شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"التضحية"
لقد ضَحَّيْتُ بحاضري من أجل غدي.
ومن أجلكِ ضَحَّيْتُ بغدي يا حبيبتي..
لكنني من أجل الوطن: أُضَحِّي بنا
نحن الاثنين.. فأنا أرفض الحب الذي
ينمو في فصل، ليموت في فصل آخر مثل
نبات الحلفاء..
لذا: مَزَّقْتُ كُتُبَ التنظير التي وَضَعها
"المقاولون السياسيون"، والأيديولوجيون
الذين يُعَلِّقون خرائطهم الثورية على جدران
مكاتبهم الأنيقة، بعدما جعلوا من حياتنا
حقولاً تجريبية لاختباراتهم - دون
أن يتدافعوا - مثلنا - من أجل شريحة لحم
مُجَمَّد، أو "طبقة" بيضٍ فاسد،
ولم يعرفوا طوابير الانتظار، بغية
الحصول على قنينة وقودٍ، في وطن
يغفو فوق بحيرةٍ من النفط المهيّأ
للتهريب!
* * *
أيُّ عناءٍ هذا؟
في الوطنِ، نُعِدُّ القوائمَ بأسماء المدنِ
التي سنهرب إليها..
وفي مدن الغربة، نُعِدُّ القوائم بأسماءِ
المدن الجديدة التي سنشيدها حين نعود،
ونهيِّيءُ أسماءً لأعيادٍ لم تعرفها من
قبل، تقاويم الوطن..
آه يا حبيبتي.. لماذا نشعر في الوطن
بالغربة، وفي الغربة نشعر بالوطن؟
لنخزنْ غضبنا، ريثما ينفجر الجرحُ
على نفسه، فترعد الأرض تحت أقدام
"خنزير السياسةِ" في بغداد..
لا تخافي يا حبيبتي.. لا تخافي، فإن
المطر القادم، سيغسل الدم المتخثّر
على الجدران، وسيحطُ النورس على
الحقول، ناشراً أجنحة الفرح..
وعند ذلك: سنجعل العصافير تبني
أعشاشها على فوّهات المدافع،
وتغدو "آنية الديناميت" سنادين
للأزهار، لترتدي الأرض فستان
العشب، بينما نحن، نتابع ألوان
قوس القزح الأرضيّ..
عشرون عاماً، وهم يجرِّبون نظرياتهم
السياسية في مختبرات أجسامنا وخبزنا..
فلنجعل منهم مختبراً لتجربة غضبنا المقدس،
كي ننعم بالأمان، مُسَيَّجين بتعاليم
السماء، وبقوانين الأرض.. يا حبيبتي
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :390  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج