شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جـ- المقالة اللغوية
يُقصد بالمقال اللغوي المقال الذي يدور حول معرفة أصول كلمة من الكلمات سواء أكانت هذه الكلمة علماً أو دلت على اسم حيوان أو إنسان أو نبات أو جماد أو دلت على اسم معنوي مثل "الفوازير" وصحتها "الحزازير" وقد عالج عبد العزيز الرفاعي كثيراً من هذه الكلمات لا سيما في مقالاته اليومية، وسأختار من هذه المقالات اللغوية مقالة نشرت بالمجلة العربية بالعدد رقم 84 الصادر في شهر المحرم عام 1405هـ.
عنوان المقالة "المكلاَّ".
معروف أن هذا الاسم تحمله المدينة الكبرى في حضرموت، وأنها ميناؤها الرئيسي. وكانت من قبل تتمتع بشهرة واسعة، لتجارتها مع الهند ومدن جنوبي شرق آسيا.. وكان لها دور مهم في استيراد الأفاويه واللبان مع تصدير الأسماك المجففة..
وطالما تساءلت – بيني وبين نفسي – عما يعنيه هذا الاسم لهذه المدينة العربية الصميمة.
وهو اسم لم يورده ياقوت في (معجم البلدان)، ولا البكري في (معجم ما استعجم).. ومعنى هذا أنه لم يكن معروفاً أو مشهوراً على عهد كل منهما.
ولكني عثرت على ما يمكن أن يكون تفسيراً لهذا الاسم، بينما كنت أقلب صفحات كتاب (المخصص) لابن سِيدَه (ت488هـ).. وسيده بكسر السين وفتح الدال وهاء بعدها. فقد قال في 1/27:
"ابن دريد: مُكَلأ السفينة: ما يكلؤها من الريح، وكَلا البصرة ممدود، لأن السفن تُكَلأ فيه، فكأنه فعَّال من كلأت، قال أبو الحسن: لكَلاء، على أنه الذي يكلؤها؛ والمكلأ، على أنها تُكْلأ فيه. الفارسي: الكَلاء: مرفأ السفن. سيبويه: هو فَعّال، وهذا نص قوله .." الخ. وكأن هذا النص يعني أن المكلا هو المرفأ الذي تهدأ فيه السفن من عصف الريح.
أما صاحب (لسان العرب) ابن منظور (محمد بن مكرم ت 711 هـ) فقد قال أيضاً: "الكَلاء مرفأ السفن، وقال: المُكلأ – بالتشديد – شاطئ النهر، ومرفأ السفن، وهو ساحل كل نهر، ومنه سوق الكَلاء، مشدود ممدود، وهو موضع بالبصرة، لأنهم كانوا يُكَلِّئون سفنهم هناك، أي يحبسونها، يُذكَّر ويؤنَّث، والمعنى: أن الموضوع يدفع الريح عن السفن ويحفظها، فهو على مذكر مصروف، وفي حديث أنس رضي الله عنه، وذكر البصرة: إياك وسباخها وكَلاءها. التهذيب: الكَلاء والمُكَلأ، الأول ممدود والثاني مقصور مهموز: مكان تُرفأ فيه السفن، وهو ساحل كل نهر، وكَلأت تكلئة، إذا أتيت مكاناً فيه مستتر من الريح، والموضع مُكَلأ وكلاء. وفي الحديث: من عرض عرضنا له، ومن مشى على الكلاء ألقيناه في النهر.. ابن السكيت: الكَلاء مجتمع السفن، ومن هذا سُمي كَلاءُ البصرة كَلاءَ لاجتماع سفنه.." ا هـ.
وكما نرى فأنه لم يورد اسم موضع غير كَلاء البصرة.
ورأيت أن ألتمس الاسم عند كل من الفيزوزآبادي والزبيدي، في القاموس المحيط وشرحه، فإن كُلاً منهما عاش في جنوبي الجزيرة العربية لفترة من الزمن.
ولكني لم أجد عندهما جديداً يضاف، ولم يذكر أي واحد منهما "المكلا" المدينة الحضرمية المشهورة، ولم يستدرك الزبيدي (ت 1205هـ) شيئاً في هذه المادة عن (المُكلا) المدينة، فهل يعني ذلك أنها لم تكن معروفة باسمها هذا قبل مائتي سنة فقط؟.
إنني لا أستبعد أن يكون الاسم منقولاً من (المُكَلأ) البصرية، فقد كان للمكلا الحضرمية تجارة واسعة مع الخليج والهند وجنوبي آسيا، كما أسلفت.
هذه المقالة الموجزة حول كلمة (المكلا) عاصمة الدولة القعيطية التي انتهت بقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والتي اندمجت هي الأخرى مع الجمهورية العربية اليمنية في وحدة تامة عام 1990م.
أعطتنا نفس الأسلوب الذي اتخذه عبد العزيز الرفاعي منهاجاً له يسير على ضوئه في بحوثه ومتابعاته اللغوية، فهو يرجع إلى كافة المصادر التي يتوقع أن يعثر على نص يقوده إلى تحليل ما يعالجه من موضوعات أو يكشف له عن كنهه، وهذا العمل يتطلب مقداراً كبيراً من الجهد والوقت وقد يستغرق وقتاً كبيرا ً دون أن يصل إلى ما يطمح لكنها مهمة جُبِل الباحث على تحمل أعبائها، مهما يلق من مشقة في سبيلها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :544  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج