شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صور تتكرر كل عام
كان اسم الملك عبد العزيز وصورته يومئذ لمن كان في مثل سني من الفتيان يملأ أذهاننا بصور ورؤى براقة مشرقة عجيبة.
كانت هذه الصور تتكرر في موسم ذلك العام في كل عشية من أيام الجُمَع في الأشهر الحرم، حيث كان الملك رحمه الله يتوجه في عشية كل جمعة من قصره إلى المسجد الحرام ليقوم بسنة الطواف، ثم المشاركة بأداء فريضة المغرب أمام مقام إبراهيم تحت أستار الكعبة، حتى إذا ما أدى الفريضة وتسنن، قام في موكبه متوجهاً إلى الباب الذي دخل منه إلى المسجد الحرام، وهو الباب المقابل لبيت "آل باناجه" من المسعى المعروف في مكة بجوار المسجد الحرام في عهده الأول، قبل أن يتم الله نعمته فيدخل المسعى بين جدران المسجد الحرام.
وكانت عشيات يوم الجُمَع من الشهور التي يكون فيها الملك في مكة عيداً لمن كان في مثل سني من الفتيان بمكة، ولمن يكون قد وفد إلى مكة من الحجاج في موسم كل حج، حيث يتسنى لعامتهم وسواد جماهيرهم وهم ألوف كثيرة، مشاهدة الملك عبد العزيز بن سعود الذي سمعوا به وأقبلوا إلى بلاده في أمن وطمأنينة ويسر وسعادة.
أما خاصة الحجاج ورؤساء الوفود والمشاهير من العلماء والأعلام ومشايخ القبائل والبارزين من رجالات المملكة وبلاد العرب الأخرى، فقد كان الملك يجلس لهم في أوقات معينة بعد أن تصل إليه أسماؤهم، ويعرف أماكن إقامتهم ليدعوهم إذا ما طلبوا السلام عليه إلى قصره، حيث تعج بهم ساحة القصر وأروقته ومداخله، ثم يفضون بعد ذلك إلى مجلس الملك الواسع، فيمتلئ بهم ويتصدره الملك على أريكة مشابهة للآرائك المبثوثة حوله التي يجلس عليها من جاء للسلام على الملك، ويتحدث إليهم في كل مجلس بما يفيض به من التعاليم الإسلامية وأخبار الحج والمداولة معهم في شؤون الإسلام والمسلمين.
إذن فقد كنت مثل أمثالي من الفتيان يومئذ، أترقب عصر كل يوم جمعة، لأكون قريباً من باب الحرم المكي الذي تعود الملك أن يدخل إلى المسجد الحرام منه، لأقف مع من يقف من الصغار والكبار لرؤية ومشاهدة الملك عبد العزيز، ملأت هذه المناسبات إحساسي ومشاعري غبطة ومحبة وسروراً، بأنه قد قدر لي أن أرى ما كان الناس يتمنون أن يروه، أن أسير بين المشاهدين مضطرباً بين أمثالي، نحفّ بموكب الملك من بعيد، ولا تكاد أنظارنا أن تتحول عن رؤية تلك الهامة والقامة الوارفة العالية التي لا تكون متعالية في مثل ذلك الموقف حول الكعبة المشرفة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :530  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج