شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المرآة!
تقاسمَنا بدءُ المطافِ شبيبةً
تزامَن فينـا: الصبحُ والصـرحُ أزْينا!
لقد بذخَ الصَّـرحُ المؤثَّلُ، وانتضـى
مفاتِحهُ الغـادون في موكـب السَّنا!
 
المرآة
"إلى أستاذنا: الدكتور منصور الحازمي؛ صدىً لقصيدته التي ألقاها في حفل تكريمه بجدة!.."
أبا مازنٍ (1) ، هل جئتَ بـ "الناي" مُؤْذِنا؟
تَخِـفُّ إلى جَمـر السؤال مُدَندِنا؟!
طلعتَ علينا في إهابك ناصعاً
مَهيبـاً؛ بمـا رَقرقتَ في نَـبرة المُنى!
تُفَضْفِضُ عمَّـا في الشَّغاف من الشَّجا
مُذيعـاً على الرَّبـع الرسالـة مُوقِنا!
وتَذرو علـى نَبض المواجـع لَذْعَـةً
من الشجن الممتـد في نَأْمـة الضَّنى!
مُشيحاً عن الأهـواء، عَطفـاً لفكرة
تُقلِّبهـا في سَوسـن الضَّـوء مُؤمِنا!
همستَ بها مـن ربـع قـرنِ رهيفـةً
وهـا هـي تَستدني المـداراتِ أَمْرَنا!
تُطيفُ بها الرؤيـا شجونـاً عصيَّـةً
على الفكر؛ ما عاطى الرَّخيصَ وأَذْعَنا!
غَـذوْتَ بهـا جيـلاً فتِيّـاً، وأهفَتْ
طلائـع تَحدوهـا: قلوبـاً.. وأعيُنا!
* * *
أتَذكر إذ كُنَّا لـدى الدرس (دَرْزَناً) (2)
من الفِتْيةِ الشاديـن في الفـن مَوطِنا؟
مَشارِبُ من نَهـج العقول تَشامسَتْ
والَّفهـا خيـطٌ من "الفـن" هَيمنا!
وأنتَ حفيٌّ بالعقول تجاوبتْ
على الأدب السامي: أهـابَ وأفْتَنا!
تُدير حوار الناهضين، وتجتلي
سوانحـه مـن بـازغ الفكـر مُعلِنا!
وللشعر في ألْطاف بَهْوك فِتنةٌ
يُنمنِمها ذَوقٌ تَضوَّأ واغتَنى
تَبـوح بـه صوتـاً رخيمـاً، ولَفْتةً
من الوهـج المضفور بالعطـر سَوسَنا!
تُرنِّمه نَبضاً: طريفاً وتالداً
تلامَـح مـن نَبـعِ القناديـلِ مُفتِنا
تَشِفُّ، وللقيثار عندك لمسةٌ
لسانحـة الوجـدان: بَوحـاً مُحنَّنا!
تُنقِّر أوتار الجديد مُحلِّقاً
مع الصوتِ: جيّاشَ الغصون مُدَوْزَنا!
رهيفاً، إذا ألطفْتَ عينيك في المـدى،
بصيراً بألماح البشارة، متْقِنا!
مُنيفاً مـع النقـد الرَّصين، إذا بـدا
شَموسٌ من القـول المُهلهَـل دُجِّنا!
وتُمعِن في البَـون المعمَّـق بالحِجـى
مُلمّـاً بأطـراف الشـؤون مُحصَّنا!
ونُمعِن في البُعد المجدِّد للرؤى
بما تَهـبُ الأفكـار من جِـدَّة الدُّنا!
إذا شطَّت الآراء؛ فالعلم دَيدَنٌ!
وأجملُ شـيءٍ فكـرك الحـرُّ دَيْدَنا!
تُهيب بنا آناً، وحيناً تشدُّنا
إلى نَهجـك السَّمْح الرَّزيـن مُوطِّناً!
تَرفعتَ عن لَغـو الضحالـة مُحسِنـا
وناضلتَ عـن أُفقِ الأصالـة مُمعِنا!
عَزوفاً عن الكِبْر الهجـين.. أما تـرى
بأجوائنا –اليـومَ- الأديـبَ المُهجَّنا؟
تَرنَّح تيَّاهاً بإيماء غَيره.
وغمغم -مَجلوبَ الإهاب- وشَنْشَنا!
وفي رَهَج المرآة هوَّمتِ الرؤى
على حُفنةٍ ألفتْ صَدى اللحن أَهْونا!
صَنائع أبواق المنابر، ثُلَّةٌ
تُلمِّعها أجواقها الذُّرْبُ ألْسُنا!
يَجوسون في سـاح الجرائـد هُيَّمـاً
بألقاب نُقَّادٍ، إذ النَّقدُ أَوْهَنا!
وأوصدَنا هذا الخَواءُ، أمَضَّنا
خِطـابٌ بأحـراش الرِّطانـة أمْعَنا!
يُباغِتنا نصّاً مُريباً.. مُموِّهاً
ومُنشِئه صِفْر اليَراع؛ تَلوَّنا!
* * *
أبا مازنٍ هيَّجتَ في القلـب صامتـاً
تشجَّـنَ أن يَعْرَى الكتـابُ ويَأْسَنا!
وكُنَّا تَقَارَأْنَا الصحافةَ جَوهراً
من الصدق مَبسـوطَ النوافـذِ أبْيَنا!
فما بالُ أصحـابِ الغَريب تَوهَّمـوا
صَحائفهـمْ أغرى مُتونـاً.. وأمكنا؟
وتَهذِر أقلامٌ؛ فتحجب مُبدعاً
وتُعلي غَريـراً، بادئَ الخَطـوِ، هَيِّنا!
وتَحتشِد الأفواهُ في كل مَوجةٍ
ترامت علـى الشط المُخَـدَّر مَوهِنا
تلفَّتْ تَرَ التيار أرْعَنَ مَوجَةً
تَماهَى بـه ذَوبُ الطحالـبِ أَرْعَنا!
وصوَّحَتِ الأغصانُ في الدَّوح، لاتَني
زَوابِع تَغزو فَرعها المتغضِّنا!
غدا الشعـر نثـراً، والروايـة خاطراً
وتَهويمة الأقواس نقداً مُقنَّنا!
مضتْ بمَرامِينا الأهِلَّـة، لَـمْ نُـدِمْ
جديداً من الإبداع، أو نُلْـفِ مُمكِنا!
* * *
أمنصورُ، مـا أخبارُ رَبعِكـمُ الأُلَـى
شَهِدنـا نَداهُمْ: باسِطَ الظلِّ والجَنَى؟
أمـا زالَ "خَطَّابٌ" (3) مُضيئـاً ومُلهماً
يَفيضُ بآداب (الفِرنج) تَفنُّنا؟
وهَلْ ثَـمَّ للفُـرسِ احتفـاءٌ بفنهـم
لدَى "البَدَليِّ" (4) النَّدْبِ: عِلماً ومُجتَنى؟
وما حَـظُّ أبعـاد الرَّصانـة بعدمـا
رعى "الشامخ" (5) المهدَ الأصيلَ وحَصَّنا؟
وأين تُرئ أرسى "الضُبَيْبُ" (6) لـواءه
ومَرفَؤه، حَـذوَ (التـراثِ)، تَوطَّنا؟
وكيفَ مضى بـ "الشَّاذِلِيِّ" (7) سبيلـهُ
على العِيس؟ هل ألْفَى لدى (النحو) مَأمَنا؟
وماذا لـدى الرَّبع الميامين من خُطـىً
تُوَطئُ (للضَّاد) المِهادَ المؤَمَّنا؟
عرفنـا بكـم جيلاً يُؤصِّل منهجـاً،
وئيـداً، على رِسلِ الرَّجاحـة والعَنا!
تَقاسَمَنا بَدْءُ المطاف شَبيبةً
تَزامَنَ فينا: الصُّبـحُ والصَّـرحُ أَزْيَنا!
لقد بَذخَ الصَّرحُ المُؤَثَّـلُ، وانتضـى
مَفاتِحـه الغادُون في مَوكـبِ السَّنا!
لعلَّ غـداً يَربـو الحصـادُ غضـارةً
تُضـيءُ لأحلى مَوطـنٍ بَـرَّ وابتَنَى!
مكة المكرمة – الاثنين: 8/8/1415هـ
9-1-1995م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج