شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ الطيب المراكشي
الشيخ محمد الطيب المراكشي، هو الذي تولى إدارة مدرسة الفلاح بمكة على إثْر وفاة مديرها السابق، وهو شيخنا وأستاذنا الطيب المراكشي، علم من أعلام مدرسة الفلاح وشيخ من مشايخ علماء الحرمين الشريفين، وهو عالم من مسقط رأسه في المغرب الأقصى.
ولد في قرية مراكشية يسمونها (منار) على نحو خمسين كيلو متراً من مدينة مراكش الشهيرة في ذلك الوطن الإسلامي العربي، وهو ينتسب إلى فخذ من أفخاذ قبيلة "الشلوح"، وقد كانت ولادته في عام 1296 هجرية، وترعرع الصبي الشلوحي في بيت أهله بين آله من مشايخ القبائل المعروفين بين قومهم بالعلم ودرسه وتدريسه، حتى إذا تلقى أوليات علمه في كتّاب القرية، وتدرج فيه حتى ختم القرآن ثم حفظه وجوّده عن ظهر قلب، بدأت مسيرته العلمية فرحل إلى ما كان يسمى "طرابلس الغرب" وحل منها مدينة "بنغازي"، وكانت الدعوة السنوسية قد شعَّت وبزغت وتعززت وانتصرت، وعم طلب العلم حواضر ليبيا وقراها، فتلقى في بنغازي أوليات المتون في التوحيد والفقه المالكي والتفسير والحديث وأصولهما على يد لفيف من جهابذة البلاد وأعلامها.
وبعد بقائه فيها بضع سنين تاقت نفسه إلى شد الرحال إلى وادي النيل ليعب العلم من معاهدها، فكان له ذلك في عام 1324هـ فتلقى في مصر على من هاجر قبله إليها من علماء المغرب كله، وعلى علماء الأزهر أنفسهم العلم، فحفظ المتون وخاض بحر المعارف عالماً ومتعلماً.
ثم هبط الشام بدمشق، وتلقى من أعيان علمائها، كما أخذ عن غيرهم، فكان من مشايخه في طرابلس الزعيم المجاهد السيد أحمد الشريف السنوسي، الذي نازل الاستعمار الإيطالي وحاربه وجاهد في سبيل الله، وكان من مشايخه بدمشق يوم نزلها شيخ المحدثين وعالم الشام بأسره الشيخ بدر الدين الدمشقي، لقيه وأخذ عنه في عام 1321هـ، كما أخذ عن علم من أعلام الشام هناك هو الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي.
ثم قدر الله لشيخنا محمد الطيب المراكشي أن يهاجر من الشرق الأدنى إلى أصقاع وبقاع الشرق الأقصى، فنزل أندونيسيا في رحلة علمية انتدب للقيام بها للتعليم في مدارسها، فلقي علماء تلك البلاد، وأخذ عنهم وأخذوا عنه، وأصبح له طلاب كثيرون انتشروا هناك مع آلاف الطلاب في المغرب وليبيا والحجاز والشام فيما قبل ذلك وبعده.
وكانت وفادة الشيخ الطيب إلى مكة المكرمة وهجرته إليها في عام 1328هـ، ومن مكة كانت رحلته إلى أندونيسيا في عام 1330هـ، حتى عاد منها بعد عام ماراً بمصر والشام حتى وصل المدينة المنورة ثم مكة المكرمة عام 1332هـ، فالتحق مدرساً بمدرسة الفلاح، حتى إذا توفى الله مديرها الذي سبقه الشيخ عبد الله حمدوه السناري أُجمع على تعيينه مديراً لمدرسة الفلاح، وكنت طالباً يومئذ فيها، فعم الله به الخير والبركة على أجيال كانت من تلامذته، أو تلامذة لتلامذته، واستمرت إدارته للفلاح بضع سنوات، ثم تنحى عن الإدارة وبقى مدرساً بين المدرسين فيها حتى كبر وشاخ، وأدركته المنية في شهر صفر من عام 1361هـ، ودفن في مقبرة المعلاة، في نفس القبر الذي دفن فيه سلفه في إدارة مدرسة الفلاح الشيخ عبد الله حمدوه السناري رحمهما الله.
كان الشيخ محمد الطيب المراكشي ممن أخذت عنه العلم، وكان ينوب عن الأساتذة الذين يتغيبون عن الدرس لظروف طارئة، فنأخذ عنه الحديث والتفسير والنحو، وكان عالماً تقياً، ورعاً وصالحاً مطلعاً على حوادث وأحداث عصره في الصحافة، متفرغاً لنشر العلم والمعارف يشع بهما أينما حل وحيثما ارتحل.
رحم الله شيخنا الطيب المراكشي، فقد كان من بقية السلف الصالح في زماننا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1511  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.