شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هلا هلا يا من حلا
بلند الحيدري والدكتور زاهد محمد زهدي شاعران جمعتهما أخّوة الصداقة منذ سنين عديدة، فرّقتهما صروف الدهر مكانياً وجمعتهما أشجان الغربة عاطفياً، ووحدتهما نسمات الحرية والتحرّر فكرياً. هذا في لندن وذلك في جدّة والبريد بينهما تدبّ فيه الحياة من حين لآخر، فيحمل نتفاً من الواحد إلى أخيه، شوقاً أو امتناناً أو مداعبة أو معاتبة. في إبريل (نيسان) 1996، بعث الدكتور زاهد بعلبة من تمر "الزهدي" إلى صديقه في لندن، فشكره أبو عمر عليها وانتهز الفرصة ليبعث بشيء من همومه إلى صديقه:
يا أنت الرائع في الزاهد والزهد
يا أطيب من كل تمور "الزهدي"
يا أحلى من طعم الشهد
آه لو تعلم ما عندي
من ألم الغربة والليل المتآكل في سهدي
والوعد المتسائل عن وعد
قد يأتي في يوم ما... قد يجري
من قبل ضياعي خلف اللّحد
وضياع البلد الموغل في البعد
يا زاهد حسبي... حسبك أنا
ما زلنا وكما كنّا
أمناء بأن نكبر في جيرة ذات الوعد
وأن لا نكبر إلاّ في الودّ.
أجابه أبو بشار بهذه الأبيات، قائلاً:
هلا، هلا، ثم هلا
بلند يا من قد حلا
بغير تمر أو حلا
حلا بشعر كان للأعناق لو صيغ حُلى
قد حملوه التمر ألواناً ومنه ما غلا
حمله طائرة طارت به من الفلا
حتى لقد تسرب (الحلوان) وهو في العلا
إلى المضيفات فصرن سكراً أو عسلا
فصار إذ يسأل من مضيفة أن تقبلا
يمدّ أيديه إلى الخدّين يستجلي الحلا
ثم يروح ممطراً تلك الخدود قبلا
بيد أن للتمر والحلا وقعاً مختلفاً ومؤسفاً في نفس صاحبنا بلند الذي راح يئنّ متوجّهاً، ويقول:
هلا، هلا، ثم هلا
زاهدُ يا نجماً علا
إياك أن تحسدني
فالسكري يمنعني من أي شيء إن حلا
وإن ما حملته من التمور أرطلا
كان لغيري حلوه
أما أنا فلم يكن إلاّ لريقي مسهلا!
كتبت هذه الحلقة وإذا بالعزيز بلند يصاب بنوبة قلبية في اليوم التالي، وكأنه في هذه الأبيات يلوح إلى ما خبّأته له الأقدار، نرجو له شفاءً عاجلاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :432  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج