شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 211 -
لي صديقٌ، غفرَ اللهُ له
يدّعي الجرأةَ فيما يَدَّعي
قلقٌ، لو عطستْ بَرغشةٌ
لاحتمى منها بِحضنِ التّبعِ
يملأُ النادي حديثاً فَارغاً
يستثيرُ الضِّحكَ، عما لا يغي
كلَّما أرهقني قلتُ له
رحمةً بي يا صديقي الألمعي
صرخةُ الأرنب في سلطانِه
ليس فيها غيرَ معنى الفَزَعِ
* * *
- 212 -
شوّه الثورةَ قومٌ حسبوا
أَنَّها سلبٌ وتشريدٌ ودمْ
ليتهم لم يظلِموا إِخوتَهم
شرُّ أهلِ الظُلم مظلومٌ ظَلمْ
شرفُ الصَّارمِ أنْ تَشهرَهُ
في سبيلِ الحقِّ، في ظِلِّ العَلَمْ
خرجَ الإِنسانُ من غابتِهِ
وارتقى عن مستواهُ بالألمْ
إنما الثورةُ قلبٌ مؤمنٌ
ويدٌ تَندَى سخاءً، وقَلمْ
* * *
- 213 -
لستِ أذكى الناسِ يا سيدتي
فلماذا كلُّ هذي الكِبرياءِ
ألأنَّ اللهَ لم يبخلْ على
وجهِك البَضِّ بحُسنٍ وبهاءِ
تلك مِنهُ هِبَةٌ غاليةٌ
لا تُوفىّ بشكورٍ وثناءِ
فاحذري ثم احذري ثم احذري
أَن تسيري مرحاً بين النِّسَاءِ
لستِ إلاَّ دميةً من حجرٍ
إنْ يكن حسنُك من دون ذكاءِ
* * *
- 214 -
أيُّها العابسُ يشكو دَهرَهُ
دون داعٍ، أنت ميتٌ يتحركْ
أولا تُبصرُ في دنياكَ ما
يبعثُ البهجةَ أو يشرحُ صدرَكْ
لا تنلْ غيرَكَ باللومِ إِذا
نالَ منك الدهرُ أَو أَثقلَ ظهرَك
جاورتْ عوسجةٌ زَنبقةً
فلماذا حرّك العَوسجُ ذُعرَك
لن ترى في العُمر يوماً أبيضَاً
إن تشوّهْ بالأسى والخوفِ عُمرَك
* * *
- 215 -
نَجّني يا ربِّ من أَهلي ومِن
أَصدقائي، ودعِ الأعداءَ لي
أًنا في الضَّراءِ ميتٌ فإِذا
جاءتِ السرَّاءُ أَحيتْ أَملي
يمتلي بيتي سناءٍ وسنا
هَلَك البيتُ الذي لا يمتلي
لو تراءى الفقرُ إِنساناً لما
ماتَ إلاَّ في زوايا منزلي
أَعشقُ العيشً ولكن عملاً
قاتلَ اللهُ رغيفَ الكَسَلِ
- 216 -
أَيُّها المأفونُ يَقضي عُمْرهُ
هائماً بينَ المَلاهي والمقامرْ
لك أهلٌ فاحترمُ سمعتَهُمْ
وضميرٌ فادفعَنْ عنه الأَظَافِرْ
إنما الصحةُ كنزٌ طاهرٌ
كيف تُلقيه بشوقٍ غير طاهرْ
لا تقلْ إنْ أَقبل الحظُ أَفُزْ
أَنت يا مسكينُ في الحالينِ خَاسِرْ
لا تُقامِر إنْ تَكُنْ في حاجةٍ
وإِذا كنتَ غنياً لا تُقامِرْ
* * *
- 217 -
قاتلَ اللهُ زَماناً زجَّني
حَملاً مستضعَفاً بين ذئابِ
كلما استغفلتُ ناباً ضارياً
أوقعتْني غفلةُ البالِ بِنابِ
لم أكُن، لولا ضميري، لقمةً
لِقويٍّ، ومتاعاً لمرابِ
جفَّ قَبلَ الحَينِ زَيتي، ليتني
ذقتُ شيئاً من لذاذاتِ الشَّباب
إِن يكُ العمرُ كِتاباً فأنا
لم أُعالجْ غيرَ عنوانِ الكتاب
* * *
- 218 -
قالَ هل تؤمنُ باللهِ الذي
خلقَ الإِنسان من ماءٍ وَطينْ
قلتُ آمنتُ ولم أبرحْ ولن
أمتري في آيةِ الرُّوح الأمين
كل ما في الكونِ من تدبيرِهِ
هل تُرانا لسواهُ راجعين؟
شقيَ الجاحدُ يقضي عمرَهُ
ضائعاً في وَضحِ الحقِ المُبين
ليس للإِيمانِ حدٌ فاصلٌ
كَمْ يكون السَّعْيُ درباً لليقين
* * *
- 219 -
يا رفيقَ الدَّرِب خُذْها حِكمةً
من فَمِ الدَّهرِ وضَعْها في ضميرِكْ
آفةُ النعمةِ أًن ترفِسَها
مدَّ رِجليكَ على قدرِ حَصيركْ
دعَةُ العيشِ سَرابٌ كاذبٌ
فاتعظْ واحسِبْ حِساباً لمصيركْ
كم غنيٍّ كنتَ تَرجو رِفدَهُ
صار يَرضى بقليلٍ من كثيرِكْ
إِنما الدُّنيا سعيرٌ وندىً
فتزوّدْ من نَداها لسعيرِكْ
* * *
- 220 -
أبعدِ الكذّابَ عني، إِنني
أَكره الكذبَ وأَخشى خطرَهْ
يُتقى اللصُ، ولكن أين من
يتّقي الكاذبَ مهما نظرَهْ
أَنا لا أُحسن ظني بامريءٍ
يحذرُ السَّامعُ أَن لا يَحذرهْ
آفةُ الكذّابِ أَن الصَّدقَ في
شفتيهِ يتراءى مَسخرهْ
* * *
- 221 -
هَجَر الناسَ وقد أَبرمهُ
ما يُعاني بينهم من جَلبَهْ
واصطفى بين الدراري مرتعاً
نثر اللهُ عليه ذَهبَهْ
ومضى عامٌ فحنّتْ نفسُه
لليالي أُنسِه المصطخبَهْ
فهمتْ من مُقتليهِ دَمعةٌ
ظنها تُطفي فزادتْ لهبَهْ
عبثاً يخنقُ شكواهُ، فلا
يعشقُ الإِنسانُ إلاّ مَلعبَهْ
* * *
- 222 -
حار أَمري بصديقٍ ودّه
عابس طوراً وطوراً باسمُ
يَردِفُ المدحَ بهجوٍ جَارحٍ
فهو مثلُ الجوِّ صاحٍ غائمُ
لا يَرى في النَّاسُ ما يعجبُه
وهو فيهم مُستظلٌ هائمُ
يكرهُ الظُّلمَ ولكنْ رُبَّما
حبّبَ الظلم إِليه ظَالمُ
أَنتَ مسؤولٌ فيا ربِّ اهدهِ
كيف لا يهدي الغبيَّ العالمُ؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 416 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.