شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشَّاعر
* فاروق صالح بنجر:
• من مواليد مكة المكرمة - عام 1368/1949م.
• أتم تعليمه المدرسي في مكة المكرمة، ثم التحق بقسم اللغة العربية؛ في كلية الآداب - جامعة الرياض/ جامعة الملك سعود/ حاليّاً - وتحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها عام 1392هـ/1972م.
• اشتغل مدرساً، بمكة المكرمة، ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة التربوية العالية، حيث تحصل على:
- دبلوم في الإدارة المدرسية عام 1397هـ - 1977م.
- الماجستير في الإدارة التربوية عام 1399هـ - 1979م.
• يعمل موجهاً تربويّاً، في مجال اللغة العربية وآدابها، بمنطقة مكة المكرمة التعليمية.
•وردت له ترجمة في: معجم الأدباء والكتاب (الطبعة الأولى)، وفي: معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة العربية السعودية (الطبعة الثانية)؛ وشعراء العصر الحديث في جزيرة العرب، لعبد الكريم الحقيل؛ وهديل الحمام في تاريخ البلد الحرام (تراجم شعراء مكة، لعاتق البلادي؛ ودليل الكتاب والكاتبات في المملكة (إصدار الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون) - ط3.
• له:
- فواصل للارتحالات؛ ديوان شعري (معد للطبع).
- إيقاع الماء والأفق؛ ديوان شعري.
- زمن لصباح القلب؛ ديوان شعري.
- أطيار لأغصان الطفولة، مجموعة شعرية (معدة للطبع).
- الحزن ليلة صيف؛ مجموعة قصصية قصيرة (مخطوطة).
- التجربة الرومانتيكية في شعر إبراهيم ناجي؛ دراسة.. نشر فصل منها في مجلة "الفيصل".
- مدارات لقناديل الرؤيا؛ مقالات في النقد والشعر والتقنية الشعرية (مخطوطة).
* * *
* رؤيته الشعرية - النقدية:
• يرى أن "الشعر رؤيا"، وأن أبعاد النظر إلى الأشياء، في عمقها وشموليتها واستشرافها المستقبلي، تتجاوز الرؤية الذاتية إلى تلك "الرؤيا" الكلية.
• ويؤمن بأن "الشعر" رسالةُ سُمُوٍّ؛ تنطوي على بناء الوعي الإنساني - من خلال قضية الإنسان الدائبة؛ في بعديْ: الفعل الجمالي والفعل الدلالي؛ بحيث يتواشجان نحو استثارة وتعميق الشعور والإحساس والعواطف بقيم: الحق والخير والجمال.
• ويعتقد أن "الشعر" تجربة لغوية -جمالية مركبة؛ بمعنى أنها تبلور تناغم الوجدان الذاتي والوجدان الجماعي في التكوين اللغوي- الفكري. وهذه التجربة -فيما يسمَّى بالقصيدة الكلية- تستبطن المعطيات الفكرية والثقافية للشاعر.
• ويؤكد على أن القيمة الإبداعية للشعر -العمـل الشعـري- ليسـت في الشكـل أو المضمون، وإنما هي في: التقنية الفنية؛ ذلك أن اللغة الشعرية تُرسي تبادلية القيم التعبيرية والشعورية في التشكيل الجمالي للعمل الشعري.
• وينزع إلى تأييد رؤية "الجاحظ" القيِّمة بأن "الشعر صياغةٌ، وضرب من النسج، وجنسٌ من التصوير". وهو تعريف يمثِّل، في عمقه وشموله واكتنازه، ماهيَّة الشعر بوصفه إبداعاً فنيّاً في البناء اللغوي.
• ويلح على أن الموسيقى الشعرية لا تتجزأ؛ بمعنى أن الإيقاع لا يحقق انسجامه خارج البناء الموسيقي -أي العروضي- ذلك أن الوحدات الصوتية تتناغم (هرمونيّاً) في البنية الموسيقية الموزونة. وهكذا؛ فإن أي نشاز صوتي سببه الخروج على قانون الموسيقى. وطبيعة اللغة العربية أنها لغة صوتية موزونة (أليست كل كلمة موزونة؟)، ومن البدهيِّ أن التناسب يساوي التناسق. ولهذا أكد (الفارابي): أن "القول إذا كان مؤلفاً مما يحاكي الشيء، ولم يكن موزوناً بإيقاع فليس يُعَدُّ شعراً، ولكن يقال: هو قول شعري". ومقولة: "الموزون بإيقاع" -هذه التي سبق إليها الفارابي- تماثل عبارة (خليل حاوي): "الإيقاع الشعري المنضبط بوزن". وهي تتواشج مع ما قرره (كولردج) -بعد أجيال من الفارابي- أن "مصدر الوزن في الشعر حالة من التوازن تنتج عن انطلاق الانفعال، وجهد الشاعر تلقائيّاً للسيطرة على الانفعال. وهي حالة تديم الصراع الذي يولدها، وتحيل الوزن إلى عامل نمو عضوي يتحد بلغة الانفعال الطبيعية، وهي لغة التعبير بالصور".
• ويلمح إلى أن حداثة القصيدة ليست في استقطاب المفردات الحديثة، في أنساق مغايرة للمألوف، وإنما هي في الرؤية الفنية الجديدة التي تعيد تشكيل الأشياء في أبنية لغوية ذات دلالات تراسلية. وهذا يؤكد أن الشكل الشعري الواحد يمثل بعداً جزئياً جامداً يُبارحُ التنويع المستشرف للتناغم مع المعطى الشعوري والفكري؛ وهو ما يتقاطع مع مقولة السير (هربرت ريد) التي ترى: أن "الشكل يقرره الانفعال الذي يتطلب التعبير"؛ وتوازيها نظرية الشعراء التصويريين - التي تقرر: أن "الإيقاع الجديد يعني فكرة جديدة".
• ويصرح بأن "التنميط" الذي نشبت فيه القصيدة الجديدة -مغبَّة أسر النموذج الشكلي عند المتشاعرين الجدد- في المفردات والتراكيب والجمل الشعرية؛ يبدو -جليّاً- في رتابة الوحدات الصوتية المكرورة التي تشكل البناء الموسيقي. فإذا ما استثنينا أسلوب "التمييع" التركيبي في استخدام الوسائل الفنية: كالتراكيب التراكمية للصور الاستعارية، واقتناص المحسنات اللفظية البديعية المصنوعة من: سجع، وجناس، وطباق؛ وانتحال الصيغ العامية المبتذلة، والتعبيرات الشعبية المقحمة؛ فإن مرجع تلك الرتابة يرتهن إلى ضيق عطن الشبيبة الشعرية الجديدة عن تأمل وإدراك الإمكانيات العروضية المكتشفة وغير المكتشفة التي يسعهـا إفساح آفاق جديدة تخرج بالموهوبين من تبعية الاقتداء والتقليد، وأسر النموذج السائد؛ ومن ضيق الاقتصار على تفعيلات أوزان الأبحر الثلاثة أو الأربعة، إلى ابتدار أبنية موسيقية مبتكرة تهيئ لصوت جديد.
• ويؤيد الاقتصاد الشعري؛ بمعنى أن تكون العبارة الشعرية مناهزة للدلالة؛ بحيث يتطابق الدال مع المدلول في طبقة الصوت، وفي المسافة الزمنية للتعبير؛ وتخلى العبارة من الزوائد الحشوية؛ وهو ما يتوافق مع الرؤية التحديثية الجادة التي تستقطب مطابقة الشكل الشعري للمدرك الحسي، وترى إلى القصيدة بوصفها عملاً اكتشافيّاً يتأبَّى المتواليات اللفظية السائبة.
• ويذهب إلى أن الغموض عنصر بنائي في النسيج الشعري؛ يتبدَّى في الطاقة الإيحائية، وفي تكثيف الدوال لإنشاء دلالات جديدة تنفسح إلى تعميق الرؤية. والغموض قد يكون ناشئاً عن حالة نفسية مكثفة الشعور، أو يكون مرتهناً إلى محتوى تأملي لرؤية فكرية أو فلسفية؛ كما قد ينشأ عن تداخل وتآزر رموز وأساطير وإشارات تأريخية في سياق النسق الشعري. وفي كل ذلك يتعين على المتلقي أن يحاور السياق الشعري لفهم مقاصده ومراميه، وترجمة دلالاته ومضامينه. لغموض الفني الشفاف من وسائل الإيحاء وكسر المباشرة والتقرير. ويكاد يكون في بعض التجارب صورة للجبن النابع عن الهروب من مغبة التصريح. وهو في تجارب كثيرة حصيلة التهويم والتمويه والتغميض، وضيق الرؤية الناتج عن ضحالة الثقافة، والعجز عن خلق أبعاد وحقول دلالية وقيم تعبيرية ذات أنساق مترابطة.
• ويشير إلى أن للحسّ الشعري مستويات في الإبداع الفني. وبقدر ما يمتلك الشاعر من حذق وقدرة لغوية، وإحساس جمالي - يكون للحس الشعري مستواه الإبداعي في بنية القصيدة.
• ويقرر أن استجابة المتلقي الذواق للشعر لا تتعلق بوضوحه أو غموضه، ولا بشكله الفني، أو مضمونه الفكري؛ وإنما تنبع من صدقه وعمقه وقيمه الشعرية الآسِرة؛ فالشعر الصادق كما يقول (ليفز): إنما هو "نتاج الروح، وليس نتاج البراعة والعقل!" ويقترب من هذا ما يقوله (ريتشاردز): "إن ما يعطي الصورة فاعليتها ليس حيويتها كصورة بقدر ميزتها كحادثة
ذهنية ترتبط -نوعيّاً- بالإحساس".
• ويومئ إلى أن الناقد الأدبي لا ينهض بمهمة النقد مقتصراً على ثقافته أو تخصصه الأدبي؛ إذ من المتعين أن يكون مبدعاً موهوباً ذا تجربة أدبية؛ فناقد الشعر المؤسَّسُ على تجربة شعرية شخصية قادر على إدراك طبيعة الشعر وأسراره ومعطياته، ومداخل تذوقه وفهمه ونقده. إن ناقد الشعر المقتدر هو - في الأصل شاعر؛ وهكذا كان الشعراء النقاد والنقاد الشعراء، هم الأقدر على مداخلة الشعر ونقده.
• ويوالي رؤية الناقد الشهير (ريتشاردز) التي تنص على "أن القصائد ينبغي أن تقرأ من خلال ما تقوله، لا عبر التخمين الشخصي للقارئ". وهذه الرؤية تتضافر مع رأي الشاعر - الناقد (إليوت): "أن ما تفتقر إليه قراءة الشعر؛ إنما هو الإدراك الناضج جداً للحقيقة!" ومن المؤكد أن ذلك لا يتم عبر قراءة آنية -غير متأنية متفحصة حاذقة- تأتي تلبيـة لطلب صحيفة أو منبر أدبي.. ولعل هذا ما أساء ويسيء إلى الشعر ونقده في البيئات الأدبية المبتدئة!!.
والحق إن ما يصفع الكتاب النقديين هو أن محاورة القصيدة تتطلب -من التمعن- ما يقتضي التوغل في استكناه مرجعياتها المعرفية لمناظرة مضامينها ودلالاتها. ولعل ما عبر به (هايمن) وهو يمتدح منهج (بلاكمور) النقدي ما يكفي لإحياء الضمير الأدبي، ويوجه إلى قيمة الموضوعية في المسؤولية النقدية إذ يقول: "وأكثر النقاد -في أيامنا هذه- يعتقدون أن حسهم النقدي ومعرفتهم أمران متساويان؛ فهم يقرؤون القصيدة قراءة مجهدة، ولكنهم لا يعتقدون أن القصيدة تتطلب منهم أن يقرؤوا ما عداها!!.."
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :737  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 67

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج