أطْلِقْ رَصاصَك... لا أخـافُ النَّـارا |
إنِّي أردُّ لكَ الرَّصاصَ حِجارا |
صَدْرِي على الغَضَب الرَّهيـبِ طَوَيْتُـه |
وعلى النَّـدَى .. فَعَلَيْـك أن تَخْتـارا |
ما دُمْـتَ تُلْقـي الريـحَ في بيَّارتـي |
فلسَوْف تَحْصُدُ عاصفاً مَوَّارا |
لا يُسْتَرَدُّ الحَقُّ إلا عَنْوَةً |
ماذا إذا انتَفَضَ الهَضيم وَثارا؟ |
ما جـاوَرَ السَّرْحـان مَرْعَـىّ آمِنـا |
إلا على الحَمْلِ الوَديعِ أغارا |
"عَدْنـان" أنْجَبَـني، فكَيْـفَ أَعُقُّهُ؟؟ |
أو هَـلْ أخيِّـب في ثَـراه "نِـزارا"؟ |
مَنْ قالَ إنِّي قَدْ خَنَعْـتُ فقَـدْ غَـوَى |
أنا نَسْمَةٌ تَسْتوْلِدُ الإعْصارا |
ما زِلْـتُ في فَجْـرِ الصِّبـا، لكِنَّـني |
آلَيْتُ أنْ أتَقَحّمَ الأخْطارا |
هذا التُرابُ أدوسُه وأبوسُه |
لَنْ يَسْتَحيلَ لغاصبيه وِجارا |
بحِجارَتي، لا بالمدافِع والقَنَا |
سأذودُ عَنْ عِـرْض وأمْحـو العـارا |
بحِجارَتي سأذُبُّ عَنْ حُرِّيتي |
وأردُّ عَنْ حُرُماتها الأظْفارا |
بحِجارَتي سأحيلُ عُرْسَك مَأْتمَا |
وأرُمُّ مِنْ آمالنا ما انْهارا |
بحِجارَتي سأخُطُّ قِصَّة مَوْلِدِي |
كَيْ لا تُزَوِّرَ عَنِّيَ الأخْبارا |
لا لاحْتلالِك، لا لِسُلطَتِك التي |
تَتَجاهل الأعْمار والأقدارا |
اليومَ قَدْ أرْدَى، وقد أرْدَى غَداً |
لكنَّني سَأَخَلِّف الأحرارا |
إنْ كُنْتُ لَـمْ أبْـرَحْ صغـيراً ناشِئـاً |
فلرُبَّما خافَ الكبارُ صِغارا |
وإذا الوَقارُ جَنَى على أصْحابه |
فمِنَ المَهانة أنْ يَظَلَّ وَقارا |
لُذْ بالحُصون الشامِخات وعَلِّها |
فكَرامتي تتسلَّق الأسوارا |
لُذْ بالحُصـونِ، فسَـوْف تَعْلَـم أنَّـني |
مَطَرٌ، ولكنْ يَقْصفُ الأعْمارا |
لَمْ أقْنِ رَشاشاً، ولا دَبّابةً |
لكنَّني بالحَق ِّخُضْتُ النارا |
ما ضاعَ منَّا في حَزيران الخَنَا |
سيعودُ في تشرينَ أو آذارا |
البُؤْس شَدَّ عَزيمتي وأحالني |
في عزِّ مُنْطَلَقي الفَتى الكَرَّارا |
والقَهْرُ أيْقَظَني وهَزّ حَمِيَّتي |
فنَفَضْتُ أكْفاني، وعُدْت جِهارا |
ويَدُ المُخَيَّم بارََكَتْني، فاسْتَوى |
عودي، وقالَت قُمْ فَرَوِّ الثارا |
بالعَزْم أبنْـي – والرَجـا – مُسْتَقْبلـي |
وبصحَةِ الإيمان أحْمي الدارا |
لولا ارتباطُك في القِتال بدَوْلة |
تَلد الحديدَ بَوارجا وشِفارا |
لَحَسمْتُ أمْـري مَعْـك قَبْـلَ فَواتِـه |
وأحَلْتُ عُمْران الفَسادِ دَمارا |
ما كـان يُغْريـني القِتـال لَـو أنَّـني |
ألْفَيْتُ جارا فيك يَألَفُ جارا |
لكنَّني واجَهْتُ ذِئْباً ضاريا |
فبَرَيْتُ نابي، لا أُطيق فِرارا |
مَنْ قَبْـرِ تاريخـي تَخَطَّيـتُ الـرَدَى |
وخَرجْت لا وَكِلاً ولا خَوّارا |
قَدْ أستكينُ اليَـوْمَ، لكـنْ فـي غَـدٍ |
سَتَرى خِضَمّاً هاَئِجا هَدَّارا |
وسيَعْلَمُ الجَزّارُ أَنَا أمةٌ |
لم تُبْقِ فَوْقَ تُرابها جَزارا |
آثارُها مِلْءُ الوُجودِ، ورُبَّما |
عَمِيَ الغُزاة فلَمْ يَروا آثارا |
لَيْسَتْ سَواءٌ كُـلُّ ثَـوْرات الـوَرَى |
كَمْ ثَوْرةٍ كانت خَنَاً وبَوارا |
ولَقَدْ يَطيبُ القُـوتُ، وهـو مًسَمَّـمٌ |
وتسوءُ حاشِيةُ الرِّياضِ جِوارا |
هَيِّيءْ سِلاحَك، واسْتَعِدَّ، فإنَّني |
عَرَّيتُ صَدْري ى واسْتَـزَدْتُ حِجـارا |