شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يـا أبـا باسـل
يا أبا باسِلٍ أبُثُّكَ وُدَّي
بجَناحَيْن مِنْ حُزامٍ وَوَرْدِ
قُدْ سَرايـا النَّضـالِ لِلْمَجْـد وارْفَـعْ
رايةَ الحقَّ بَيْنَ سَهْلٍ وَنَجْدِ
رَفْرَفَتْ حَـوْلَك القُلـوبُ وحامَـتْ
مُهَجُ الشَّعْـبِ مِـنْ شُيـوخٍ ومُـرْدِ
كانت الشـامُ قَبْـلَ عَهْـدِكَ فَوْضَـى
والهَوَى وَحْده يُعيدُ ويُبْدي
كَيْفَ عالَجْتَها فصارَتء نِظاماً
واستَحالَ الضَّلالُ فيه لرُشْدِ
وانْتَفَى الخُلْفُ بَينَ قَوْمٍ وقَوْمٍ
وامحّىَ الفـرْقُ بـَيْنَ مَوْلـىً وعبَـْدِ؟
قَدْ بَعَثْتَ الرَّجاءَ بَعْدَ خُمودٍ
وَأثَرْتَ الشُّموخَ في كُلِّ فَرْدِ
َنَحنُ في الضَّاد أسرةٌ، فلماذا
نَهدُرُ الوَقْتَ بَينَ أخذٍ ورََدِّ
إنْ نَكُنْ مِـنْ نِـزارَ أوْ مـِنْ قُرَيـشٍ
فهما من أبٍ وأمٍ وجدِّ
وَحَّدَ الهمُّ والمصيرُ خطانا
فهلمّوا إلى الطريق الأسدّ
صارَ لابـنِ الفقـيرِ شَـأنٌ وأضْحَـى
لابْنةِ الرَّيف دوْرُ نَدًّ لِنَدَّ
لم يَعُدْ للأصـولِ فَضْـلٌ، فـإنْ لَـمْ
يَقْطَعِ السَّيْفُ فهْوَ عارٌ لغِمْدِ
أكرمُ النـاسِ أنظَـفُ النـاسِ كَفًّـا
لَيْسَ أعلاهُم عَرَاقَةَ مَهْدِ
سوريا قَلْعَةُ التَّصَدَّي ولولاها
لماتَتَ أخبارُ كلَّ تَصَدَّي
لا نريدُ السَّلامَ لا عَدْلَ فيه
كلُّ سلْمٍ مُمَوَّةٍ قَصْفَة رَعْدِ
إنْ بَنَتْ عندنا الحَمامةُ عُشاً
سَهِرَ الصَّقْرُ كيْ تَنام برَغْدِ
كلَََََّ يَوْم لنا بمعَركةِ النَّصرِ
"ضرارٌ" يُردَى و "خَوْلة" تردِي
قد مَلأنَا قبورنا شهداءً
لا تلوموا أباً يُصَلِّي لِلْحَدِ
عاهَدوا الله أن يموتوا فماتوا
لا يَدوسُ النَّعيمَ ناكثُ عَهْدِ
قيلَ مََنْ ذا يَقودُكـم قُلْـتُ ليَـْثٌ
رابطُ الَجأْشِ مِنْ سُلالةِ أُسْدِ
يَحْفَظُ العَهدَ للصَّديق، ولكِنْ
هُوَ نارٌ على العَدُوّ الألَدِّ
ولقَدْ يُحْسِن العَدُوُّ فيَنْسَى
كلَّ مـا كـانَ مِـنْ عـداءٍ وحِقْـد
يا صِحابي غَداً أموتُ فمَنْ ذا
يخدُم الضادَ في المهاجرِ بَعْدي؟
غابَ سِرْبي وخَلّفوني وَحيداً
كيفَ أقوَى علـى الأمانـةِ وحْـدِي؟
لَيْتَهم في عبيدِهِم أرْدَفوني
أنا نَجْدٌ… أيُسْتَهان بنَجْدِ؟
كنتُ في جُوقِهم هَزاراً ولكنْ
أيْنَ مِنْ مجدِهم خُرافة َمجْدي؟
كنتُ أدناهُمُ مَقاماً ولكنْ
رَفَعوني إلى مقامِ "ابْنِ بُرْدِ"
هكذا تُستَر العُيوبُ لَـدى الصَّحْـبِ
ويَبْدو الفَقيرُ في زِيِّ "لُرْدِ"
* * *
غُصْتُ يا إخوةَ النـَََََّدَى فـي حديـثٍ
ذي شُجونٍ، ولم يَكُـنْ ذاكَ قَصْـدي
فارحموا شاعراً يعيشُ غريباً
حائرَ النَّفْس بَيْنَ جَزْرٍ ومَدِّ
لي جذورٌ هنا، وثَمَّ فُروعي
لَيْتني أستطيع تَقْسيم وَجْدي
يَشْهَدُ الله ما مَدحْتكُم زُلْفَى
أنا أعلـى مِـنْ كـلِّ أجْـرٍ ورِفْـدِ
بَلْ لأني رأيْتُ فيك زَعيماً
يجَْمَعُ العُرْبَ في الزمان الأشدِّ
َيَصِلُ اللَّيلَ بالنهارِ ليَبْني
أُمَّةً حُرَّةً بشَعْبٍ وجُنْد
يحْمِلُ السيفَ باليمين وباليُسْرى
كتاباً إلى المحَبَة يَهدي
يَهْتِفُ النازحونَ باسمك زَهْواً
ويَهزونَه عَلامةَ سَعْدِ
لَسْتُ مـَنْ يُطْلـقُ الكـلامَ جُزافـاً
أنا أخْتارُه حَديقةَ وَرْدِ
إنْ يَعِبْني أخٌ فلَنْ أتّقيهِ
بلِساني، ولَنْ أحرِّكَ زَنْدِي
نَقَدَ الساخِطون "شَوقي" ولكنْ
بقيَ الشِّعرُ وانطَوَى كلُّ نَقْدِ
لَسْتُ أخشى إلاّ الإِلَهَ وحاشا
أن أبالي بحاكم مُسْتَبِدِّ
يا رئيسي وقائدي وصديقي
بدَمي قد كتَبتُ آيةَ وُدِّي
صابُ شِعْري وشَهْدُه في وعاءٍ
فَدَعِ الصَابَ، ولْيَكُـنْ لكَ شَهْـدي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 520 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.