شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دعِ الناس.. تسلم (1)
تقولين لي هل أنت بالبؤسِ راغب؟
وهلاّ لزمتَ الصمتَ عمّا تُطالب؟
ترى الناسَ شتّى يحلبونَ ضروعَها؟
فتنصاع دُنياهُمْ وتصفو المشارب
لهم كلُ ما تهفو النفوسُ لنيله
على الأرضَ ملكٌ والنجومُ ملاعب
ثراءٌ وليدُ السحرِ فعلُ منجِّمٍ
وجاهٌ عريضٌ حولهم ومناصبُ
وأنتَ مقيمٌ في الشقاءِ رهينة
سعيدٌ بأهليهِ على الكلِّ حادب
تنافحُ عنهم كلَّ ما يشتكونَه
كأنك يوم الحَشرِ فيهم مطالب
* * *
تُقلّبُ ما بين الأمورِ مقارناً
فذا خطأٌ محضٌ وذيّاكَ صائب
وهذا صريح القولِ في الناس صادق
وآخرُ نهّازُ الظروفِ وكاذب
و (زيدٌ) نقيُّ القلبِ ليس بخادع
أخاه، و ( عمروٌ) ثعلبٌ وموارب
* * *
دعِ الناسَ كلٌّ يجتني ما يحوزُه
فدنياك مغلوبٌ شقيٌّ وغالب
فذو نعمةٍ لم يمنح الأرض ساعداً
تصافيهِ دنياهُ وتصفو المشارب
وذو ساعدٍ شق الصخورَ بجَهده
إذا جادتِ الدنيا غذَتهُ الطحالب
دعِ الناسَ تسلَمْ من عواقبِ شرّهم
فلستَ بدارٍ ما تكونُ العواقب
وهلاّ سمعتَ الشاعرَ الفذَّ ناصحاً
يرددُّ ما أملتْ عليه التجارب
"ومن يتتبعْ جاهداً كل عثرة
يجدْها ولا يبقى له الدهرَ صاحب"
* * *
حنانيك حقٌ ما تقولينَ إنني
شغوفٌ بما ألقى وبالبؤس راغب
وحيدٌ بغاب لا تكفُّ ذئابُه
عن النهشِ أنيابٌ لها ومخالب
قلوبُ الهُداةِ المصلحينَ مطاعم
لها والضلوعُ الحانياتُ مناشبُ
دعيني فما عمرُ الفتى غيرُ ومضةٍ
من البرقِ في دنيا غشتها السحائب
وأدلجَ فيها الليلُ حتى إذا بدا
سنا الصبحِ غطّتْ مقلتيهِ الغياهب
* * *
مضى العمرُ يا أختاهُ إلاَّ أقلَّه
وإني على ما تعرفين مواظب
صحابي قليلٌ غيرَ أني لديهُم
أثيرٌ على أني فقيرٌ وعازب
صحابي قليل غير أن طريقَهم
يشعُّ به نجمٌ من الفكرِ ثاقب
يُسدِّدُ حبُ الخيرِ من خطواتِهم
ويجمعُهم دربٌ على الحقِ لا حب
• • •
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :474  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.