شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البيت والمدرسة
تحدث – بكل الصراحة – عن العلاقة التي كانت تربط البيت بالمدرسة فأشار إلى ضعف الصلة بين الطرفين، ونبه إلى وجوب تقويتها:
(إن صلة الأولياء بالمدارس ضعيفة، فالمدرسة لا تعرف شيئاً عن أحوال التلميذ في داره، كما أن الولي لا يعرف شيئاً عن أحوال ولده في المدرسة، إن اتصال أولياء الأمور بالمدرسة أمر ضروري يجب أن يعتنى به، ويجب أن يطبق بدقة تامة لتعرف المدرسة خطة التلميذ في داره بصورة أوضح من المتبعة في وقتنا الحاضر، وفي مدة أقل، فتقوم من اعوجاجه وتحسن من سيره).
وفي مقال لاحق بالعدد 396 في 11/3/1351هـ، طالب المدارس بأن تتحمل مسؤوليتها في مراقبة التلميذ وتحسين سلوكه: (لأن التلميذ إذا راقبته المدرسة تستطيع بذلك أن تقوم من اعوجاجه، وتحسن من سيره، وتبعده عن كل رذيلة، وتقاوم كل داء يفتك بأخلاق أبنائها، والأمم في العالم اتخذت طرقاً عديدة لتأمين ذلك، وأحسن شيء كفل لها ذلك هو صلة المدارس بأولياء أمور التلاميذ، وقد اتخذت لذلك (نوتة) دفتر صغير، يؤشر عليه يومياً من قبل المدرسة، ومن قبل أولياء التلاميذ لتعرف المدرسة سير التلميذ معرفة تامة، ويكون ذلك الدفتر مترجماً عن سيره وأخلاقه، ويا حبذا لو طبقت هذه القاعدة على مدارسنا بصفة تلائم بيئتنا وهو في كل أسبوع مرة واحدة، لأنها ذات فائدة عظيمة، ونحن في حاجة إلى الأخذ بكل شيء يفيدنا، وكذلك يجب أن تبذل المدرسة قصارى جهدها في أن تغرس في نفسية الطفل حب الإسلام والعمل بأحكامه، وحب الفضائل، وحب الوطن، وأن تتخذ الطرق الممكنة لأن تمكن ذلك فيه، وتحببه إليه، والفعل أعظم تأثيراً في النفس من القول).
لقد كان "الغربال" يتمتع برؤية ثاقبة تسبق الزمن في استشرافها للحياة المستقبلية: إن معالجته للقضية تنم عن ذلك.
ونحن نعيش عصر رائد التعليم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.. نجد أن كل تلك التطلعات التي كتبها صاحب (الغربال) محمد سعيد عبد المقصود في تلك الحقبة البعيدة قد تحققت بفضل الله تعالى.
فالعلاقة بين البيت والمدرسة أصبحت أكثر ترابطاً وقوة، بحيث أصبحت الصلة ولي أمر الطالب بالمدرسة قوية سواء في حضوره للجمعية العمومية لمجلس الآباء والمعلمين أو المشاركة فيه أو مراجعة المدرسة عندما تدعوه إليه لأمر يتعلق بابنه، أو تلبية الدعوة لحضور المناسبات والحفلات المدرسية – وما أكثرها الآن – ويركز القسم الخاص في كل إدارة تعليمية (التوجيه والإرشاد الطلابي) على تقوية صلة البيت بالمدرسة، وعين المرشد الطلابي لمتابعة هذا الأمر، وغيره من الأمور المتعلقة بأحوال الطالب داخل المدرسة وحتى خارجها.
أما "النوتة" التي ذكرها لمتابعة سير التلميذ وأخلاقه، فقد جاء دفتر "الواجبات المنزلية" محققاً لهذا الغرض، ويطلع عليه ولي أمر التلميذ يومياً، إضافة إلى ما تبعثه المدرسة من رسائل خاصة تحيط الأسرة بأي طارئ يظهر على سلوك التلميذ. وتطلع "الغربال" إلى غرس (حب الإسلام والوطن في نفسية الطفل) جاءت به مادة "السلوك والتهذيب" في الصفوف الأول والثاني والثالث (ابتدائي) ومادة "التربية الوطنية" في بقية الصفوف العليا.
كما أن طريقة التدريس الحديثة أصبحت تعتني بالأهداف السلوكية وتحقيقها أثناء تدريس المادة العلمية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :447  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.