شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أُرْجُوحةُ سُعاد
وانزوت إلى جانب السرير أرجوحة الكروان الصريع تثير في قلب الشاعر ذكريات العهد الندي.
بِالغاليينِ حَشاشتي وجَناني
أَفديكِ يا أُرْجُوحةَ الكروانِ
غالتْ بشاشتَكِ الرزيَةُ وانطوتْ
دنيا ازدهتْ بالرَّوْح والرَّيْحانِ
سُقيا ليالي الأُنسِ والأملِ الذي
أشربتُه ما سَال من أجفاني
ما كان أقصرَها على سُمَّارِها
وأخفَّ وطأتَها على النُدمانِ
ما لِلزُّهورِ إذا رأتني أَطرقتْ
حَيرى بأيِّ تَحيةٍ تَلقاني؟
ما لِلطيورِ إِذا استشفَّتْ لوعتي
غَصَّتْ حناجرُهنَّ بالألحانِ؟
ما لِلجداولِ إن وَقَفْتُ بِشطِّها
خَنقتْ أَهازِيجَ الهوى النشوانِ؟
أَيُثيرُ شجوي ما خَبا من شَجْوِها
أَم ذاك تَمويهٌ من الأحزان؟
أُرجوحةَ الكروانِ هَدّمني الأسى
إِلاَّ بقيةَ مَدمعٍ هَتَّان
يَجري على قَبرِ الحبيبِ ولمْ يَكُنْ
لولاه بالجاري ولا الحرّانِ
إني ليجرحُ مُقلتي ويُمِضُّنِي
مرآكِ بينَ مخالبِ الأَشجانِ
شوهاءَ خافِتَةَ الصَّدى كقصيدةٍ
جَوفَاءَ عاطلةٍ من الأَوزانِ
لا تستريحُ إِليكِ مُهجةُ سامعٍ
أَو تستقرُّ عليك مقلةُ رانِ
أَين التي كانت بِجيدِكِ حِليةً
وردِيَّةَ الأَنفاسِ والأردانِ؟
يا روضة كان تداعب مهجتي
أنفاسها تنساب في وجداني
الشمسُ تطلعُ من مَطاوي جَفنِها
والفجرُ يَضكحكُ في الفَمِ الرًّيَّانِ
ملكتْ عليَّ خَواطري وهَواجِسي
واستأثرتْ بِمحبتي وحَنَاني
أَخشى على وَجَناتِها عَبَثَ الصَّبَا
وأ خافُ عينَ الحَاسدِ الشنآنِ
الشِّعرُ أستوحيه من نَظَراتِها
بشَّ المعاني ضَاحِكَ الألوانِ
وأطيرُ من بَسَمَاتِها في جَنَّةٍ
مَسحورةٍ مَزْهُوَّةِ الأَفنانِ
أُرجوحةَ الكروانِ في صَمتِ الرَّدى .
سِيَّانِ شأنُك في الحياةِ وشاني
لم يَبْقَ من تَضْحاكِنا إلاَّ صدىً
واهٍ كحشرَجةِ العليل الفَاني
ما أبخلَ الشادي تغصُّ بصوته
وتعودُ منه بِحُرقةِ الظمآنِ
يا أيها البخلاء كم مِن خيبةٍ
أَقسى على الرَّاجي من الحِرمانِ
ما ضرَّ لو واسيتمُ ومسحتمُ
بالعطف دمعةَ شاعرٍ ولهانِ
أَمنَ العدالةِ أَن تُصوَحَ روضتي
في عُنفوانِ ربيعِهَا الفَتَّان
ويُحال عُرسي مأتماً لا ينتهي
وتُعَدَّ في عيد المنى أكفاني؟
كروانيَ المحبوب ضمَّتهُ الثَّرى
رحماك يا رباه بالكروانِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :638  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.