شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سرير سعاد
وفي زواية من زوايا العشِّ المنكوب قبع سرير سعاد يرين عليه سكون الموت وتغشاه وحشة العدم:
سريرُكِ ما زَالَ في رُكِنهِ
تَدُبُّ الكآبةُ في حضنِهِ
خَلا مِنكِ في مِهرَجَانِ الهوَى
فأَلوى وأَغرقَ في حزنِهِ
تَمشَّى البَلاءُ بأعصابِهِ
وأنْشَبَ نَابيْهِ في حُسنِهِ
يكادُ يُسائِلُني – كُلَّمَا
تَلَّمسَ ظِلّي – عن خِدنِهِ
سريرَ الحبيبةِ ضَاع الرَّجاءْ
ومَاتَ على شَفَتَيِّ الحُداءْ
لأرخصتُ روحي لَوَ أنّ الفِداء
يَذُودُ الرَّدى أَو يَردُّ القَضاءْ
* * *
سَريرَ الحبيبةِ يا هَيكلي
رَمتني النَّوائِبُ في المَقتَلِ
أتذْكُرُ حَومي عليك هَزاراً
يَحُومُ على وجْنَةِ الجدولِ
أُغنيكَ أَحلى أَغَاني الهَوى
وأهجم فيكَ على البُلبلِ
أُدغْدغُ خداً وألثُمُ ثغراً
وأَعبثُ في شَعرِه المُرْسَلِ
* * *
سَقى اللهُ تلكَ الليالي الوَضاءْ
تجرُّ ذُيولَ الشذا والضِّياءْ
سريرَ الحبيبةِ هلْ مِنْ لقاءْ
يبلُّ الحَنينَ ويَروي الظماءْ؟
أتذكرُ يومَ أطلَّ البشيرْ
بُهنِّئنا بالحبيب الصَّغيرْ؟
تَراقصَ قلبي على صَوتِهِ
وطارَ من الزَّهوِ فوقَ الأثيرْ
وعَجَّ النديُّ بسُمَّارِهِ
فَوفدٌ يجيءُ ووفدٌ يسيرْ
وشاعَ الحُبورُ ففي كُلِّ وجهٍ
ربيعٌ نديُّ الحَواشي نَضيرْ
* * *
إلهي أنت مَعينُ العزاءْ
سخوتَ فكنتَ جزيلَ السَّخاءْ
إلهي توسَّد قلبي البلاءْ
فزدني يقينا وزدني عطاءْ؟
* * *
سَريرَ الحبيبةِ مَاذا القطوبُ
ليجرحَ عيني انكسارُ الغروبْ
أََبَحَناكَ للعنكبوتِ الغريب
وكانت تزود حماك القلوبْ
لكم هدهدتك رياحُ الشَّمالِ
وكم راقصتكَ رياحُ الجنوبْ!
وكم هجتَ زهوَ الهزارِ الطَّرُوبِ
بزغلولِهِ المشرئبِ اللعوبْ!
سنقضي الحَيَاة أليفَيْ شقاءْ
صريرُك آه وشدوي بُكاءْ
أنا ما كفرتُ بعدلِ السماءْ
ولكن شغفت بدار البقاءْ!
سريرَ الحبيبةِ أَنتَ كتابٌ
أُراجعُ فيه قُصولَ الشَّبابْ
تضاحكَ عُنوانُه بالمُنى
وماجتْ أَساطيرُهُ بالسَّرابْ
بنيتُك قَصراً سميكَ الجِدارِ
فكيفَ تَخطّى إِليكَ الخَرابْ؟
وأَرصدتُ قلبي على مَدخَليكَ
فكيف تَسرَّبَ فيك الغُرابْ؟
أُحِسُّ برُوحي دبيبَ الفناءْ
وأَلمحُ في الفجرِ ظِلَّ المساءْ
سريرَ الحبيبِ ضاعَ الرَّجاءْ
وماتَ على شَفتيَّ الحُداءْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :682  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.