شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ي- السلام عليك..
المبدعون – وكيف لي أن أُبدعا..؟
قطفوا الروائع لم أجد لي مَطْلعـا
ضفـروا لسُدَّتِك النجومَ فزاحموا
فيها، فما تركوا هنالك مَوْضعـا
ذهبوا بمدحك حيثما ذهب الهوى
فحسبتُهـم أهدوا إليك روائعـا
ولقـد ظننتُ بأنهم بلغوا الـذُّرا
فإذا بمجـدِك لا يـزال مُمَنّعـا
وإذا هُمُ في السفح منك جميعُهـم
وأنا المهيضُ أتى لَمدْحِكَ ظَالِعـا
أنت الثريـا، بل مَجرَّات المـدى
قـد فُقتَهـن جميعَهـن مطالِعـا
جاؤوك في الزمنِ البطئ فأسرعوا
وبرغم عصريَ ما أتيتُك مُسرِعـا
الحب يَشفع إن حبـوت مقصِّراً
ورجوتُ في الدارين لي أن يشفعا
عِيِّي –وإن عَظُمتْ به البلوى– وعى من فيض حبك –مُلْهَماً– ما قد وعى
ولقـد مدحتُك صادقاً لا سابقـاً
والعاشقون لكل قلب ما ادّعـى
ولقد زعمتُ بأنني لـك عاشـقٌ
والعشق يستهدي القلوبَ مسامعا
فـإذا تدفـق خاطري فبفضلِـه
وإذا تحجّر، لـن أكـفّ تطلّعـا
والقلب شفّاف إذا صدق الهـوى
يجتاز بالنـور المشـعِّ الأضلعـا
يا خَيـرَ خلـقِ اللهِ مالي حيلـةٌ
إن لم أَصُغْ معنًى فريـداً بارعـا
أعطيتُ من جَدْبي، وخِصْبُكَ شاسعٌ
أنّى يجارِي الجدبُ خصباً شاسعـا
* * *
ماذا يقول المادحوك؟ وإن يكـن
بلغُوا الذرا، فلأنت أسمى مَهْيَعَـا؟
أثنى العظيمُ عليـك فـي آياتـه
بعظيم خُلْقِك.. ما أجلَّ وأروعـا
النّاس إنْ مُدِحوا استطاروا فرحةً
والمادحُ المصنوع ليس الصانعـا!
ومديحُ ربِّك، هو أنفسُ مِدْحَـةٍ
قد زاد فيك تعبّـدا وتـواضعـا
الشكـر فيـك منـارة قدسيـة
تهدِي من اتبعَ السراجَ الساطعـا
* * *
هل نالت الرُّسُلُ الهـداةُ جميعـاً
قمماً لغيرك قد أبتْ أن تخضعـا؟
من كلِّ صاحبِ آيـةٍ لك آيـةٌ
حبَّات تَاجِـكَ يأتَلِقْـنَ لوامِعـا
والكوكبُ الدُّريُّ سِـرُّ سَنَائـه
من كوكبين على جبينِك شعشعا
نهران من نُـور، فَنَهْـرُ رسالـةٍ
كَمُلَتْ، فَلَمْ تتركْ لشكٍّ مَنْزَعـا
أشرعتَها للظامئين، على الدنـى
فسقيتهـم رِيّــاً زلالاً مُشْبِعـا
والحوضُ، في الأخرى، شريعةُ شافعٍ
في الهَوْل للعطشـى، حنانا مُتْرعا
* * *
جزتَ الطباقَ السبعَ بل ما فَوقَّها
من حيثُ قد وقفَ الأمينُ مُرَوَّعا
ولقد صعدتَ من المكارِم سبعـةً
من قبلِها، واجتزتَ حتى السابِعـا
* * *
بنَت الملائكُ في ذُراهـا كعبـةً
ظلُّوا لديهـا الطائفـين الرُّكّعـا
وبَنـى أبوك كَمِثْلهـا معمـورةً
فـي ظلِّها، صلةً ورمـزاً رائعـا
والرمـز توحيـدُ الإلـهِ بِقِبْلـةِ
جـاء الخليلُ يعدُّها لـك رافعـا
الكعبتـان: وشيجــةٌ أَبَديَّـةٌ
تُدني من الأرضِ السماءَ مَرابعـا
وحججتَ للقدسِ الشريفِ تَؤُمُّهُ
بل أنتَ كنتَ به الإمامَ الجامَعـا
هذِي القداساتُ الثلاثُ جَمَعْتَهـا
وامتزتَ حين أضفتَ قُدساً رابعا
المسجدَ النبـويَّ، مُـذ باركتـه
حرماً، لـه الإيمـان يَأرزُ طائعـا
حَرَمان في مهـدٍ ولحـدٍ جُمِّعَـا
ولغيرِ أرضِك قطُ لـم يَتَجَمّعـا
كان الختـام بدايـةً مرسومـةً
جبريـلُ أدَّاهـا وعـادَ مودِّعـا
ما بعده تُهْدِي السمـاءُ رسالـةً
ما كان أسعدَه بها فيمـا سعـى
بكتابِ رَبِّك قد تتابـع سعيُـه
حتى غدا الفرقان عنـدك أَجْمعا
* * *
لـك في كياني ذرةٌ أدنـو بهـا
إنْ لم أَفِدْ طبعاً رجـوتُ تطبّعـا
أبتي: إذا ابتلَّت بها شَفَتِي ارْتَوَتْ
وشعرتُ أنِّي لـن أكون مُضَيَّعـا
رُدَّ السلامَ فـإنْ وهبتَ زيـادةً
فلأنتَ أَهْلٌ أنْ تَزِيـدَ وتُشْفِعـا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج