شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
- 1 -
هلا وصفتَ الناسَ؟ قلتُ قصيدةٌ
والناسَ؟ قلتُ وكلُّ حيٍّ قافيَهْ
نشكو الحياةَ ولا نُطيقُ فراقَها
ونحبُّها ونسبُّها في ثانيَهْ
ما أَضيقَ الدُّنيا على مُتشائم
بَرِمٍ يُقابلُها بنفسٍ دَاجيهْ
الزهرُ أَجملُهُ النديُّ المُزدهي
والطيرُ أحلاها النَّواغي الشَّادِيهْ
فانظرْ إِلى الدُّنيا بوجهٍ ضاحِكٍ
كي لا تكونَ من القوافي النابيهْ
* * *
- 2 -
ماذا أقولُ لِصَاحبٍ يغتابُني
ويُحيطُني في مَحضري بالغار؟
هو في كلا حاليهِ كذّابٌ فلا
يطمعْ بغيثي أَو يَخَفْ من ناري
لا لن أُصدِّقَ من يَهُزُّ حَميّتي
ليسُبَّ خصمي أو ليشتمَ جاري
أَنا مثـلُ كـلِّ النـاسِ مـن صـدفٍ ومـن
دُرٍّ، ومن حَمَأٍ ومن أَنوارِ
تبدو من الشيطانِ فيَّ ملامحٌ
ويلوحُ ظلُّ من جمَالِ البَاري
* * *
- 3 -
يا من يبذِّرُ في الملاهي مالَهُ
فرِحاً ويقبِضُ كفَّهُ عن جَائعِ
احسِبْ حِسابَك للزمانِ، فربَّما
دارتْ حوادثُه بأَشأمِ طالعِ
يومَان هذا الدهرُ، يومٌ ضاحكٌ
بالسَّعدِ، مرتبطٌ بيومٍ دامعِ
لا يخدعنَّكَ أن مالَك واسعٌ
كم هانَ قبلَك ذو ثراءٍ واسعِ
ولقد تمدُّ غداً يمينَك راجياً
إِحسانَ هذا الجائع المتواضعِ
* * *
- 4 -
كَثُرتْ مآدبُنا وقلَّ حياؤُنا
يا ربِّ سَدِّدْ في الحياةِ خُطانا
في كلِّ يومٍ للسَّخافةِ حَفلةٌ
نجترُّ فيها الهذْر والهَذَيـانـا
يرتادُ آفاقَ العَظائمِ غيرُنا
ونحوم نحن على الهُوى غربـانـا
لم تبرحِ الأَوثان ملءَ عقولِنا
فمتى نُحطِّم هذه الأَوثانا؟
حريةُ الأَعناقِ وهْمٌ إِن نكنْ
بنفوسِنا وعُقولِنا عُبدانـا
* * *
- 5 -
اِبحثْ تجدْه خلفَ كلِّ جنازةٍ
يبكي الفقيدَ بدمعِهِ وبيانهِ
حتى إِذا أدَّى مهمَته طوَى
أَشجانَه وسعى إِلى ندمانِهِ
يا أيُّها الباكي بغيرِ توجُّعٍ
دَمعُ الكَذوبِ يجفُّ في أجفانهِ
ما أَرخصَ الأَدبَ الذي لا يستحي
إِنَّ الأَديبَ بقلبِه ولِسانهِ
لولا امتناعُ الدُّرِ لمْ يَعلقْ به
نظرُ الوجودِ ولا عُيونُ حِسانهِ
* * *
- 6 -
نَشِّئْ بنيكَ على الفضيلةِ والتُّقى
لكن حَذارِ من الجُمودِ حَذَارِ
العصرُ عَصرُهُمُ فلا ترهقْهُمُ
بسلاسلٍ من عَصرِك المُنْهَارِ
أَرشدْهُمُ باللُّطفِ تكسبْ حُبَّهم
وازجرْ، ولكن من وراءِ سِتارِ
حرَّرتَ نفسكَ من أَبيك فهل تَرى
حَرجاً إِذا نهجوا على الآثارِ
أَشقى الجناةِ أَبٌ يغلُّ بِجهلِهِ
في وُلْده حرِّيةَ الأَفكار
* * *
- 7 -
ما هذه الفَوضَى يُثيرُ غُبارَهَا
هذيانُ مَعتوهٍ ودَعوى جَاهلِ؟
ضاعتْ مقاييسُ الفضيلةِ والنَّدى
واحتلَّ صَدرَ الدارِ رسمُ الباطلِ
أًوَ كُلَّمَا عَصَفَ الغرورُ بخاملٍ
حَامَ الذُّبابُ على طعامِ الخاملِ؟
يا عابدي الأَصنامِ هل من هُدنَةٍ
طفحَ الإِناءُ وعيلَ صبرُ العَاقلِ
لا خيرَ في وطنيَّةٍ مَخضوبةٍ
بدماءِ مسكينٍ ومَدمعِ ثاكلِ
* * *
- 8 -
لا تغضبنَّ على صديقِكَ إِنْ هَفَا
فلقدْ تُقوّمُهُ الأَناةُ وتُرشدُ
إِنَّ العِتابَ يُزيلُ أَسبابَ الجفَا
لكن إِذا لَبِسَ الخشونةَ يفسدُ
كم صاحبٍ عاملتُه بصرامةٍ
فخلقتُ منه كاشحاً يتوعدُ
هيهات يسلمُ مِنْ أَذى الناسِ امرؤٌ
حسبَ الصَّراحةَ سِلعةً لا تكسدُ
فالجم ضميركَ أَو فعشْ في مَعزلٍ
يقُصيه عن دنياكَ بابٌ مُوصَدُ
* * *
- 9 -
يا ربِّ حرِّرْ أُمتي من نفسِها
خابَ الرَّجاءُ بفجرِها البرَّاقِ
إِنَّ السَّلاسلَ جمّةٌ وأَخفُّها
للعارِفينَ سَلاسلُ الأَعناقِ
حارَ الأُساةُ بدائها، هل من يدٍ
تأتي لها بالقوتِ والتِّرياقِ
ما حاجتي للنورِ يملأُ مُقلتي
وظلامُ نفسي ماليءٌ آفاقي؟
عبثاً تشيدُ على الصوارم دولةً
إِنْ لم تؤسِّسْها على الأَخلاقِ
* * *
- 10 -
عبثاً تبشِّرُ بالفضيلةِ والتُّقى
إنْ لمْ تَكُنْ في ذات نفسِك فاضلا
أضِفْ إلى الوعظِ الذي لا ينتهي
عملٌ يدلُّ على تُقاكَ السائلا
هيهات تقنعني بأَنَّكَ حَاتمٌ
ما دمتَ تنهرُ كلَّ يومٍ سائلا
جاءَ المسيحُ فما اكتفى بِلسانِهِ
بل شقّ بالمثلِ الطريقَ الفاصلا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :922  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 395 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج