الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > لقاءات مع حسن البنا وأحمد النعمان ومفتي القدس والدكتور محمد حسين هيكل في مواسم الحج في الثلاثينيات

لقاءات مع حسن البنا وأحمد النعمان

ومفتي القدس والدكتور حسين هيكل في مواسم الحج في الثلاثينيات

وما دمنا قد تعرضنا للبعثات العلمية التي تقوم بزياراتها للأقطار العربية، وذكرنا بعثة الكشافة العراقية التي زارت المملكة العربية السعودية، ثم الكشاف العربي السوري الذي حذا حذوها بعد ذلك بسنوات فأدى فريضة الحج واختلط بشباب المملكة وتعرف بهم وتعارفوا به، ثم بعثة العروة الوثقى التي أشرت إليها والتي قامت من بيروت بزيارة العراق فيما سبق أن أسهبت في تبيانه، وما حصل من تلك اللقاءات المختلفة بين شباب العرب من تعارف ومحبة وود وإخاء وتعاون، فإن لمصر في باب البعثات مقامها المحمود، فقد سنت جامعة فؤاد الأول وكلية الآداب فيها بالذات سنة حسنة، بإرسال بعثة من كبار أساتذتها وروادها ومعهم جمع من طلاب الصفوف العالية بها في موسم كل حج لأداء فريضة الحج والعمرة والتعرف على الحرمين الشريفين، والاجتماع بأبنائهما وأدبائهما ورجال الفكر والعلم بهما، ثم أصبحت تلك السنة بعد ذلك متجددة في كل موسم حج يرأسها علم من أعلام كلية الآداب، أتذكر من بينهم الدكتور عبد الحميد العبادي، وأتذكر بعثة من بعثات الجامعة كان فيها هذا الأستاذ ومعه أساتذة آخرون من أمثاله، وكيف كانت هذه البعثة تصل إلى الحجاز في آخر فوج الحجاج المصريين بالباخرة والطائرات، فلا يكاد الدكتور العبادي ومن معه يصلون إلى مكة وينتهون من أداء نسك العمرة حتى يتصل بي هاتفيًّا وأنا في جدة موظفاً في الديوان الملكي، ويخبرني بأنه سيتوجه إلى جدة للسلام على جلالة الملك، فإذا هيأت له الموعد وانتهى من السلام وأخذ موعداً لبقية أعضاء البعثة للسلام كما سلم في الوقت الذي يحدد لهم، زارني في مكتبي راجياً أن أرفع إلى الملك رجاء البعثة في أن يكون ترتيب عودتها إلى مصر فور انتهاء المناسك، لتكون في طليعة من سيغادر الحجاز إلى القاهرة، حتى تكون المدة التي تعطى للبعثة من قبل جامعة الملك فؤاد مختصرة على نحو أسبوعين، بسبب ارتباط أعضائها بالتدريس في كلياتهم فور نهاية عطلة العيد، ويقوم الشيخ محمد سرور الصبان وزير المالية بمثل ما أقوم به، فنتعاون على أن نضمن لهذه البعثة ما رجته وما تمنته، فتقضي أيام الحج والزيارة هانئة مطمئنة ضامنة لمقاعدها في أول رحلات الطائرات التي تحمل أفواج عودة الحجاج المصريين إلى القاهرة فور إعلان انقضاء أيام الحج ونهاية موسمه.

ثم حذا الأزهر حذو الجامعة المصرية، فعين بعثة علمية من كبار علمائه وطلابه تجيء إلى الحج مكرمة من قبل الحكومة السعودية، وكانت بدورها تقوم فور وصولها بالتماس ضمان السماح لها بأن تكون عودتها إلى الأزهر في أوائل من يعود من الحجاج، فيتم لها ذلك، وفي خلال مدة إقامتها بمكة وبالمدينة المنورة يلتف حول البعثتين المصريتين رجال الحكومة السعودية وأدباؤها وشعراؤها، ومن يفد من كبار حجاج الأقطار الإسلامية الأخرى، فيكون مقر كل بعثة من بعثتي الأزهر وجامعة الملك فؤاد ندوة عامرة بمن يستقبلون من الناس، ويقوم الشباب السعودي بالاحتفاء بهم والبعثة الرسمية التي تعودت حكومة مصر أن تسميها ببعثة الحج من قبل الدولة، فيحتفلون بهم ويكرمون وفادتهم، ويزور رجال البعثات الملك عبد العزيز ونائب الملك ومن يزورونهم من الوزراء، وتكون ليالي إقامتهم خصوصاً ليالي "منى" الثلاث مهرجانات منيرة، يخطب فيها الخطباء ويشعر الشعراء ويلتقي أعضاء بعثات الحج الأخرى بهم، ويدعوهم الملك عبد العزيز في الحفلات التي يقيمها قبل الذهاب إلى عرفة في قصره الملكي بمكة، ثم في ثاني أيام عيد الحج حين يستقبلهم وكبار الحجاج الآخرين من العالم الإسلامي في القصر الملكي في منى، والذي استن هذه السنة هو الملك عبد العزيز رحمه الله حينما كان الجميع يلقون منه الإكرام والتأهيل.

طباعة

تعليق

القراءات :664

التعليقات :0

صفحة 50 من 191

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 24/06/1436ھ الموافق: 04/13/2015م

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.

المزيد >>