شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثُمَّ المجـدُ للعَـرَب
أُنشدت في مدينة حماة، عام 1986
حَيُّوا "حَماةَ" منارَ العِلْمِ والأدَبِ
واحْنُوا الرؤوسَ احتراماً لاسْمِها الذَّهَبي
مدينةٌ لَمْ تَلِنْ يَوْماً لطاغيةٍ
ولا استكانَتْ ولا هانَـتْ لِمُغْتَصِـبِ
إنْ لمْ تَكُنْ جنّةَ الدنيا فإنّ لها
دَوْرَ الريادةِ في الإِسلام والعَرَبِ
وليسَ إسلامُها طَبْلاً وَثرْثَرَةً
بَلْ دَعْوة للنَّـدَى، للحـبِّ، للـدَّأبِ
ما أبْعَدَ الدينَ عمَّـنْ لا ضمـيرَ لهـم
وأبرأ الصَِّدْقَ مِنْ دَعْـوى "أبي لَهَـبِ"
لو كان أحْمَدُ فظَّ القَلْـبِ لابتَعَـدَتْ
عنه القلوبُ، فلم يَرْبَحْ سـوى التَّعَـبِ
* * *
"حَماةُ" يا درّةَ العاصي نَزَلـتُْ علـى
أهْلي... فوا فَرَحي بالمَنْـزِلِ الرَّحِـبِ
أبناؤكِ الصِّيـدُ إخوانـي وإن جَهِلـوا
وهَلْ يَعُقُّ كريمٌ أصْلَه العربي؟
هُمْ طَوّقونـي بقَيْـدٍ مِـنْ مَكارِمِهـم
ما أحْسَن القَيْد مِنْ حُبٍّ ومِنْ حَسَـبِ
يَسْمُون بالجودِ عَنْ مَنٍّ وعَـنْ صَلَـفٍ
بئسَ العَطِيَّةُ لَمْ تَخْلُـصْ مِـنَ الرِّيَـبِ
يا قَلْبُ هذي الوجوهُ الضاحكاتُ هُـمُ
وتِلْك نَبْرَتُهم لا رنَّة القَصَبِ
لَكَمْ حَلِمْتُ بيَوْمٍ في ضيافَتِهم
فحقَّقَ الله ما أرجوه من أرَبِ
"يا قوتُ" ياقوتةٌ فـي تـاج دَوْلَتِهـم
تَلأْلأَتْ بمجاني الفِكْر والأدَبِ
بَحْرٌ من العِلْم لَـمْ تُـدْرَكْ شَواطِئـه
ولم يَخِبْ غائصٌ فـي لُجِّـه اللًّجِـبِ
زَكا عطاءً وأعلَى شَأْنَ أمَّتِه
والجودُ بالنفسِ غيرُ الجـودِ بالنَّشَـبِ
يَسْعَى إليه الأُلَى في روحِهِـم سَغَـبٌ
فيَرْجِعون وقَـدْ بَلُّـوا مِـنَ السَّغـب
تَزْداد ثَرْوَتُه ما ازداد نائِلُه
وليسَ يُزْعِجُه مَنْ لَـجَّ فـي الطَّلَـبِ
إنْ يَنْتَموا فَهُمُ في العُرْبِ ناصيَةٌ
وَلَسْتُ أعْلَمَ مَنْ أُحْصيه فـي الذَّنْـبِ
"أبو الفِداء" أبـو التاريـخ أطْلَقَهـم
قَشَاعماً في مساري الشُّهْبِ والسُّحُـبِ
تَجْري المروءةُ في أعْراقِهِم لَهَباً
وفي مَراقِمِهم أذْكَى مِنَ اللَّهَبِ
إنْ لم يُجارُوه في صَبْرٍ وفي جَلَدٍ
فقَدْ شأَوه بمـا صاغـوه مِـنْ ذَهَـب
هذي البدائـعُ مِـنْ عِلْـمٍ وفَلْسَفَـةٍ
تٌغْنيك عمّا حَوَتْ بَغْـدادُ مِـنْ كُتُـبِ
لا يَرْكَبُ الإِثمَ سَكْرانٌ بخَمْرتِها
ويَدْخُل النـارَ عُشَّـاقُ ابنـةِ العِنَـبِ
* * *
"حَماةُ" جـاءكِ مِـنْ مَنْفـاه مَغَتَـرِبٌ
فبَلْسِمي جُرْحَه يَغْمُرْكِ بالعَجَبِ
مُدّي لـه كفَّـكِ السّمْحـاءَ تُنْقِـذُه
ممَّا يكابدُ مِـنْ وَجْـدٍ ومِـنْ نَصَـبِ
لولا عيونُـك لَـمْ يَطْـرَبْ لقافِيَـتي
شَيْخٌ بمكةَ أوْ حَسْناءُ في حَلَب
سَلُوا النَّواعـيرَ كَـمْ غـازٍ تداوَلَهـا
زالُوا... وما بَرِحَتْ أُعْجوبـةَ الحِقَـب
تَرْوي حكايتَها للدَّهْرِ قائلةً
الحَمْدُ للهِ ثم المَجْدُ للعَرَبِ!
"حماةُ" طَيْفُكِ أنّـى سِـرْتُ يَصْحَبُـني
كأنَّه شُدَّ في سِلْكٍ إلى هُدُبي
قادَ الحنينُ إلى مَغْناكِ راحِلتي
فبَلْسِمي جُرْحَه يَغْمرْكِ بالعَجَبِ
وكَيْفَ لا يَسْتَخِفُّ العُجْبَ مَنْ نَزَلَـتْ
به المقاديرُ فـي فِرْدَوْسِـكِ الخَصِـبِ؟
تُحيطُه مِنْ جُنود الحقِّ طائفةٌ
تَزْدانُ بالأدبِ الريَّانِ والحَسَبِ
جَحاجِحٌ آمنـوا بالبَعْـثِ واعْتَصَمـوا
بقائدِ البَعْثِ يَهْديهم إلى الغَلَبِ
طابَتْ كنَفْحَـةِ عاصيهـم شَمائِلُهـم
فكلُّهم "أسدٌ" حُرُّ الضمير أبي
* * *
يا مَنْ نَثَرْتُم على اسْمي ألْـفَ زًنْبقَـةٍ
ولَمْ تَضُنُّوا بريّاكم على أدَبي
أغْلَى الكنوزِ علـى قَلْـبي صَداقَتُكُـم
وذِكْرُكُم في فَمي أحْلَى مِـنَ العِنَـبِ
هذا الرِّبـاطُ الـذي بَيْـني وبَيْنكـمُ
باقٍ على الدَّهْر، صوّالٌ علـى الحِقَـبِ
مَهْما نأَيْـتُ فلَـنْ أنْسـى مَحَبَّتكـم
لا تُجْحَدُ الشمسُ في بُعْـدٍ ولا قُـرُبِ
غَلَوْتُمُ في مديحي... كيـفَ أشْكُركـمْ
يا ليتَ لي بَعْضَ هذا المَنْطِـق الـذَّرِبِ
يـا إخْوتي إنْ بدا عَـيٌّ علـى قَلَمـي
وخابَ ظنُّكُم الغالي بمُغْتَربِ
فأنْتُم أَهلي في كلِّ نائبةٍ
وأنْتمُ في فُؤادي خَفْقَةُ الطَّرَبِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :347  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 445 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.