شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من وحي الذكريات
* يقول عنه المفكر الأديب (عزيز ضياء) (1) : (رحم الله محمد سعيد، فقد كان إنساناً، يملأ علينا حياتنا في تلك الفترة التي عشناها قبل الحرب العالمية الثانية، وعلى التحديـد بعد أن أسس الملك عبد العزيـز – يرحمه الله – المملكة العربية السعودية، وكان محمد سعيد يقوم بإصدار جريدة "أم القرى" أو كان يساعد الشيخ رشدي ملحس في إصدارها.
ثم يمضي قائلاً: ولقد أتاح منزل الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود، المضاء بالأتاريك فرصة التقاء مجموعة من الشباب في الليل، هم: حمزه شحاته، أحمد قنديل، وعزيز ضياء، ومحمد سعيد عبد المقصود، وعبد الله بلخير، وأحمد خليفة النبهان) – وخلال تلك اللقاءات ولد العمل الأدبي الكبير كتاب (وحي الصحراء).
* ويتذكره الشاعر الأديب "حسين عرب" (2) (لقد عملت مع الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود في جريدة أم القرى، وكنت في مطلع الشباب، وكان مديراً للجريدة، وكنت محرراً لها نيابة عن الأستاذ فؤاد شاكر الذي كان في إجازته في مصر، فلمست من محمد سعيد عبد المقصود التوجيه والرعاية وحسن الاستقبال، ولا يزال هذا الفضل متوارثاً من محمد سعيد عبد المقصود إلى عبد المقصود محمد سعيد).
* وفي معرض حديثه عن الأستاذ أحمد السباعي، يشبه الأستاذ عبد الله بلخير، صفات السباعي، بما يتمتع به رفيق صباه "محمد سعيد" (3) .
(وقد كان رجلاً حباه الله من العلم، والفضل ومكارم الأخلاق، ما مكنه أن يتبنى الأولاد الصغار، وأن يتبنى الشباب، وأن يشجعهم، وهي صفات عظيمة يتمتع بها أيضا أخي وأستاذي محمد سعيد عبد المقصود كما يعرفه من يعرفه).
وقد كان الأستاذ عبد الله بلخير صديقاً حميماً للأستاذ محمد سعيد رافقه طفولته وصباه.
* ويقول الشاعر "طاهر زمخشري": كانت لنا مع الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ذكريات جميلة، أذكر منها أنه كان يبعث الحماس فينا كناشئة، وكان ألمعنا وأبرزنا شاعر الشباب في ذلك الزمان الأستاذ عبد الله بلخير، الذي كان من أبرز الشباب حول المرحوم الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود.
* ولعل أبلغ تلك الذكريات ما رواه السيد هاشم يوسف زواوي (4) عن محمد سعيد عبد المقصود: (عرفته شاباً ذا طاقة جبارة في العمل والإنتاج، وفي لم شعث إخوانه من الأدباء الذين كانوا يدينون له بالفضل ورأب صدعهم، وتقديم عطاء ثر للوطن والأدب في هذا البلد الكريم. لقد سمعت من رئيس ديوان نائب جلالة الملك، الشيخ إبراهيم السليمان رحمه الله إعجاباً بأبي عبد المقصود.. الأستاذ محمد سعيد.. وقال بالحرف الواحد: كنت أتمنى أن أكون مثله عطاء وجرأة وصدقاً، فلماذا لا يسير الشباب على غراره ومنواله؟ قال لي هذا الكلام في الوقت الذي كان يُساءل فيه محمد سعيد عبد المقصود على مقالة كان نشرها في "أم القرى" تحت توقيع "الغربال".
ويستمر الأستاذ الزواوي في كلامه: (هكذا كان محمد سعيد، وكانت سمعته في العطاء لبلده، وفي إنماء الحركة الأدبية، وليس عجيباً أن يصدر عنه المجموعة الشعرية التي سميت فيما بعد باسم (وحي الصحراء) ونحن الشباب الصغير آنذاك.. وأقولها ولا فخر، يشاركني في ذلك الزميل السيد علي فدعق، حذونا حذوه في لم شعث الأدباء الصغار الذين كانوا يزاملوننا ونزاملهم في الدراسة).
هذا جزء يسير بمثابة ومضات حول تلك الذكريات، أردت بها إدخال القارئ في أجواء الحياة الأدبية والصحفية التي عايشها أديبنا "محمد سعيد عبد المقصود".
(حفل التعارف):
* في تلك الأجواء المترفة بكل ما يثري الفكر وينعشه كان أديبنا "ابن عبد المقصود" يتفاعل معها بإحساس صادق، إنه يريد أن يكون للأدب دور في الحياة، وأن تنهض همم الشباب لإبراز هذا الدور.
وكانت شبيبة الحجاز تتطلع إلى ما حولها من البلدان العربية التي أحيت آدابها وفنونـها، وأصبحت تصدر إليهم ثقافاتها وعلومها، ويتفاخر أدباؤها بالريادة، والحجاز مصدر الإلهام المعرفي يزحف بخجل لإظهار مشاركة ولو بسيطة تثبت إنه القادر على استعادة ماضيه الفكري العريق.
لا بد من زرع الثقة في نفوس الأدباء الشباب، وعمل شيء مفيد يمكنهم من تثبيت أقدامهم لمواجهة المواقف والمحاورات الأدبية.
ونمت في ذهن الشاب "محمد سعيد" فكرة إقامة حفل تعارف يجمع الشباب السعودي بأدباء ومفكرين من العالمين العربي والإسلامي، وتكونت لجنة لهذا الغرض، نترك أحد أعضائها يتحدث عنها كجزء من الذكريات (5) :
(تشكلت لجنة باسم الشباب العربي السعودي، كانت تضم الأخ محمد سعيد عبد المقصود، والأخ عبد الوهاب آشي، وأحمد سباعي، وعبد الله المزروع، وهاشم الزواوي.. والحقيقة التي لا يمكن أن نماري فيها أي مراء هي أن الرئاسة والزعامة والريادة كانت للأخ محمد سعيد عبد المقصود، لأنه كان ذا فعالية، ومقداماً، وجريئاً في الحق. هذه اللجنة كانت تستضيف في (منى) زعماء العالم الإسلامي وكبار مفكريه في ندوة علمية أدبية يجتمعون فيها ليلة الثاني من منى، وكنا نعقدها في دار الكردي عند الجمرة الوسطى، وتلقى فيها كلمات دينية وأدبية، ومن جملة من ألقى فيها: محمد حسين هيكل باشا، وصبري أبو علم، والمفتي الأكبر الشيخ الحاج أمين الحسيني، وكثيرون من أدباء الحجاز، وأذكر كلمة ألقاها السيد أمين عقيلي، وكان يتزعم – هذا العمل الجليل – الأخ محمد سعيد عبد المقصود، وبعد وفاته رحمه الله كان آخر نشاط لهذه اللجنة..)
* وعضو آخر من تلك اللجنة هو المرحوم الأستاذ أحمد السباعي، تذكَّرها فراح يروي عنها بما يلي: (6)
(.. أما عن الشبيبة فكنا نريد وننوي أن نثبت شيئاً للبلد، هؤلاء الشبيبة فكروا وكان محركهم محمد سعيد رحمه الله، فكروا في الاحتفال كل سنة بأعيان الحجاج في منى لنسمع كلماتهم المرتجلة، ومواقفهم في الخطابة، ونتعلم شيئاً من هذا القبيل، وفي الوقت نفسه، نطلعهم ونبين لهم احترامنا لهم، كان على رأس الخارجية فؤاد حمزة، وكان رجلاً فاضلاً ومعجباً بحالنا.. كذلك الشيخ عبد الله السليمان رحمه الله، كان معجباً بنا، ذهبت أنا ومحمد سعيد للشيخ فؤاد حمزة وقلنا له: نريد أن نحتفل بكبار الحجاج باسم الشبيبة، فلم يمانع، وذهبنا للشيخ عبد الله السليمان فقال: لا مانع، فقلنا له: نحتاج لسيارات وغيرها، فقال: مستعد لكل طلباتكم، وقررنا أن يكون الاحتفال في اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى في منى، ولكن أين المكان الذي يسع الحفل؟ ولا يوجد غير بيت الشيخ ماجد الكردي. وهكذا استمر الحال عدة سنوات، وندعو أعيان الحجاج لنسمع منهم ويسمعوا منها باسم الشباب).
وينقل الدكتور محمد بن سعد بن حسين حديثاً عن صهر الأستاذ محمد سعيد الشيخ محمـود حافظ جاء فيه (7) : (وكانت له – أي محمد سعيد – نشاطات اجتماعية وأدبية، منها أنه كان يقيم في يوم 10 ذي الحجة حفلاً كبيراً (بمنى) في منزل الشيخ ماجد الكردي، لأنه كان يحتوي على صالة واسعة جداً، وكان الشيخ محمد سعيد عبد المقصود يدعو إلى هذه الحفلة التي يقيمها سنوياً لكبار شخصيات الحجاج من علماء وأدباء وسياسيين وعسكريين، وقد أطلق عليها (حفلة التعارف) وكان يطبع لها بطاقات بهذا العنوان تسلم لكبار الشخصيات، وكان يحضرها أيضا وجهاء البلاد السعودية، ويتولى افتتاحها بخطبة أدبية بليغة فيها ترحيب بالحاضرين والوافدين، ثم يتولى تقديم الخطباء والشعراء واحداً بعد الآخر، وكان رجال الفكر من المسلمين العرب وغير العرب يقبلون على هذه الندوة، ويعدونها بمثابة احتفال العيد والحج).
* ويعلق الدكتور محمد بن سعد بن حسين، بقوله: (ويبدو أن السبب في إعراض الأدباء عن الإشادة بالشيخ محمد سعيد، والاهتمام بتراثه إنه كان المنافس الأول في ميدان الفكر والإصلاح للشيخ محمد سرور الصبان الذي كان أقوى نفوذاً منه).
يقول الشيخ محمود حافظ : (ومع هذا بلغني أن الشيخ محمد سرور الصبان قال بعد وفاة الشيخ محمد سعيد: (لقد خسرت البلاد بوفاة هذا الرجل خسارة كبيرة، ربما أحسها أنا أكثر من غيري).
(وحي الصحراء):
* ويتم التفاعل المثمر بين شباب الأدب في البلاد، وكبار المفكرين والأدباء في الداخل والخارج، وتنصهر تلك الجهود في بوتقة العمل الجاد لإبراز عمل أدبي يحمل نتاج العقول الشابة، فكان الإصدار الأدبي (وحي الصحراء) عام 1355هـ، يأتي بعد الإصدار السابق (أدب الحجاز) 1344هـ الذي قدمه الشيخ محمد سرور الصبان.
وللتأريخ كان مجلس محمد سعيد عبد المقصود منطلق الإرهاصات الأولى لفكرة (وحي الصحـراء) سواء عقد في المنزل أو المطبعة. كأني بذلك المنزل (8) الذي لا يختلف في تصميمه عن البنايات القريبة من المسجد الحرام أو الملاصقة له، وقد أضيء مجلسه بنور (الأتاريك) (9) - قبل تيار الكهرباء -، وتوفرت الخدمات اللازمة لمجموعة من الشباب، يتصدرها محمد سعيد عبد المقصود، تتبادل الأحاديث التي لا تخرج عن إطار الفكر والأدب (مناقشة حول موضوع أدبي، أو استعراض كتاب جديد، أو تصفح بعض الصحف والمجلات، أو الإنصات لقصيدة نظمها أحدهم لمناقشته فيما نظم.. وهكذا.
وقد لاحظ أحدهم (10) بوادر فكرة، (وحي الصحراء) تظهر على ملامح الأستاذ محمد سعيد وصديقه عبد الله بلخير: (كنت وثيق الصلة بأخي وصديقي الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود نزوره في المطبعة وكان يلازمه الصديق الشاعر معالي الأخ عبد الله بلخير، ورأيت أنا وأخي عبد الله عريف رحمه الله إرهاصات إصدار (وحي الصحراء) فأخذتنا الغيرة من هذا العمل الجبار الذي لم نستطع أن نشاركهم فيه لضآلة إنتاجنا وضحالته وفجاجته، والاعتراف بالواقع فضيلة، ولكنا كابرنا وحاولنا وأخرجنا ذلك الكتيب الصغير – وهو نفثات من أقلام الشباب السعودي – وأحمد الله أنه أصبح تاريخاً من تاريخ الأدب الحجازي في زمن من الأزمان).
* في المجلس المضاء (بالأتاريك) كانت هناك مجموعة من الشباب تستعرض ما يردها أو تحصل عليه من النتاج الأدبي لأدباء أو ناشئة البلد، وقد كلفت كلجنة تختار ما تراه جديراً بضمه بين دفتي (وحي الصحراء). وهؤلاء كما ذكرهم الأستاذ عزيز ضياء: (حمزة شحاته، أحمد قنديل، عزيز ضياء، محمد سعيد عبد المقصود، عبد الله بلخير، وأحمد خليفة النبهان).. وكان النقاش حاداً حول صحة نسب قصيدة إلى أحد الشعراء المعروفين، أو مدى جودة الأسلوب في القصيدة المختارة، فالعمل يتطلب الدقة، لأنه يمثل الأدب الحقيقي لهذه البلاد، وسيطلع عليه أدباء ومفكرون من خارجها.
* صدر كتاب (وحي الصحراء) في طبعتـه الأولى عام 1355هـ وتحت العنـوان كتبت عبـارة ( صفحة من الأدب العصري في الحجاز) وأسند جمعه إلى (محمد سعيد عبد المقصود، وعبد الله عمر بلخير) تلك الصفحات التي بلغ عددها (483) صفحة وكانت بمثابة النافذة الواسعة التي أطل منها الأدباء داخل البلاد وخارجها على الأدب العربي السعودي وهو في مرحلة اليقظة والانتعاش.
وتكشف الكلمة التي تصدرت الكتاب بقلم المؤلفين الهدف من تأليفه وخطوات العمل فيه، وقد وجدت من المناسب نقلها هنا استكمالاً للحديث عن هذا الكتاب القيم: (يجد المتتبع للنهضات الأدبية في الأقطار العربية صعوبة وشدة عناء عندما يحاول الكلام عن الحركة الأدبية في الحجاز، ويحوجه البحث والتنقيب إلى إضاعة الوقت للحصول على مستند أو مرشد يستطيع بالنظر فيه لمس بوادر هذه النهضة الفتية، للحكم عليها وإعطاء صورة صادقة عنها للناطقين بالضاد وهواة الأدب العربي، فيحاول أن يجد لها أثراً في كتاب مؤلف، أو صحيفة سيارة، فلا يظفر بشيء، اللهم إلا نفثات مبددة في بعض الصحف، وكتيبات غير صالحة، لأن يحكم بها على نهضة أدبية في شعب فتي.
وتجمعنا مواسم الحج في كل عام بلفيف مثقف من شباب العرب، فنجدهم يجهلون عن أدب هذا القطر الشيء الكثير، مما يأسف له كل غيور مخلص، ويحفظ عنا صورة غير صحيحة تشوه السمعة وتوجب الاشمئزاز وعدم الرضا.
لذلك اعتزمنا جمع ما نتحصل عليه من آثار أدبائنا المعاصرين لتأليفه كتاباً مستقلاً يكون صفحة صادقة من الأدب العصري في الحجاز، ورأينا أن نوجه دعوة إلى أدبائنا لموافاتنا ببعض آثارهم الأدبية فأجابوا إلى ذلك سراعاً وشدوا أزرنا وقاموا بكل مجهود في سبيل مساعدتنا وبعد أن تكاملت لدينا ردودهم رأينا ألا نستأثر بشرف هذه الخدمة الوطنية منفردين فدعونا لفيفاً من شبابنا المبرزين، وعرضنا عليهم ما وصل إلينا، وطلبنا انتخاب لجنة تتولى درس مواد الكتاب، فانتخب نفر شريف الغاية، سامي الغرض، نبيل المقصد، استمر يوالي جلساته وبذل كل ما في وسعه حتى تم اختيار ما يجده القارئ بين يديه، ورأينا من الواجب أن يقدمه إلى قراء العربية علم من أعلامها، فاستفتينا الشباب فوقع اختيارهم على الأستاذ الكبير الدكتور محمد حسين هيكل، الذي تفضل فأجاب الطلب وكان عند حسن ظنهم، وإنا نقدر له هذا الجميل ونحفظ له هذه اليد.
وهكذا استطعنا إبراز هذا السفر كما يراه القارئ، شاكرين كل من ساعدنا وعضدنا مؤملين أن نكون قد وفقنا إلى بعض ما يجب علينا نحو بلادنا وشعبنا) (11) .
* إن القارئ ليجد بين غلاف هذا السفر التليد آثاراً خالدة لشعراء وكتاب هم الطليعة الأولى في الأدب السعودي ورموزه المشرقة في تاريخه المعاصر منهم الأساتذة (أحمد إبراهيم الغزاوي، أحمد السباعي، أحمد العربي، أمين بن عقيل، أحمد قنديل، حسين خزندار، حسين سرحان، حسين سراج، عبد الوهاب آشي، عبد القدوس الأنصاري، عبد الله بلخير، عزيز ضياء، علي حافظ، محمد سرور الصبان، محمد سعيد العامودي، محمد حسن فقي، عمر عرب، محمد حسن كتبي).
وقد أحسنت (تهامة) صنعاً بإعادة طبع هذا الكتاب عام 1403هـ (برسمه وشكله وبنفس طبعته) وحققت بذلك الهدفين من اتجاهها: فقد أبرزت لنا بحق (شكلاً من أشكال الطباعة تم إنجازه في جدة في العقد الخامس من القرن الرابع عشر الهجري) وكان يعبر عن فن جميل يستحق الإعجاب والتقدير، كما إنها بهذه الإعادة منحت الجيل الجديد فرصة الإطلاع على مرحلة تاريخية هامة، تمثل حالة الانتعاش التي طرأت على أدبنا العربي السعودي في ذلك العقد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :613  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.