شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ضـارب الرَّمـل
في ناظِرَيه طَلاسمٌ وأحاجي
كَمنَتْ مِـنْ الألغـاز خَلـفَ رَتـاجِ
عَيْنان، بـل كهْفـانِ عشَّـشَ فيهمـا
زَوْجانِ مِنْ جِنٍّ بغَيْرِ زَواجِ
وعلى مُحَيّاه الهَزيل عُبوسَةٌ
رَبْداءُ قـد سَخـرَتْ بكـل عِـلاجِ
تُضْفي عليه هَالةً مِنْ رَوْعَةٍ
وتُحيطُه منْ هَيْبةٍ بسياجِ
عَبَثَتْ يَدُ الجُدْريّ فيه فَوَجْهُهُ
مَرْعَى دَجاجٍ أوْ مَراحُ نِعاجِ
وأطلَّ منْ يُمْنَى يَدَيْه فارسٌ
وَشَمَتْهُ إبرةُ كاعبٍ مِغْناجِ
فيه مَلامحُ عَنْترٍ، لكنَّها
ظَهَرَتْ- كما عُرفتْ – بـلا مِكْيـاجِ
أبداً يُتَمْتِمُ، أو يُناجي نَفْسه
نَجْوَى تَغُصّ بصَوْتِهِ الرَّجْراجِ
في حُضْنِه هِرٌّ يَنوءُ بِسِنَّهِ
ويَموءُ في ذُلَّ الشَّريدِ اللاجي
واهي القوَى، لَوْ راودتْهُ فَأرةٌ
فمِن الغنيمةِ أنْ يكونَ النّضاجي
راضٍ كصاحِبِهِ،غريبٌ مِثْلُه
في مَوْكِب المَدنيّةِ الضَّجّاج
يَغْفو تَؤجُّ النارُ في أوْداجه
ويَفيق لكنْ هادئَ الأوْداجِ
أرأيتَه في السوقِ يَفْرشُ رَمْلَه
والناسُ بين مَصدَّّقٍ ومُداجِ
أغْراهمُ بذُهوله، فتقاطَروا
مِنْ كلَّ دَسْكرةٍ وكلَِّ مَعاجِ
جاؤوه مِـنْ شَتّـى الدَّيـار يَقودُهـم
أملٌ تلألأ في الظلام الدَّاجي
يتزاحمون عليه أفواجاً، كما
حامَ الحمَامُ على غَديرٍ ساجِ
ناطُوا به آمالَهم وهُمومَهم
يا للضَّعيفِ يَسودُ في الأعلاجِ
ما همُّهُ إنَّ الصراحةَ آفَةٌ
الرَّمْلُ فَوْقَ لَجاجةِ اللَجّاج
لا غَمْزةُ الزاري تثير شُعورَه
غَيْظاً، ولا تَزْهوه لَهْفَةُ راجِ
يَرْنُو إلى الأفُقِ البَعيد كأنَّه
يَحيَا مِنَ الأحلام في أبْراجِ
أتراهُ يَبْحث في السَّمـا عَـنْ ضائـعٍٍ
أمْ ذاك تَمْويهٌ على السّذّاجِ
قُلْ ما تشـاءُ، فلَـنْ يهـونَ مَقامُـه
عِنْدي، ولَـنْ يَلْقَـى دخيلـةَ هـاجِ
إني لتَأخُذُني المهابةُ كُلَّما
شاهدتهُ في رَهْبةِ الحُجّاج
عُرْيان إلاّ مِنْ بقايا عِمّةٍ
شَمْطاءَ تبدو في جَلالِ التاجِ
وعباءةٍ أكَلَ الزمانُ خيوطَها
هِيَ عِنْدَه أزْهى مِنَ الدَّيباج
ورُفاتِ نَعْـلٍ لَيْـسَ يُعـرف لَوْنُهـا
يَرْقى بها نَسَبٌ إلى الحَجّاج
صَفَرَتْ يداه مِنَ الصَّحابِ، وأقْفَـرَتْ
دُنْياه مِنْ هَدَفٍ ومِنْ مِنْهاج
لكأنه أسْطورةٌ مِنْ عَبْقَرٍ
رَكِبَتْ إلى الدنيا جَناحَ عُجاجِ
مَرّتْ علـى فَـم ساحـرٍ فتحوَّلَـتْ
شَبَحاً هَزيـلاً في الشـوارع ساجـي
* * *
يا مَفْزَعَ الضُّعفاء في بُحْرانِهم
ومَلاذَهم في العاصِف الرَّجّاج
رِفْقاً بأفئدةٍ تَطاوَلَ خَطْبُها
في مَلْعَبِ الأنواءِ والأمْواجِ
الكِذْبُ فـي بعض الظـروفِ فضيلـةٌ
فاجْعَلْ مِنَ الكَـذِبِ الـبريء مَناجـي
حَدَبُ الطبيبِ ولُطْفُه بمَريضه
أجْدَى عليه مِنْ جَزيل عِلاجِ
فاطْلَعْ علـى ليـل الحَيـارَى كوْكبـاً
وإذا عَجَزْتَ فكُـنْ بَصيـصَ سِـراجِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 518 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.