُصِّعتْ أهدابُها بغلاله
* * *
إن كانت صقرُ بني (أميةَ) قد مضى
فلأنتَ (صقرُ العُربِ) في إِقبالِه
أو كان ذلك قد تَقَحَّمَ فاستوى
وأعادَ ما هو مؤذن بزوالِه
فالعصرُ شايعَ عزمَه ولرُبَّمَا
جَنحَ العشيرُ لنصرِه بخيالِه
هذا الإِمامُ ابنُ الإِمام أبو الأُلى
يفدونَه بالرُّوحِ يومَ نِزالِه
ما إِنْ تنشَّأَ في الحُليِّ وإِنما
نهضتْ به النَزَعَاتُ من أميالِه
هو من رأيتُ ومن سمعتُ حديثَه
عُجباً وبِشرُ الوجهِ بعضُ خِصالِه
ثلَّ العروشَ حُسامُه فتقوضتْ
وتملتْ تيجانُها (بعقالِهِ)
وحمى الثُّغورَ وصَانَها بأشاوسٍ
حِمس الوغى تحذو على مِنوالِه
وبنى لنا مُلكاً رفيعاً سَمكُهُ
تتصرَّمُ الآجالُ دونَ مَنالِه
حمدتْ به عدنانُ غايةَ شوطِها
وترفَّهتْ أقطارُها بكلالِه
ودوى لها الصَّوتُ المردَّدُ عالياً
فوق المنابرِ من سديدِ مَقالِه
هيهات يُدركُ شأوَه ذو مِريةٍ
ولو أن يكون الجنُ أهلَ مِحالِه
لم يخشْ بأسَ الفاتكينَ ولم يهُنْ
رغمَ الصِّعابِ وقد خطرنَ ببالِه
فتكاءدتْ وتذلَّلت فإِذا بها
ترجو السَّلامةَ من ضِراءِ نِصالهِ
وإذا به وهو (المُسوَّدُ) وحدُهُ
يحبو الذين شنَوه من إفضالِه
عَفٌّ يجود على العُفاةِ بمالِهِ
ويضِنُّ عن دنيا الورى بمآلِه
يؤتى كِتابَ حِسابِهِ (بيمنِهِ)
يومَ الجدالِ وخصمُه (بشمالِه)
هذا هو المجدُ الأثيلُ وهكذا
يزهو على طولِ المدى بجمالِه
* * *
العيدُ أنت بكُلِّ شهرٍ مشرقٍ
يلقاك بالطاعاتِ نورُ هِلالِهِ
فليحي (مولانا المليكُ) مُوفقاً
باللهِ مُبتهجاً إلى أمثالِهِ
ويَقَرُّ عيناً (بالسُّعودِ) و(فيصلٍ)
وبسائرِ (الأُمراءِ) من أنجالِهِ
وبكلِّ قِرم من ذؤابةِ (مِقرنٍ)
وبمن تحدَّرَ من سُلالةِ آلِهِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :569  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.