شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في هجو الأطباء
إذا كنّا قد استشهدنا بنماذج من أقوال الشعراء في أطبائهم وإشادتهم بهم، فهناك من لم يبخل بشيء في هجوهم وذمّهم. كان من هؤلاء الشاعر محمد رضا الخطيب الذي ولد ونشأ في بلدة الهندية على ضفاف الفرات. وتلقّى العلم والأدب في مدينة النجف الأشرف، له قصيدة ظريفة معروفة باسم "هجاء الطبيب"، يقول فيها:
تالله إن شهادة طبية
صدرت بحقك كلها تزوير
قلب الغني لغيره سمّاعة
وتصم أذنك إن أتاك فقير
كان محمد رضا الخطيب من الشعراء الذين يؤثرون الوحدة والعزلة عن الناس في محيطه الخاص به، ولهذا لم يشتهر بين الشعراء ولم يعرف بين الناس، ولكنه كثيراً ما ملّ الحياة الضيّقة بعيداً عن العاصمة وتشاطاتها الأدبية والسياسية، فركب سيارة الأجرة ورحل إلى بغداد ليلتقي بشعرائها وأدبائها، فنشأت بينه وبينهم عرى صداقات أخوية، ولا سيما شاعر العراق الأوّل في تلك السنوات -الثلاثينات والأربعينات- معروف الرصافي. ويظهر أنه وجد فيه صنواً وصدى له في عزوفه عن المناصب والمال والجاه واهتمامه بمشاكل بلاده السياسية والاجتماعية. انبرى محمد رضا الخطيب فبعث للرصافي بقصيدة يحيّيه فيها ويشيد بروحه الوطنية المسؤولة، فكان ممّا قاله فيها:
لك في القريض مواقف مشهودة
في الشرق هزّ الغرب صوت دويها
وسياسة كفكفت من غلوائها
وجعلت علياها على سفليها
وكأنني بك قد رفضت بأن ترى
متربّعاً يوماً على كرسيها
ولو أنها قد أنصفتك لأصبحت
ولك التصدّر في رفيع نديها
استلم الرصافي قصيدة أخيه محمد رضا الخطيب، فردّ عليها بأبيات ضادية القافية، تنتهي بمداعبة ظريفة عن الإمامين الرضا والمرتضى... رضي الله عنهما، اذ يقول:
إني لأشكر من محمد الرضا
شعراً ذكرت به زماناً قد مضى
شعراً غدوت على جرير فاخراً
فيه، ورحت عن الفرزدق معرضا
قد دبجته يراعة لمحمد
أخذت تقيم من القريض مقوضا
هي في التفنّن ريشه لمصور
ولدى القراع هي الحسام المنتضى
لو كان في كفّ الرضي نظيرها
حسد الرضي بها أخوه المرتضى
 
طباعة

تعليق

 القراءات :405  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج