شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أبو نوّاس ساخراً
الويل لمن يتعرّض بالقول وبالفعل لأحد من فحول الشعراء، ومع ما في هذا الكلام من حكمة واضحة، فالغريب أن هناك ولعاً عارماً يغلي في صدور الناس للتعرّض لهم. إنه هوس وشغف أشبه بشغف الناس بالمعصية -كما قال شاعر النيل حافظ ابراهيم- من يدري فلربما يعود ذلك للطمع بالشهرة، فلو تعرّض أحد لي لما سمع أحد به ولكنه لو تعرّض للقصيبي أو نزار قباني أو عبد الوهاب البياتي لسمع به الجميع. وهذه نصيحة أستغلّ لها هذه الفرصة لأوجهها للبعض الذين يشتمونني في صحفهم أو مجالسهم إنها مضيعة وقت، ابحثوا عمّن يلفت الأنظار لشتمائكم.
أدرك حمدان بن زكريا حكمة هذا القول، وهو شاعر فانبرى للتعويض عن ذلك بالتعرّض لشاعر من الطبقة الأولى، أبي نواس، وأكثر من ذلك، ولم يردّ عليه أبو نواس. وحدث أن تصادف الشاعر ذات يوم، فقالوا لأبي نواس: هذا حمدان بن زكريا فسلّم عليه". فبادره الشاعر الكبير قائلاً ويلك يا حمدان لم تهجوني؟".
فأعطاه حمدان جواباً متواضعاً وصادقاً إذ قال: "رأيتك كبيراً في الناس فأحببت أن أضع منك، لعلك تقلّ فأكثر عليك!".
فأجابه أبو نواس: مالك من ذلك إلاّ الحظ الخسيس".
ثم أنشا فخاطبه قائلاً:
قولا لحمدان وما شيمتي
إذ أظهرُ الودّ له مخلصا
ما أنت بالحرّ فتحلى ولا
بالعبد نستعتبه بالعصا
فرحمة الله على آدم
رحمة مـن عـمّ ومـن خصّصا
لو كان يدري أنه خارج
مثلك مـن جرذانـه لاختصى!
فقال له حمدان بن زكريا: "والله لا أهجوك بعدها أبداً". وصدق في وعده، وما الداعي للإكثار وقد أفلح في إقحام نفسه في أسفار الأدب ؟!
ورد عليه أبو نواس قائلاً : " ولا أنا إن أنت لم تعد"!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :549  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج