شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الزواج.. وعوائقه
(الزواج رباط مقدس) يحث عليه الدين الإسلامي، ويأمر بتسهيله للشباب، والزواج (ضروري للمجتمع الإنساني، وبكثرته يكثر النسل).
وقد رأى "الغربال" مجتمعه، وهو يدخل على هذه الحياة السعيدة ما يكدر صفوها، ويقيد حركتها، فكتب مقالاً في "صوت الحجاز" العدد 22 وتاريخ 4/5/1351هـ، تحدث فيه عن الزواج وأهميته للإنسان والمجتمع، وبأنه (رحمة للأمة ورفاهية لها)، ثم أشار إلى وجود عادات سيئة (حملت النفوس فوق طاقتها، والجيوب فوق يسرها) فما هي تلك العادات؟
يبدأ أولاً بعملية البحث عن الفتاة المناسبة كزوجة للعريس:
(تبقى الأم المسكينة أيام حياتها ترقب هذه، وتخمن على تلك، وتدير بنظرها في كل ما تراها، وتزنها بميزان عقلها، وتعادلها بمن سبقها. هذا كله يدور في خلد الأم وابنها بعد لم يبلغ الحلم، ولم يصل سن الزواج).
وحينما يدخل الأمر في دور الجد، نجد أن من رمقتهم بنظرها، وخمنت عليهم بفكرها، وبنت عليهم أوهامها، ذهبوا إلى غيرها، وعند ذلك تعمل من جديد ولكن ذلك العمـل يكون على عجل فتأخذ تفتش - قبل كل شيء - عن من تكون شغالة خياطة طباخة، وذلك لسبب - سنأتي عليه عندما نأتي إلى بحث النزاع - أما الخلق الحسن والجمال اللذان هما الكل في الكل - أو بمعنى آخر - على أساسهما تبنى العشرة الزوجية فهذه قد تراقبها، وإذا راقبتها فالمراقبة سطحية "أي بنظرة واحدة، يعقبها اختفاء وراء الأبواب الموصدة" أما الوصف فإنه كما يلي صورة طبق الأصل: (ست، عاقلة، غندورة، كل خد عليه وردة) يا سلام..! شيء جميل، إذاً ما أريد بعد هذا؟ بسم الله. نتقدم.
• هذا هو الخداع بعينه، والمتزوج المسكين قد غررته تلك الأوصاف، فبنى عليها العلالي والقصور، أما التي غررته فلم تكن تريد الإساءة إليه، ولكن قد يكون الحسن في عينيها قبيحاً في عينه، وهذه وقوعها في حجازنا كثير، والتألم منها عظيم، ولو عالجنا هذا الداء بعلاج الحكمة الدينية، لكان ذلك أصلح من النزاع الذي تعاني منه الأسر، وتذوق مرارته وآلامه، الرجوع إلى الحق فريضة، فهل نحن منتهون؟؟
ثم يتطرق إلى مسألة "الصداق" والغلاء في المهور مما يقلل من رواج الزواج:
(مدن الحجاز جميعها تئن وتشكو من هذه العادة السيئة، عادة الصداق، فلو أضربنا عنها لزال الألم ولراج أمر الزواج وكثر نتاجه، أنا أعرف أنَّ هذه الكتابة لا تفيد، ولذلك أطلب من الحكومة بإلحاح شديد أن تنظر في هذه المسألة، وتضع لها حداً فاصلاً يتناسب مع ماليتنا ووسطنا، لأن الضرر منها عظيم والبلاء جسيم، وكله مشاهد ومحسوس وملموس، يجب أن نشفق على الفقير فينا، فنعمل عملاً لا يؤثر عليه، ولا يحول بينه وبين هذه الغاية، يجب علينا ذلك، ثم من المؤسف أن نبقى دائماً أبداً نعرف الواجب ونقول به، ونضرب صفحاً عن عمله، والله أن هذا مؤسف ومؤلم).
المسألة التي تحدث عنها (الغربال) قديماً، (مشكلة غلاء المهور)؛ لم تزل جديدة ومستمرة في حياتنا المعاصرة، وقد تناولتها الأقلام كثيراً، ولم تعد المشكلة محصورة في الصداق وإنما في التكاليف المرهقة التي تلي عقد القران، من تأثيث لعش الزوجية، إلى إقامة الوليمة المناسبة في أحد قصور الأفراح، وغالباً ما يلجأ الفقير إلى الاستدانة (الربوية) من شركات التقسيط لتغطية التكاليف، ولا تسل بعد ذلك عن حالة الدخل المادي عند السداد!
غير أن ما استجد في حاضرنا من أمور سهلت بعض الشيء من عقبات "الزواج" هو ما تمثله تلك المساعدة الرمزية التي يحصل عليها الشباب الراغب في الزواج من بنك التسليف السعودي، أو الجمعيات الخيرية للزواج، والتي تقدم قروضها الميسرة بدون فوائد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :747  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج