شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عيدها الأول
وعاد كانون يحمل ذكرى الفرحة الكبرى... ولكن أَين البرعم الذي غمر الروض بالنور والشذا، والزغلول الذي حمل إلى العش البشاشة والمرح؟ إنه حلم وانطوى إنه أمل صريع، وقف الشاعر على حطامه يسفح قلبه في هذه الدمعة.
أطلَّ على الكونِ هذا الصَّباحْ
وفي مُقلتي دَمَعةٌ حَائِرهْ
تبسَّم حوليَ ثغرُ الأَقاحِ
فنهنهتْ أَنْفاسُه العَاطِرهْ
حَنانَيكَ يا عَبقريَّ الوِشاحِ
جراحي – وُقِيتَ الأَذى – ثائرهْ
هزاركُ هبَّتْ عليه الرِّياحْ
فأَودتْ بآمالِهِ العَاطِرهْ
وجارَ عليه الزَّمانُ الوقاحْ
فلاذَ بِعُزلتِهِ الجائرهْ
طويتُ على دمِ قلبي الجَناحْ
مَخَافةَ نظراتِه السَّاخِرَهْ
وماتَ على شفتيَّ الصداحْ
أَيبعثُه اللهُ في الآخِرهْ
وداعاً زمانَ التَّصابي
وعهد الندى والشبابِ
وقفتُ على كُلِّ بابِ
لعلي أُخففُ ما بي
فخابَ رجاءُ الترابِ
إلى اللهِ أَشكو مُصَابي!
تبدَّل أَيَّار في ناظِري
فلا تنعتُوه بشهرِ الزُّهورْ
رويتُ بمدمعي الحائرِ
ثراه وكان عريسَ الشُّهورْ
ولكنَّ في وجهِهِ الغائرِ
حكايةُ جرحٍ عميقِ الجُّذورْ
يقرُّ بأولِها خَاطري
وتكسرُ قلبي بقايا السُّطور
أأيارُ أين ابنةُ الشاعرِ
تفيضُ على الكونِ بسمةَ نَور؟
أُطالِع في وجهِهِا غابري
وأَزرَعُهُ قُبُلاتِ الغرورْ
وأَجعلُ من مَهدِها الطاهر
نَديَّا يُغيّم فيه البَخور
سقى اللهُ تلك الليالي!
إذا هي مرَّت بِبالي
ركبتُ جَناحَ الخيالِ
أُضاحكُ بنتَ الدلالِ
سعادُ عروسُ الجمال
تعالي إليَّ تعالي!
* * *
سعادُ انقضى عامُكِ الأَّول
فقومي نردُّ فنونَ التَّهاني
لِداتُك في البابِ قد هَرولوا
تقودُهُمُ فِتنةُ المِهرجانِ
فشا خَبرُ العيدِ فاستعجلوا
خُطاهمْ حذارِ فواتَ الأَوانِ
فأين القطائفُ كي يأكلوا
وأين الشرابُ وأَين الصواني؟
وأَينْ الأراجِيحُ كي يزجلوا...
... وأَين المُغنِّي وأَين الأَغاني؟
سعادُ اطلعي بينَهم يجتلوا
على مقلتيكِ ربيعَ الجِنان
سريرُك يا مُنيتي هَيكلٌ
عيدُك عيد الهوى والأماني
بنيةُ أَين الجوابْ؟
أحلمي هذا سرابْ؟
إلهي إليك المآبْ
رددتَ إليَّ الصَوابْ
فألفيتُني في السَّحابْ
وكفي ترشُّ التُّرابْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 125 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.