شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عمَالقَةٌ .. وَأقْزام؟!
أشْتَهي.. أشْتَهي ولـستُ بِقادِرْ
ماالذي تَبْتَغِيه ِّمنِّي المقادرْ؟!
ماالذي تَبْتَغِيه مِن نازفِ الرّوحِ
طَريحٍ بين الظُّبا والكواسرْ؟!
ما أُبالي بما يكونُ وما كانَ
وأَسرِي ولا أُبالي المعابِرْ..!
والمُنى تَسْتَوي أَمامي فتغريني
فأنْأى عنها وأَجْفُوا الذَّخائرْ!
ليس في خاطِري يَدورُ سوى الرُّعْبِ
من الرَّاقِصين فوق المقابِرْ!
فإذا بي أَرى المنائِرَ تَنْهارُ
وتَهْوِي إلى سحيقِ الحفائِرْ!
وإذا بي أرى الحفائرَ تَعْلو
ساخراتٍ بِكلِّ آيِ المنابِرْ!
وإذا بي أرى المرابِحَ تَشْكو
بانْدِحارٍ من قَهْقهاتِ الخَسائِرْ!
يا لَها من نَقائضٍ تَتَحدَّى
بمقاييِسِها النُّهى والمشاعِرْ!
وتُغُولُ الأًحْرارَ إن أَعْلَنوا الحرْبَ
عليها.. كما تَغُولُ الحرائِرْ!
* * *
مَسَّنِي الضُّرُ.. كيف أّقْوى على العَيْشِ وحولي تختال هذي الجرائر؟!
ولقد ساءَني حقيرٌ تعالى
مُسْتًهِيناً على الرِّجالِ الأكابِرْ!
كان يطوي أّيَّامه ولَيالِيهِ
بِكُوخٍ. كأنَّه عُشُّ طائِرْ!
جائِعاً.. ظامِئاً.. يُفيِضُ بِشَكْواه0ْ
فَيَحْنو عليه بَعْضُ الضمائرْ!!
ساخِياتٍ بمأكَلٍ وشرابٍ
ولباسٍ يُرْخِي عليه السَّتائِرْ!
وهو يَطْوي على الجُحُودِ.. على النِّقْمَةِ
صَدْراً.. على السَّخاءِ المُبادِرْ!
أَمْهَلَتْهُ الأيَّام حِيناً من الدَّهْر
فما كانَ بالكريم المُؤازرُ!
فَجَنى جَهْلَه عليه فأَرْداهُ
بما سَرَّ رَبْعهُ والعَشائِرْ!
عادَ لِلْبُؤْرَةِ التي أَفْسَدتْه
والتي زَيَّنَتْ لهْ ركوبَ الكبائِرْ!
غدا اليوم والحناجِرُ تُدْميهِ
بِقَوْلٍ يَشُقُّ منه المَرائِرْ!
إنَّ في صَدْرِه الخناجِرُ تَفْريهِ
وينْوي غَدْراً بهذي الخَناجِرْ!
* * *
واسْتَوى عُودُهُ.. وأَخْصَبَتْ بالنَّعْمةِ.. وارْتاحَ من كَريهِ الخَواطِرْ!
فَتَجَلى لِلنَّاسِ بعد استِتَارٍ
عاتِياً.. عابِثاً. بِكُلِّ المآثِرْ!
يَتَمنَّى.. وما أَعَقَّ أمانِيهِ
اللَّواتي يُدْمي قذاها المحاجِرْ!
كانَ يَنْوي شَرّاً جزاءً على
الخَيْر فَدارتْ عليه سُوءُ الدَّوائِرْ!
فَتَلَوَّى غَمّاً وقال ألا لَيْتَ
مَصيري ما كانَ أَشْقى المصائِرْ!
أنا سَطَّرْتُه فما يَنْفَعُ الدَّمْعُ
وسِفْرِي مُجَلَّلٌ بالدَّياجِرْ!
ولقد فَاخَرَ الكثيرون بالفَضْل
وفاخَرْتُ .. وَيلَتا- بالمَناكِرْ!
جاهَرَتْني بالبغْضِ مِن بَعدما
طِحْتُ جريحاً.. عَمائِمٌ وأَساورْ!
فَتَجلْبَبْتُ بالمآزِرِ تخفيني
فما أَخْفَتِ العُيوبُ المآزِرْ!
* * *
رُبَّما تَصْرِفُ النُّفوسَ عن الرشُّدِ.. نَواهٍ مَشْؤُومةٌ وأوامرْ!
فَنَرى في أرانِبٍ وثَعالٍ
ما نَرى من ضَراوةٍ في غَضافِرْ!
فإذا بِهِمْ مِن بَعْدِ حِينٍ
خَفافِيشُ دَياجٍ تَخافُ نُورَ البواكِرْ!
* * *
أُذْكُريني يا رَبّة الحُسْنِ قَلْباً
عَبْقَرِيّاً يَصُوغُ أَغلى الجواهِرْ!
واذْكُريني فكْراً وضيئاً أطا
عَته قَوافٍ مُسْتَعْصِياتٌ نوافِرْ!
فسأغْدو بِكِ السَّعيدَ.. بِذِكْراكِ
وأَعْلُو فَوْقَ النُّجومِ الزَّواهِرْ!
وسَتَشْدو بالشِّعْرِ مِنِّي.. يُناغِينَ هَوانا.. فواتِنٌ وسَواحِرْ!
* * *
إنَّ مَجْدي هذا.. إذا اخْتَال
بالمَجْدِ كذُوباً.. شُوَيْعِرٌ مُتَشاعِرْ!
13/8/1415هـ
14/1/1990م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :396  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج