شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ط- "السبعون"
قصيدة "السبعون" تلقفتها الصحف والمجلات واختارت كل منها عنواناً لها فالمجلة العربية التي كان الرفاعي أحد أعضاء الإشراف عليها اختارت العنوان التالي:
حنت إلى عبق التراب جوانحي... !
شعر: عبد العزيز الرفاعي
سبعون يا صحبي وجلَّ مصـاب
ولدى الشدائد يُعرف الأصحاب
سبعون يا للهـول أيّـة حقبـة
طالت، وران على الرحيق الصاب
تتراكم الأعوام فـوق رؤوسنـا
حتى تئنَّ مـن الركـام رقـاب
لا تعجبوا أن ندَّ خاطـرُ متعـب
بعد السّرى وشكى إليـه رِكاب
* * *
سبعون في درب الطفولة شوكـة
أما الشباب فليـس ثـمَّ شباب
الجـد أغرانـي برغـم جفافـه
فظمئـت حتى لو أتيح شـراب
سبعـون ظنّ أحبتي أنَّـي بـها
أعلـى القباب وما هناك قبـاب
أنا ما خدعتهمُ ولكـن غرّهـم
حظي لديهم والحظوظ عجـاب
أنا من بنيت على الخيال قواعدي
فتصدّعـت وانهارت الأطنـاب
حقاً رفعت على السراب دعائمي
لا عُجْـب إن ذابت وظل سراب
سبعون كم فيها تجمَّـع رفقتـي
وجداول الـود الحميـم عذاب
حتى إذا وشي الربيـعُ رياضهـم
ودنا القطاف وطابت الأعنـاب
ساق الزمان السَّرب نحو شتاتـه
فـتفرقوا وكـأنـهم أغـراب
وخلت من الأنس الليالي بعدهـم
ومضـى فحطـم عوده زرياب
* * *
سبعون تغتـال الليالي صفحتـي
فينـمّ عـن آثـارهـن إهـاب
إن كنتُ كابرت السنـين فإنهـا
أقـوى وأعنف إذ يحين غـلاب
وزعمـت أني لم أفـارق جدتـي
فأشار يسخر باللسـان حسـاب
تعبت من الألم السنون وأغلقـت
بيني وبيـن أطايبـي الأبـواب
* * *
سبعون قد وفد الشتاء يزورنـي
والنـار قد خمدت وليس ثقـاب
حنت إلى عبَق التراب جوانحـي
لا غرو يشتـاق التـراب تراب
في يقظتي أغفو، وقد يجفو الكرى
جفني، فيحلـم بالمنـام طـلاب
* * *
إني – لدى التعريف، ربع مثقـف
صحب الكتاب، فلم يخنه كتـاب
هو في دمي عشق الطفولة والصبا
فهو الهوى، واللحن، والأحبـاب
تتكسر الأحـلام فـي شطآنـه
فيفيض بالعذب النمير سحـاب
فإذا انتسبت فإن لي فـي حرفـه
نسبـاً يشوّقنـي إليـه غيـاب
* * *
يا لائمي في العمر كيف أضعتـه
لا الجد ساد، ولا الهوى غـلاَّب
ما بين بين، فما صعدت إلى الذُّرا
أو كان لـي في القانعيـن مآب
ركنتْ إلى السفح القريب مطامعي
والسفح لا يهفـو إليه عُقـاب
لك أن تلوم فما جحدتُ مسيرتي
قامت على الدرب الطويل صعاب
إني أخذت من الليالـي صفوهـا
نزراً وقلت: النـزر منك رضاب
وحمدت مَن أسْدَى الرِّضاب فطالما
لـم تحْظَ منه بقطـرة أكـواب
طوبى لمن جعـل المحبـة جـدولا
وسقى أحبتـه فطـاب وطابـوا
* * *
سبعون عشتم مثلها بل ضعفهـا
والحاديـان: سلامـة وصـواب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1797  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.