شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حداد القوافي
وهذه قصيدة بعنوان "حداد القوافي" للشاعر الكبير أحمد البراء بن عمر بهاء الدين الأميري – رحمه الله – مناجاة منه للراحل الكبير الغالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي طيّب الله ثراه، وقد ألقاها في الخميسيـة بتاريخ 12/10/1414هـ، وهي من بحر الكامل التام:
لو كنتُ أعلـمُ أنَّ موعـدَكَ الغـدُ
لأقمتُ عنـدك ساهـراً لا أرقُـدُ
أتلو لك الذّكـرَ الحكيـمَ مُبّشـراً
وأرتّل الشِّعر البديعَ وأُنشدُ
وإذا الدموعُ خَنَقْنَ صوتـي بالبُكـا
ووهى، وخانَ – لدى الوداع – تجلُّدُ
فالعذُر حُبٌ قـد تمكّـن في الحشـا
وفؤادُ صبٍّ نارُهُ لا تخمُدُ
عمَرٌ (1) مضى بالأمسِ.. جُرحٌ راعِفٌ
في الصَّدر، حزّاز الجـوى، لا يـبردُ
واليومَ أنت َعلى الطريـق مسافـرٌ
يا لهف نفسـي، ما يخبّئُـهُ الغـدُ ؟
* * *
عَبْدَ العزيز، أيـا عوالمُ من شـذىَ
المكرماتُ عطاؤها المتجدِّدُ
ها قد مضيتَ مُخَلّفاَ غُصصَ النّـوى
تُكوى بها مُهَـجٌ، وتُلـذَعُ أَكْبُـدُ
قد كنتُ آتي – والجوى بي عاصِفٌ –
داراً، فيلقاني النّدى والسُّؤدُدُ
الشعّر، والفكرُ المنيرُ ونُخْبةٌ
يسمو بها الأدبُ الرفيـعُ وَيَمْجُـدُ
ويضمّني قلبٌ رحيبٌ عَطفُه
فيزيلُ وحشةَ غُربتي وويُبَدِّدُ
ويضيءُ آمالي لديهِ تبسُّمٌ
وتحبّبٌ، وتلّطفٌ، وتوَدُّدُ
أنسى بدنياكَ الجراحَ هُنيهةً
والقلبُ يسلو، والمواجُ ترقُدُ
فعلامَ تنكأ مِن جراحـي ما غفـا؟
والعهدُ أتّـك للجـراح تُضمِّـدُ!!
* * *
عبدَ العزيزِ، وأيُ عِـيٍّ (2) نابـني؟!
عَصَتِ القـوافي، والبيـانُ مُقَيَّـدُ
قد كنتُ أدعوها، فتبـذلُ نفسَهـا
وتجودُ بالمعنى الفريدِ، وترفِدُ
كم قد سهرت الليل أجلو بكرها
فيُضيء منهـا في الدياجـي فَرْقَّـدُ
أرجو لها يومَ الخميس (3) لتُجتلـى (4)
في الندوة الغرّاء لمّا تعقَدُ
وتنالَ منك رضـاً، فترفَـعَ رأسَهـا
مزهُوّةٌ برضا العميد تأَوَّدُ
ما بالها وجمتْ، وصـوَّح روضُهـا
وكسا محاسِنَهـا وشـاحٌ أسـودُ؟!
هي في الحدادِ على الفقيد فرجْعُهـا
عند المعيبة آهةٌ وتنهُّدُ
عبدَ العزيز، أيا حبيبـاً قـد نـأى
خلفَ الغيوب،ِ لقد جفانـي المرقَـدُ
خَلَّفتني، ونجـوتَ من عَسْفِ الدُّنـا
ترجو قِـرى مَـنْ عَفْـوُهُ لا يَنْفَـدُ
وأنا رهـين محابسـي وهواجسـي
ينتابُني هَمٌّ مٌقسمٌ مُقْعِدُ
أنّي التفَتُّ وجدتُ آ فاق الأسى ليلـ
ـى معاناةٌ، وصبحي أَرْبَدُ
* * *
مَنْ أسرجـتْ شَهَواتُـه صَهَواتِـه
لا غَرْوَ يغتـال الصّديـقَ، ويحقِـدُ
والبوسنةُ الحمراءُ أنهارٌ على
ثلْجِ الشتاء دماؤها تتجمَّدُ
شُداؤها زرعـوا البطـاح بطولـةً
والمجدُ من لألائها يتوقّدُ
ترجو من الإفرنـج إنصافـاً وهـلْ
يرجو الأمانَ من الصَّليب مُوحِّـدُ؟!
* * *
عبدَ العزيز، شكوتُ بثَي والجـوى
لا بُـدَّ من شكوى لحُـرَّ يُسْعِـدُ (5)
يا والداً مِن بعـدِ فقـدي والـدي
وأخاً كبيراً للمكارمِ يُرشِدُ
أبكي عليـك بِغُربـتي، وبكُرْبـتي
وبأحزمي وبزفرةِ تتردَّدُ
في ذمة الربِّ الغفورِ مُوَدَّعٌ
وبحُرْمـةِ البيت الطَهـورِ مُوَسَّـدُ (6)
الرياض: 19رمضان 1414هـأحمد البراء الأميري
1/3/1994م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :544  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج