شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشكوى حتى من الشكوى
الشكوى من الزمان وجوره ومن المقادير وتصاريفها، الشكوى من الفقر ومن المرض ومن الغربة، الشكوى من الأصدقاء وحتى الشكوى من الشكوى، ديدن مرتبط بالشعراء. وما في ذلك ما يستدعي العجب، الشاعر كإنسان حساس يشعر بالضيق والمضايقات أكثر من غيره، وكشاعر يجد في قدرته الشاعرية الوسيلة المناسبة للتعبير عن شكواه هذه، كيفما كانت طبيعتها أو أصولها. هكذا حصلنا في دواوين الشعراء على هذه الثروة الغنية من الشعر البليغ والغني بالحكمة.
عانى الشاعر الحجازي / المصري البهاء من تدهور أحواله المالية، حار لمن يشكو همومه وممن يطلب عطفه وعونه، فاختار صديقاً له فتح إليه خفايا قلبه ووقائع أحواله، فبعث إليه بالقصيدة التي وردت في ديوانه وعبر فيها عن المشاعر المتبادلة التي ينبغي أن تسود العلاقة بين الأصدقاء الحميمين عندما تحل الصراحة محل التكلّف والتجمل، والوفاء محل الخيانة والمكر. يقول في هذه القصيدة، وقد أحسن في جناسها الموسيقي وتناغم مفرداتها وجرسها:
أشكو إليك لأننا أخوان
سيّان شأنك في الخطوب وشأني
سقط التكلّف بيننا
والأهل أهلي والمكان مكاني
وأخوك من شهد الوفاء بودّه
وشكا لمن نشكو من الحدثان
وأجاب الداعي الخطيب عنك بما له
والماضين مهنّد وسنان
ولكم هززتك والزمان محاربي
فهززت مشحوذ الغرار يماني
هذا وما بالعهد من قدم وما
عندي لما أوليتني كفران
منن أتتني وهي مسرعة الخطى
سبقت إلي حوادث الأزمان
فلأشكرن عهودها وعهادها
بصفاء ود أو صفاء بيان
مع أنني والله أعلم أنني
ما لي بما أولت يداك يدان
لم يبق لي إلاك خل محسن
وعساك أن تبقى على الإحسان
إني لأعجز أن أرى متحمّلاً
غدرين غدر أخ وغدر زمان
 
طباعة

تعليق

 القراءات :885  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج