شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 201 -
قالَ ماذا تريدُ، قلتُ سلاما
للشعوب التي تحبُّ السَّلاما
ليس في الحربِ من خُسارٍ ورِبحٍ
إنَّ فيها ثواكلاً ويتامى
ليس بين الشعوب ثأرٌ وحقدٌ
فَعلامَ اقتتالُها وإِلاما؟
من رأى لبوةً تُصارع أُخرى
أو حَماماً في الأيك يُفْني حماما
فليكن بعضُنا لبعضٍ وحوشاً
إنَّ عَجَزْنَا عن أَنْ نكونَ أناما
* * *
- 202 -
لماذا أَراكَ كثيرَ التَّباكي
قليلَ القَناعَةِ بالحاضرِ
أَتحسَبُ أَنَّ الدموعَ علاجٌ
لفاجعةِ الأَملِ العَاثِرِ؟
تَبسَّمْ فقد تنجلي غُمّةٌ
على بسمةِ الحامِدِ الشَّاكِرِ
تطيّرتَ قبلَ وُقوعِ البَلاءِ
فنُؤتُ بكلكَلِهِ العابر
تَغذّى الهموم بدمعِ الجُزوع
وتزلق عن مهجةِ الصَّابِرِ
* * *
- 203 -
بِلاديَ في حاجةٍ لزعيمٍ
شريفٍ فأَينَ الزَّعِيمُ الشَّريفُ؟
يَحدُّ مَطامِعَ ساداتِها
فيأمنُ شرَّ القويّ الضعيفُ
ويبعث مَا مَاتَ من عَزمِهَا
فيضحكُ شطٌ ويَرقُصُ رِيفُ
تكاثرَ فيها دُعاةُ الصَّلاحِ
فأينَ الصَّلاحُ وأَينَ الرَّغيفُ؟
إذا الأمرُ لم يَبْتَدئْ بالبُطونِ
فكلُّ كَلاَمٍ عَقيمٌ سخيف
* * *
- 204 -
وواللهِ لولا بقايا رَجاءٍ
تَرفرفُ بين بقايا شبابِ
لعفتُ القَريضَ وأحلامَه
وأوصدتُ دون الشياطينِ بابي
فقد يخنقُ اليأسُ صوتَ الهَزارِ
إِذا راجَ في الغابِ صوتُ الغُرابِ
يقولُ الصِّحابُ إِلى كم تئنُّ
فقلتُ إِلى أن يَزولَ عذَابي
ظمئتُ وفي الكأسِ ماءٌ زُلالٌ
فهل يرتوي ظَمَئي بالسَّرابِ؟
* * *
- 205 -
ركبتُ جَناحَ الغُرورِ ونمتُ
قريرَ الفؤادِ عزيزَ الجنابِ
فحلّقَ بي في مَراقي النُّسورِ
وطوَّفَ بي في قصورِ السَّحابِ
وَرَصَّعَ تاجي بنورِ الدَّاري
وعَطَّر رَدني بنفحِ الرَّوابي
ولما أَطلَّ النَّهارُ أَفقتُ
على الشمسِ تغزو منافِذَ بابي
فألفيتُ رأسيَ بينَ النُّجومِ
ورِجليَّ بين ثنايا التُّرابِ
* * *
- 206 -
همستُ بأُذنِ النَّسيمِ متى
يعودُ الغَريبُ إلى أهلهِ
فيسرحُ في طودِه آمناً
ويمرحُ جذلانَ في سَهِلهِ؟
توالت عَليه ليالي النَّوى
ولجَّ الأحباءُ في عَذْلِهِ
فقالَ النَّسيمُ متى أخصبتْ
بذورُ القناعةِ في حَقلِهِ
إذا المرءُ لم تَروهِ نَهلةٌ
فلن يطفئ البحرُ مِن غله
* * *
- 207 -
شبابَ العُروبةِ لا تَيأَسُوا
إذا خَابَ في الزُّعماءِ الأَملْ
تقومُ البلادُ على عزمِكم
فلا تستكينوا لِداعي الكَسلْ
فلسطينُ في ذِمةِ العَاملينَ
فهلاّ تناديتمُ لِلعملْ؟
وهلا تسلّحتُم بالرَّجاءِ
فإِن القُنوطَ طريقُ الفشلْ
إذا قعدَ الليثُ عن غِيله
تمادى عليه وطَالَ الحَملْ
* * *
- 208 -
بُليتْ بِجارٍ قصيرِ الذِّراعٍ
طويلِ اللِّسانِ قليلِ الأدبْ
أُصبِّحهُ فيردّ السَّلامَ
بنادرةٍ تستثيرُ الغَضبْ
وأختصرُ القولَ كي لا يزيدَ
فيحَسبُ أن اختصاري طَربْ
صبرتُ عليه، ولكنَّ صَبري
تحوَّل ناراً وقلبي حَطبْ
فيا حملايا حنانك، إِني
أَخافُ عليكِ كلابَ العَربْ
* * *
- 209 -
رأيتُ البُطولةَ شيئاً جليلاً
ولكنَّها صفقةٌ خَاسِرهْ
يُلاحقُها في الحياةِ العقوقُ
وتنهشُها التهمُ الكاسِرهْ
تُضحِّي سعادَتها كي تصونَ
سعادةَ أُمَّتِها العاثِره
لئن حَلِمَتْ بسرابِ الخُلودِ
فقد خابَ فألُكِ يا شاطرهْ
* * *
- 210 -
مَن أنا؟ هذا سؤالٌ مُبهمٌ
طالما ضاقتْ بهِ آفاقُ نفسي
كُلَّما حاولتُ أنْ أجلُوَه
زادَ تيهي وتعثرتُ بيأسي
حبستْني فيه أَفكاري فهلْ
مِن يدٍ حانيةٍ تفتحُ حبسي؟
يا له سِلْسِلَةً قد ربطتْ
في مطاوي سرِّها مَهدي برمسي
سأُضيعُ الغدَ في صحرائِه
مثلما في قاعِهِ أَغرقْتُ أمسي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :497  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 415 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج