شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > ديوان قوس قزح > 7- مدائـح: > - فتى المجد ترحيب بعودة الدكتور معروف الدواليبي من فرنسا
 
فتى المجد
هذه القصيدة صغتها وألقيتها في حفلة التكريم التي أقمناها لأخينا الدكتور محمد معروف الدواليبي في نادي جمعية البر والأخلاق في مدينة حلب عقب عودته من باريس حاملاً شهادة الدكتوراه، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
وقد كان موفداً في بعثة حكومية إلى باريس للدراسة وتحصيل رتبة الدكتوراه في الحقوق (القانون) عام/ 1939م، فوقعت الحرب العالمية الثانية في ذاك العام وهو هناك. واختارته جمعية الطلاب العرب في فرنسا رئيساً لهـا. وكان له مواقف ومساع ومطالب جريئة باسم الجمعية خلال الاحتلال الألماني لباريس ثم انقطعت أخباره حين اشتداد الحرب.
وفي القصيدة إشارة إلى عمله الأخير الفدائي على تهريب الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين من معتقله الخاص في فرنسا بعد الحرب بتدبير مغامر خطير، حتى سافر الحاج أمين متخفياً منتحلاً اسم معروف الدواليبي بطريق الجو إلى مصر ملتجئاً واعتقل الدكتور الدواليبي بسبب تهريبه إياه. وفي القصيدة أيضاً إشارات إلى جهات وأشخاص وظروف يعرفها من عاش في سورية تلك الحقبة، وبخاصة من عاش في حلب:
فتـى المجـد، إن عيـون العـلا
مصـوَّبـة لأعـالـي القِمَـمْ
تُصيـب بـأسهمهـا ذا الطُّمـو
ح، ويسلم مـن بـأسهـا مَـن جَثَـمْ
فليـس ينـال فتـى غـايـةً
مـن المجـد، أو ذروةً مـن عَلَـمْ (1)
إذا لـم تَنَلـه سهـامُ العـلا
فيصبَـغَ منـه أَديـمٌ بـدَمْ (2)
أخـو الجُبْـن يَـرْمقهـا نـائيـاً
ولـم يَهْـوَ شمّـاءَ إلاَّ الأَشَـمّ (3)
وتلـك دُروبُ العـلا مُـرهبـ
ـات تخيـف سـوى البطـل المقتحِمْ
فهـنَّ كـواشـف نفـس الفتـى
يخـوض الشـدائـدَ، أو ينهـزمْ
كبُـوتَقَـة السَّبْـك فـي جـوفهـا
أُوَارٌ مـن اللَّهـب المضطـرِمْ
فيثبـت للنـار فيهـا النُّضـار
ويحتـرق الخَبَـثُ المـرتكِـمْ
وكـم سـارع اثنـان فـي غايـة
فهـذا استمـرَّ، وذاك ارْتَطـمْ (4)
تشـابَـهَ أمـرُهمـا مبـدأً
ففـرَّق بينهمـا المُخْتَتَـمْ
* * *
فتـى المجـد، معـروفُ، لا تبتئـس
بمـا قد تـرى مـن فسـاد الـذمـمْ
وكيـدِ حسـودٍ إذا قلبـه
تَلظَّـى بنيـرانـه واضطـرمْ
فـذلك بعض سهـام العـلا
وليسـت تُثَبِّـط أهـلَ الهمـمْ
ألـم تـر أن دُعـاةَ الصـلاح
هُـواة الكفـاح، بُنـاةَ الأُمـمْ
قـرائحهـم كـالسحـاب الهَتُـو
ن تغيث البـرايـا، وتُحيـي الرّمـمْ (5)
وهـم أكثـر النـاس فيمـا تـرى
عـدُوّاً، كـأنّ النُّهـى مُجْتَـرَمْ (6)
مَصـانـعُ خيـرٍ تَلَقَّـى الأذى
علـى نفعهـا، وتُعـانـي الأَلـمْ
ولا يسـأمـون اصطنـاعَ الجميـل
ولا يعتـريهـم عليـه النـدمْ
تكفَّـل صبـرُهمـو بـالنجـاح
وميَّـزتِ الخـاتمـاتُ القِيَـمْ
وكـم مـن جهـولٍ نَمَـاه الضـلالُ
وحـارتْ بـه هـاديـاتُ الحِكَـمْ
يَعيـب ويُـزْري بـأهـل العقـول
وآفتُـه الجهـلُ فيمـا يَصِـمْ
مُهمَّتُـه الكيـد للمصلحيـن،
وتسفيـهُ رأي الحَصيـف الفَهِـمْ
وكـم مـن عليـمٍ غـدا علمُـه
وبـالاً علـى قـومـه مُـذْ عَلِـمْ
تـذَرَّع بـالعلـم مكـراً، كمـا
تـذرع بـالنـاب ذئـب قَـرِمْ (7)
فمِـن دائنـا اليـوم هـذا وذلـك:
علـمٌ خبيـثٌ، وجهـل أَصَـمّ
وبينهمـا أمـل المخلصيـن
يكـاد إلـى اليـأس يُلقـي السَّلَـمْ (8)
إلامَ يَـرُوج لـدينـا الخـداعُ
أَمَـا آن للحـق أن ينتقـمْ؟
* * *
وأفضـل مـا ميَّـز المخلصيـ
ـن، وخيَّـب عنهـم سهـامَ التُّهَـمْ
وفـرَّق بيـن الحُمـاة الأُبـاة
عظـامِ النفـوس، رُمـوزِ الكَـرَمْ
وبيْـن ثعـالـبَ مـا سـاقهـا
لِسـاح الميـاديـن غيـرُ النَّهَـمْ
صُمُـودُهمـو فـي قِـراع الخطـوب
وعفَّتهـم سـاعـةَ المُغْتَنَمْ
* * *
أَمعـروفُ، هـذا قيـاد الشبـا
ب، وقـد غبتَ عنـه، فهيّـا استَلِـمْ
وكـن سنَـدَ الحـق للمصلحيـ
ـن، إذا سنـدٌ بـذويـه انهـدمْ
كمـا كنـتَ في الغرب بـدر الـرفـا
ق، تَلُـمُّ الشتـاتَ وتَجلـو الظُّلَـمْ
ذهبـتَ إليـه لـرشـف العلـوم
فعـدت إلينـا ببحـرٍ خِضَـمّ (9)
وكنتَ هنـالك ملءَ العيـو
ن، بكـل الميـاديـن ربَّ العَلَـمْ
وسُمْـتَ سيـاستَهـم مثلَهـا
تصـول عليهـم، وطـوراً بهـمْ
وكنـتَ الأميـن لـذاك الأميـن
الْحُسينـيِّ فَحْـلِ الجهـاد السَّـدِمْ (10)
أقـام ببـاريـسَ خلـفَ القيـ
ـود، فحطَّمتَهـا عنـه حتـى قَـدِمْ
وقـد طـار بـاسمـك طيـرَ النسـ
ـور إلـى مَلـكٍ جاره لـم يُضَـمْ
بقيـتَ وأرسلتَـه فـاديـاً
بنفسـك إيـاه فعـلَ الشَّمَـمْ
كفعـل عليٍّ لدى هجـرة الـرسـول،
وقـد بَيَّتَتْـه النِّقَـمْ (11)
غفـا فـي فـراش الرسول الكـريـم،
ليفـديـه، ففـدى واعتصـمْ
ختمـتَ بهـا صفحـةً مـن جهـادٍ
ببـاريـسَ خُطَّـتْ بـأَسمـى قَلـمْ
* * *
ألا أيهـا الأَلْمَعـيُّ الـذكـيُّ
الـوفـيُّ الأَبـيُّ العلـيُّ الشِّيَـمْ (12)
ويـا مـن عُـرفتَ بهـذي الصفـات
فبـتَّ غنيّـاً عـنِ اسـم العَلَـمْ
نـأَتْ بـك عنـا دواعـي العلـو
م، وثارتْ علـى الأرض حربٌ عَمَـمْ (13)
تَلُـفُّ الشعـوبَ بنيـرانهـا
وتُمطـرهـم قـاذفـاتُ الحُمَـمْ
فلـم يبـق مـن مـأمن فـي الـذُّرى
ولا فـي المغـائـر مِـن مُعْتَصَـمْ
وسُخِّـر ميـراثُ علـم الـورى
لتدميـر مـا أبـدعـوا مـن قِيَـمْ
وجُـنَّ علـى الأرض سكـانُهـا
ولـم يبـق للعقـل مَـأْوًى يُـؤَمّ
ومـا عنـك مـن خبـر يُـرتجـى
إلـى أن رجعـتَ رجـوعَ النِّعـمْ
لِيَهْنِـكَ أن العـلا قسمـةٌ
وأنـك قـد حُـزْتَ منهـا الأَتَـمّ
رفعـتَ لنـا صـرح عـزٍ جـديـ
ـدٍ مَكيـنِ القـواعـد مثـلِ الهَـرَمْ
وأَثْبَـتَّ للغـرب أن العُـروبـ
ـة فيهـا شبـابُ عـلاً محتَـرَمْ
فَكـنْ رجُـلَ السـاعـة المبتَغَـى
لإخـوانِ صِـدقٍ بَـرَاهـم أَلَـمْ
يَـرَوْن بـك القـائـدَ المـرتجَـى
ليـومِ الكُلُـوم، ويـومِ الكَلِـمْ (14)
سيذكـرك الـدهـرُ وهْـو النَّسِـ
ـيُّ، ويَسْخُـو لـك المجـدُ وهْـو البَـرَمْ (15)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :649  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج